نبض أرقام
10:36 ص
توقيت مكة المكرمة

2025/04/30
2025/04/29

الكويت سجلت أعلى درجات الحرارة عالميا بـ62 درجة ظهر الجمعة

2017/07/02 السياسة

استعرت حرارة الجو في الكويت خلال الأيام القليلة الماضية وارتفع زئبق ميزان الحرارة صعوداً إلى ما لم يصل إليه قبلها في التاريخ المدون للأرض فسجل مؤشرها المعلن 62 درجة بعد ظهر الجمعة الماضي، فيما اكد خبير التنبؤات الجوية والبيئة والمستشار في مكتب المدير العام بالادارة العامة للطيران المدني بالكويت عيسى رمضان لـ«السياسة» ان صحراء مطربة سجلت 54 درجة مئوية أو 129 فهرنهايت وهي أعلى ما عرفه العالم للآن، وجراء ذلك هاجمت قناديل البحر الزور بكثافة غير مسبوقة وانتشرت على الشواطئ.

واضاف رمضان لـ«السياسة»: إن موجة الحر ستستمر خلال شهر يونيو مبينا أنها ستؤثر على مناطق واسعة من الشرق الأوسط وأوروبا حسب تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، مشيرا الى ان نشاط الرياح سيزداد على ان تتراجع مطلع الاسبوع المقبل.

أوضح رمضان «ان درجة الحرارة تحت ظل الشجرة تقل عن درجة الحرارة تحت اشعة الشمس من 11 الى 25 درجة مئوية كما ان اسطح المباني المزروعة تكون ابرد بكثير من الاسطح الاسمنتية».


الحرارة قديما

وكشف رمضان ان الحرارة في الكويت قديما لم تكن بهذا الشكل بل كانت تسجل معدلات معقولة، لافتا الى انها بدأت تتمايز منذ مطلع الستينات من القرن الماضي مع دخول الكهرباء الى الدولة وازدياد الطلب عليها واتساع العمران مما زاد معه من الحاجة الى الطاقة الكهربية وتوسع الطرق وبالتالي ازدياد عدد المركبات وانتشار رقعة الاسفلت على وجه الأرض واسهم في تفجر الحرارة بشكلها الحالي منذ ذلك الحين بنسبة كبيرة.

واضاف ان هذه الفترة تعتبر بداية منتصف فصل الصيف الحار حيث تشتد الحرارة نهارا وليلا ويزيد الجفاف وتنخفض الرطوبة النسبية الى آخر ايام البوارح كما ترتفع درجات الحرارة بسبب طول النهار، مبينا انه خلال هذه الفترة تتكون ظاهرة (الجزيرة الحرارية) وخاصة في المدينة والضواحي حيث تكتسب المباني الكونكريتية والإسمنتية والشوارع الإسفلتية الحرارة نهارا ولا تفقدها بسرعة ليلا فتضل درجات الحرارة مرتفعة خلال أيامها.


الحرارة سنة 2035

وفجر رمضان مفاجأة مدوية قائلا: ان الوضع اذا استمر كما هو الان فإن درجات الحرارة في سنة 2035 ستتفاقم الى اكثر من الحالية مالم تحدها المقاومات الطبيعية والتشجير وازدياد المسطحات الخضراء وتقليل استهلاك الطاقة حيث ستزداد الى، 2.06 درجة مئوية وهي نسبة كبيرة جدا في معايير منصات درجات الحرارة العالمية.


شمال الأرض

وافاد: أن مناطق كثيرة في النصف الشمالي من الكرة الارضية تتأثر حاليا بموجات حر غير طبيعية تمتد من الولايات المتحدة كما تتأثر الدول الأوربية بموجة حر غير معتادة شملت اسبانيا وفرنسا والمانيا وبريطانيا.
وعزا ارتفاع درجات الحرارة في تلك الدول الى تأثير مرتفع جوي على أوروبا ومن المتوقع أن يتحرك شمالا وتتحرك معه كتلة من الهواء الحار قادمة من القارة الأفريقية ومتحركة شمالا حتى إلى الدول الإسكندنافية.


