تتطلع قيادة «آيبيك» مع اقترابها من استكمال خطة الاندماج مع «مبادلة للتنمية» إلى فتح آفاق أوسع من الفرص أمام أبوظبي، حيث سيسهم الكيان الجديد في دفع عجلة النمو ضمن محفظته الجديدة والمتنوعة، بما يعزز دور أبوظبي على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي كقوة استثمارية ضخمة، ويسهم بشكل كبير في تنويع اقتصاد الإمارة، بما يتماشى مع أهداف خطة أبوظبي ورؤية دولة الإمارات على المدى البعيد.
وقد أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، في يونيو 2016 قراراً يقضي بدمج شركة «آيبيك» و«مبادلة للتنمية» دعماً لرؤية دولة الإمارات العربية المتحدة الرامية لتأسيس نموذج اقتصادي عصري ومتنوع.
ولعبت شركة الاستثمارات البترولية الدولية «آيبيك» على مدى أكثر من ثلاثة عقود دوراً ريادياً في دفع عجلة النمو الاقتصادي لإمارة أبوظبي، وذلك من خلال الاستثمار في عدد من الأصول الاستراتيجية العالمية في قطاع الطاقة، الأمر الذي مكن من ترسيخ مكانة أبوظبي كأحد أكبر منتجي النفط والغاز، وعزز مكانتها كقوة استثمارية رائدة عالمياً. وقادت «آيبيك» الكثير من الاستثمارات خلال العقود الثلاثة الماضية، واستهلتها بشراء حصّة بقيمة 3.5 مليار دولار من أسهم إحدى الشركات التي تبلغ قيمة أصولها الموزّعة في أبرز الأسواق العالمية 60 مليار دولار تقريباً.
رؤية «آيبيك»
وتمثّلت رؤية «آيبيك» منذ تأسيسها، في تعزيز حضورها ضمن أسواق الطاقة العالمية لتسويق وتوزيع صادرات أبوظبي من النفط الخام، مع مواصلة النمو وتوظيف ثروة أبوظبي البترولية لتأمين مستقبل الأجيال القادمة، وتوفير مصادر متنوعة من الدخل والأصول، وتشجيع بناء اقتصاد محلي قائم على الخبرات العالية، وبالتالي ضمان استفادة الأجيال القادمة من ثروات الإمارة.
وبفضل السجّل الحافل بالاستثمارات الناجحة والشراكات الاستراتيجية لمجموعة شركات «آيبيك»، فإن الشركة تدير اليوم محفظة استثمارية في أكثر من 18 شركة رائدة تغطي مختلف مجالات عمل قطاع الهيدروكربونات. وتتنوع منتجات الشركة والتي يمكن إيجادها داخل المنازل وخارجها في جميع أنحاء العالم، ويشمل ذلك كل شيء تقريباً بدءاً من المنتجات المنزلية المستخدمة يومياً مثل مستحضرات جل الاستحمام، وأغلفة الهواتف، وصولاً إلى قطع السيارات.
وتستثمر «آيبيك» في جميع عمليات سلسلة القيمة الهيدروكربونية عبر مجموعة واسعة من الشركات التابعة لمحفظتها الاستثمارية، علماً أن بعض الشركات التابعة ل «آيبيك»- مثل «سيبسا» و«أو إم في» و«كوزمو أويل»- تُعد من الشركات المتكاملة، حيث إنها تغطي جميع عمليات سلسلة القيمة الهيدروكربونية، بدءاً من مرحلة الاستكشاف والإنتاج مروراً بمرحلة النقل والتخزين ووصولاً إلى مرحلة التكرير والتسويق وإنتاج البتروكيماويات.
وفي غضون ذلك، تقوم شركات معروفة مثل «طاقة الخليج البحرية»، و«سوميد»، و«آدكوب»، و«الإمارات للغاز الطبيعي المسال» بتنفيذ عمليات نقل وتخزين وتوزيع النفط والغاز. وفي نهاية سلسلة القيمة الهيدروكربونية، يأتي دور شركات أخرى مثل «بورياليس»، و«نوفا للكيماويات»، و«كيماويات»، ومصفاة الفجيرة. وتأخذ هذه الشركات الناتج من عمليات الاستكشاف والإنتاج وتحوّلها إلى الديزل والكيروسين وغاز البترول المسال والمنتجات الكيماوية والبلاستيكية التي نحتاج إليها في حياتنا اليومية. كما تشارك «آيبيك» في توليد الطاقة الكهربائية من خلال استثماراتها في شركتي «إي دي بي» و«أويسيس إنترناشيونال باور المحدودة».
استثمارات «آيبيك» الرئيسية
تأتي «سيبسا»، إحدى شركات الطاقة الإسبانية، على رأس أكبر الاستثمارات التابعة ل «آيبيك» والتي استحوذت عليها بالكامل عقب إطلاق أول استثماراتها فيها عام 1988 .
