مع إطلالة عطلة الأعياد الوطنية، تستعد شريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين لحزم الحقائب للسفر إلى الديار المقدسة لأداء مناسك العمرة.
لكن يبدو أن حجوزات وأعداد الأشخاص الراغبين في تأدية هذه الشعيرة، تراجعت هذا العام، مقارنة بما كانت عليه العام الماضي، وذلك وفقاً لما يؤكده مختصون يعملون في هذا المجال.
وقد خلص خبراء المهنة الذي التقتهم «الراي» إلى حصر أسباب هذا التراجع إلى التقشف الحاصل جراء الأزمة والوضع الاقتصادي المتردي والركود الراهن في الكويت والمنطقة بشكل عام.
ويقول الرئيس التنفيذي، والشريك في شركة أركان العالمية لتنظيم رحلات العمرة، أيمن الزعبي، إن الإقبال على خدمات العمرة هذه الأيام ضعيف، في حين كان يفترض أن يكون الموسم نشطاً، خصوصا وأن هناك عطلة الأعياد الوطنية في الكويت.
ولفت الزغبي إلى أن فترة الأعياد الوطنية غالباً ما كانت تشكّل فرصة مواتية بالنسبة للكثيرين لزيارة الديار المقدسة، والقيام بمناسك العمرة، غير أن الأمور مختلفة نوعاً ما هذا العام.
وأضاف «سابقاً كانت عطلة الأعياد الوطنية في الكويت، خصوصاً عندما تكون 4 أو 5 أيام تمثل فرصة متاحة لعدد كبير من المواطنين والمقيمين للذهاب إلى الديار المقدسة لأداء مناسك العمرة، لكن الأمر تغيّر بدءاً من العام 2015، وكذلك العام الماضي (2016)، حيث بلغت نسبة التراجع نحو 30 في المئة، واستمرت إلى الفترة الحالية، إذ قلَّ الإقبال أيضا على أداء مناسك العمرة هذا العام وبنسبة تراجع تقدّر بنحو 30 في المئة أيضا.
واستشهد الزعبي للتأكيد على التراجع في الإقبال على رحلات العمرة بوجود فائض بالمعروض من غرف الفنادق والشقق، وكذلك توفّر مقاعد في الرحلات الجوية بين الكويت ومدينة جدة.
وعزا هذا التراجع إلى الوضع الاقتصادي المحلي، حيث يسود الركود في الأسواق، وفي دول المنطقة أيضا، فضلاً عن شح السيولة بين أيدي الناس في ظل ارتفاع مستويات التضخم والغلاء، ما انعكس سلباً حتى على قطاع السياحة والسفر بشكل عام، حيث تراجع نشاطه بنسبة تراوحت بين 40 و50 في المئة، أضف إلى ذلك عدم منح بعض الجنسيات، بما فيهم غير محددي الجنسية تأشيرات العمرة، لعب دوراً في تراجع الطلب لهذا العام.
قد يختلف التقييم بين شركة وأخرى، أو بين مكتب سفريات وآخر بالنسبة إلى حجم الإقبال على حجوزات العمرة هذه الأيام، وهو أمر طبيعي باعتبار أن الحجم والقدرة على تلبية طلبات الزبائن في ما يتعلق بحجوزات العمرة ليس بالمستوى ذاته، لذلك تختلف وجهات نظر العاملين في هذا القطاع.
وفي هذا السياق، يقول المدير العام في شركة أجنحة مواسم للسياحة والسفر، خالد أحمد، إن المقاعد المخصصة لأداء العمرة خلال فترة عطلة الأعياد الوطنية لدى شركته مكتملة، لكن ذلك لم يمنعه من الاعتراف بتراجع الإقبال هذه الفترة، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
ويشير أحمد إلى أن «السبب في هذا التراجع يعود إلى الوضع الاقتصادي بشكل عام، حيث تسود حالة الركود التي تعم جميع الأسواق ومختلف القطاعات، إذ إن الكل يشتكي من هذا الركود، إلى جانب قلة توفر السيولة والدنانير، بما يؤثر على مختلف المشاريع التي يعزم الفرد القيام بها».
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: