أكد سعادة بطي احمد بن محمد القبيسي المدير العام لمركز الإحصاء - أبوظبي في كلمته بمناسبة اليوبيل الذهبي لإنشاء حكومة ابوظبي أن السادس من أغسطس 1966 هو تاريخ ميلاد جديد لإمارة أبوظبي.
وقال انه منذ ذلك التاريخ أي منذ نصف قرن من الآن بدأت نهضتها تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله - فبحكمته وتخطيطه الرشيد شقت ابوظبي طريقها بنجاح نحو نهضة تنموية شاملة تواصلت مسيرتها المباركة بفضل الإدارة الحكيمة للموارد التي تزخر بها الامارة تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حاكم امارة ابوظبي حفظه الله والتوجيهات السديدة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي فأصبحت ابوظبي اليوم في مصاف دول العالم من حيث قوة اقتصادها وارتفاع مستوى المعيشة لمواطنيها والمقيمين فيها.
وأضاف أن مركز الإحصاء- أبوظبي سوف يصدر خلال الشهر المقبل عددا خاصا من كتاب أبوظبي في نصف قرن من 1965 الى 2015 حيث يقدم هذا الكتاب توثيقا إحصائيا مهما للإنجازات التنموية لإمارة أبوظبي خلال العقود الخمسة الماضية والتي جاءت ثمرة للرؤية الثاقبة والإدارة الحكيمة للقيادة العليا وتلخيصا للأعمال التي انبثقت عنها ليكون نموذجا شاهدا على ما قدمته وتقدمه هذه القيادة في سبيل بناء الوطن والمواطن في شتى مجالات الحياة.
وأشاد سعادته بدور المؤسسات الحكومية في الامارة وتلاحمها كلا حسب اختصاصه في تحقيق هذه الإنجازات العظيمة التي هي نتاج فكر واضح المعالم ونظرة ثاقبة امتازت بها القيادة الرشيدة لإمارة أبو ظبي والتي حرصت على اتباع سياسة اقتصادية متفتحة ومتوازنة تقوم على أسس راسخة من التشريعات والمؤسسات التي تعد أدوات فاعلة لتحقيق تنمية مستدامة شاملة.
وأشار الى ان المتأمل للحقائق والأرقام والإحصاءات التي رصدها "مركز الإحصاء – أبو ظبي" في أكثر من موضع عبر اصدارته المتعددة وبصفته المصدر الرسمي لبيانات الامارة الدليل القاطع على حجم الإنجازات العظيمة خلال خمسة عقود زاهرة في مسيرة التميز حيث تضاعف الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية 237 مرة ليصل إلى 779 مليار درهم عام 2015 كما تضاعف متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية أكثر من ست مرات خلال العقود الخمسة الماضية ليصل الى 279.6 ألف درهم عام 2015 والذي يعتبر ثاني اعلى معدل في العالم كما شهدت التجارة الخارجية السلعية لإمارة أبوظبي خلال العقود الخمسة الماضية تغيرات كبرى جغرافيا وهيكليا حيث تضاعف حجمها بالأسعار الجارية 150 مرة ليصل الى 354.18 مليار درهم 2015بينما تضاعف حجم الصادرات بالأسعار الجارية نحو 117 مرة ليصل الى 234.86 مليار درهم 2015 مؤكدا أن الميزان التجاري لإمارة أبوظبي لم يسجل عجزا أبدا منذ بداية التعاملات مع الأسواق الخارجية حتى اللحظة.