ويشمل نشاط «سيبسا» عمليات التنقيب والإنتاج والتكرير وتوزيع وتسويق المنتجات البترولية، ويُقدر معدل الإنتاج السنوي في مصفاتها ومصانعها مجتمعةً بأكثر من 27 مليون طن؛ في حين يصل معدل إنتاجها اليومي في مشاريع الاستكشاف والإنتاج إلى أكثر من مئة ألف برميل من النفط، علماً أنها تعمل حالياً على توسيع نطاق حضورها من خلال الاستثمار في أسواق جديدة، حيث إنها تمتلك خط إنتاج في الجزائر أسسته عقب استكشاف حقل بترولي جديد في مطلع عام 2015، كما أنها شرعت بأعمال التنقيب والحفر في حقل يقع قبالة شواطئ دولة سورينام.
وتشمل محفظة استثمارات «آيبيك» في قطاع التكرير والبتروكيماويات شركة «نوفا للكيماويات» التي تتخذ من كندا مقراً لها والتي استحوذت عليها بالكامل عام 2009. وقد نجحت «نوفا للكيماويات» في تطوير تطبيقات تكنولوجية أسهمت بإنتاج ملايين الأطنان سنوياً من مادة الفوم عالية الجودة التي يتم استخدامها في الحفاظ على نضارة المواد الغذائية، والحد من تأثرها بالعوامل الخارجية، وتوفير حماية أعلى لهذه المنتجات.
كما انضمت الشركة النمساوية «أو إم في آكتينجيسيلشافت» إلى «مجموعة آيبيك» منذ عام 1994 لتغدو من أبرز استثماراتها في قطاع النفط والغاز. وقد سجّلت «أو إم في» نمواً ملحوظاً جعلها واحدة من أبرز الشركات الصناعية الرائدة والمدرجة في سوق الأوراق المالية بالنمسا، حيث تخطت قيمة مبيعاتها 23 مليار يورو وبلغ عدد موظفيها 24100 موظف. وفي مجال الاستكشاف والإنتاج، استقر الإنتاج اليومي لشركة «أو إم في» عند 303 آلاف برميل نفط مكافئ تقريباً في عام 2015. أما في مجال التكرير والتسويق، فتتمتع «أو إم في» بطاقة تكرير سنوية تبلغ 17.8مليون طن. كما تدير الشركة 3800 محطة وقود تقريباً في 11 بلداً، إلى جانب شبكة من خطوط أنابيب الغاز في النمسا ومجموعة من منشآت تخزين الغاز في أستراليا وألمانيا.
وفي وقت سابق من العام الجاري، توصلت «آيبيك» وشركة «أو بي آي بي» (ÖBIB) القابضة والمملوكة للحكومة النمساوية، إلى اتفاقية لتمديد تعاونهما بصفتهما المساهمين الرئيسيين في شركة النفط والغاز النمساوية «أو إم في آكتينجيسلشافت». وتستكمل هذه الاتفاقية 22 عاماً من التعاون المثمر بين الشركتين، ومن شأنها أن تضمن هيكلية مستقرة لمساهمي «أو إم في» التي تُعد من أكبر الشركات الصناعية المدرجة في النمسا.
وبينما ساعد الاستثمار في أصول قطاع الطاقة العالمي بدعم دور «آيبيك» في ضمان حياة كريمة للأجيال القادمة، تلعب الشركة كذلك دوراً بارزاً في تنويع مصادر دخل دولة الإمارات، ولا سيّما فيما يتعلق بتعزيز إمكانات القطاع الصناعي الإماراتي.
دعم «آيبيك» للاقتصاد الوطني
خير مثال على مساهمة «آيبيك» في دعم الاقتصاد الوطني هو الدور المحوري الذي لعبته الشركة في تأسيس شركة «بروج» للبتروكيماويات في أبوظبي بموجب مشروع مشترك بين الشركة النمساوية «بورياليس» (التي تملك «آيبيك» الحصة الأكبر من أصولها بنسبة 64%) وشركة «بترول أبوظبي الوطنية» (أدنوك).
وتأتي هذه الشراكة الدولية غير المسبوقة استجابةً للطلب المتزايد على منتجات البلاستيك العصرية ذات القيمة المضافة.
ويُصنف مجمّع «بروج» للبتروكيماويات في الرويس كأكبر مجمع متكامل لإنتاج البولي أولفين في العالم، حيث يتمتع بالقدرة على تزويد أكبر الشركات المصنّعة في أسواق منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا وأوروبا من خلال شركة «بورياليس». وفي عام 2015، تم افتتاح مركز الابتكار التابع لشركة «بروج» رسمياً ليسهم حالياً بتطوير مهارات الكوادر ويضيف قيمة كبيرة إلى الشركة.
وقد سجّلت «بروج» 200 براءة اختراع بما يمثّل 30% من إجمالي براءات الاختراع التي سجّلتها دولة الإمارات لدى المنظمة العالمية للحقوق الفكرية، ويعزى 15% من إنتاج الشركة إلى أعمال مركز الابتكار التابع لها.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}