الجزيرة الحرارية

وقال رمضان ان هناك ظاهرة كونية تسمى «جزيرة الحرارة الحضرية» تزيد في فترات الليل بعد ان تطلق «مصنوعات الانسان» الحرارة المختزنة فيها بفعل اشعة الشمس في النهار بشكل بطيء لتساهم في «الليل الدافئ او الحار».

وأشار الى ان سبب هذه الظاهرة يعود الى صنع الانسان لهياكل ومواد خرسانية واسمنتية وحديدية تمتص اشعة الشمس وتخزنها لفترة طويلة مع عدم وجود غطاء نباتي او طبيعي فترتفع درجات الحرارة من هذه الهياكل كالمباني والطرق الاسفلتية ومواقف السيارات والأرصفة والآليات والمصانع المختلفة وغيرها.

وعن تأثير «الجزيرة الحرارية» في المناخ العالمي قال ان تأثيرها محدود بحسب الدراسات لأن المناطق الحضرية أرض لا تغطي سوى جزء صغير جدا من الكوكب لذا فإن تأثير «جزيرة الحرارة الحضرية» في متوسط درجات الحرارة العالمية ضئيل جدا الا انها مؤثرة على الانسان لان معظم سكان العالم يعيشون في المدن.

وأضاف ان الدراسات العالمية تشير الى وجود بعض الادلة على ان المناطق الحضرية التي تتأثر بظاهرة جزيرة الحرارة تستقبل أمطارا اقل من المناطق المجاورة لها وبالتالي فإن لهذه الظاهرة تأثيرا على معدل سقوط الأمطار فوق المدن.

وعن الحلول الممكنة لمعالجة ظاهرة «جزيرة الحرارة الحضرية» قال رمضان انه لا جدال بين علماء الارصاد والبيئة حول العالم في ان الحل الرئيسي يكمن في زيادة الغطاء النباتي داخل المدينة اضافة الى حلول اخرى مساعدة وجميعها تتطلب مساهمة كل المؤسسات الحكومية والخاصة وكل فرد قادر في المجتمع.


لماذا لا نموت من الحر؟

من جهته اكد الفلكي الدكتور صالح العجيري في تصريح صحافي ان الطقس خلال بدايات فصل الصيف هذا العام يتسم بالجفاف التام وهو ما جعل درجة الحرارة ترتفع باطراد نسبي حتى بلغت أمس نصف درجة الغليان أي ما يزيد على 50 درجة مئوية مؤكدا ان العامل الفعلي في ذلك هو ان الحرارة الاكثر ارتفاعا على مستوى العالم التي نتأثر بها انما تأتي في موسم تدني الرطوبة والجفاف من شأنه تبخير العرق من الجسم مما يؤدي الى طرد الحرارة منه بخلاف الرطوبة التي تكثر الحرارة في الابدان بسبب قلة التبخير.

وهذا ما يفسر لنا ان درجة الحرارة العالية مع الجفاف ألطف من درجة الحرارة المتدنية مع الرطوبة ويعني ان درجة حرارة 50 مع رطوبة 15% أكثر تقبلا للجسم من درجة حرارة 35 مع رطوبة 90% رطوبة التي تبعث الملل والسأم والضيق ولعل ذلك يجعلنا ندرك كيف ان البدو في الصحراء يلبسون فراء الصوف او الملابس الثقيلة في موسم شدة الحر فان الجفاف يحصد العرق من ابدانهم ويطرد الحرارة فيشعرون بالراحة.


العصبية والانفعال

من جهته قال استاذ علم نفس د. خضر البارون انه بلاشك أن البيئة المحيطة بنا وارتفاع حرارة الطقس يتأثر بها الناس سلبيا من ناحية تعكر المزاج والانفعال السريع والغضب والتوتر وما الى ذلك بعكس الدول البادرة الني يغلب على ساكنيها الهدوء واللطافة مؤكا في تصريحه للسياسة ان انقطاع الكهرباء في مثل هذه الاجواء يتسبب بحدوث مشاكل كثيرة ومتتالية تؤثر على السلوك البشري في ظل هذا الحر العالي.

وقال انه بسبب هذا الحر الشديد فإن بلادنا تفتقر الى السياحة النهارية إلا في الأماكن المغلقة والمولات وهي خاضعة لوجو الكهرباء فإذا انقطعت فعليها السلام.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.