وقال بطي احمد القبيسي أن حكومة أبوظبي تميزت خلال السنوات السابقة بتجربة استثمارية بنت عليها خطط واستراتيجيات وسياسات جعلتها مقصدا للشركات العالمية الكبرى حيث تناغمت السياسات الحكومية مع جهود القطاع الخاص فخلال العقود الخمسة الماضية تضاعف عدد الرخص التجارية المسجلة بنحو 43 مرة حيث انعكس ذلك بشكل مباشر على حجم الاستثمارات الثابتة التي تضاعف 313 مرة بالأسعار الجارية ليصل الى 177.4 مليار درهم 2015 كما شهدت طرق النقل والمواصلات البرية والجوية والبحرية في إمارة أبو ظبي تطورا ملحوظا خلال العقود الخمسة الماضية حيث زادت أطوال الطرق المعبدة من 591 كيلومتر عام 1975 إلى 29696 كيلومتر عام 2015 وارتفع عدد المركبات المرخصة من 49104 مركبة إلى 739850 مركبة وارتفع عدد المسافرين عبر مطار أبو ظبي الدولي من 44.2 ألف إلى 23.35 مليون مسافر بينما ارتفع عدد السفن التجارية عبر موانئ أبو ظبي البحرية من 763 سفينة إلى 41645 سفينة خلال الفترة نفسها كما حظيت الامارة مكانة مرموقة ومتميزة على الخارطة السياحية العالمية حيث شهد القطاع السياحي في الإمارة نموا وتطورا نوعيا كبيرا.
وبين سعادته حققت مسيرة التعليم في إمارة أبوظبي على الصعيد الاجتماعي خلال العقود الخمسة الماضية طفرات كمية ونوعية كبرى حيث انتظم في المدارس الحكومية والخاصة في العام الدراسي 2014/ 2015 أكثر من 351 ألف طالب وطالبة في مختلف المراحل التعليمية من بينهم 127.7 ألف طالب وطالبة في 256 مدرسة حكومية و223.8 ألف طالب وطالبة في 188 مدرسة خاصة بينما كان إجمالي عدد الطلاب في العام الدراسي 1960/1961 نحو 81 طالب فقط وجميعهم من الذكور في 3 مدارس حكومية حيث بدأ تعليم الإناث لأول مرة في عام 1963/ 1964 بينما ظهرت المدارس الخاصة لأول مرة في عام 1973/ 1974 كما انخفض معدل الأمية بين السكان المواطنين /10 سنوات فأكثر/ من 90.1% عام 1968 الى 5.0% عام 2015 بينما انخفض معدل الأمية بين الإناث المواطنات /10سنوات فأكثر/ من 97.4% الى 7.3% فقط خلال الفترة نفسها كما إن المرأة الإماراتية وفي ظل الاهتمام الكبير الذي تجده وعلى أعلى المستويات استطاعت أن تحقق العديد من الإنجازات في مختلف مجالات الحياة إلا أن إنجازها الأبرز يبدو أكثر وضوحا في المجال التعليمي حيث بدأ تعليم الإناث لأول مرة بإمارة أبو ظبي في العام الدراسي 1963/1964 وحينها كان إجمالي الطالبات لا يتجاوز 131 طالبة فقط ثم ظل هذا العدد يتضاعف بمعدلات كبيرة متلاحقة حتى تجاوز إجمالي الإناث في التعليم العام 172 ألف طالبة عام 2015.
كما ذكر أن نظام الرعاية الصحية في إمارة أبو ظبي شهد تطورا بارزا خلال العقود الخمسة الماضية بحيث أصبح يوفر الخدمات الصحية الأساسية بشكل شامل على كافة أرجاء الإمارة فخلال الفترة من 1975 إلى 2014تضاعف عدد المستشفيات الحكومية 8 أضعاف وارتفع عدد الأطباء في المستشفيات الحكومية من 625 طبيب عام 1985 إلى 2508 طبيب عام 2014 ويوجد في إمارة أبو ظبي حاليا 45 مستشفى و629 مركز صحي و362 عيادة ويعمل بها 7516 طبيب.
وأضاف سعادته بان إمارة أبو ظبي احتلت بإنجازاتها الرائعة في المجال الزراعي مكانة عالمية متميزة وأصبحت تجربتها الرائدة في هذا القطاع نموذجا يحتذى في التغلب على قسوة الطبيعة وقهر رمال الصحراء وتحويل كثبانها إلى ساحات خضراء ومزارع منتجة لكل أنواع الخضراوات والفواكه فخلال العقود الخمسة الماضية تضاعف عدد الحيازات الزراعية 38 مرة من 634 حيازة عام 1971 إلى 24018 حيازة عام 2015 بينما تضاعفت مساحة الأراضي الزراعية 33 مرة من 22377 دونم إلى 749869 دونم خلال الفترة نفسها.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}