نبض أرقام
10:16 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/28

«المايسترو» يعتزل اللعب رسمياً بعد مسيرة 20 عاماً

2017/09/25 الاتحاد

أعلن النجم الدولي السابق عبد الرحيم جمعة اعتزاله اللعب رسمياً، بعد مسيرة حافلة في الملاعب امتدت لمدة 20 عاماً، حفلت بالفرح والسعادة تارة، والأحزان في مناسبات أخرى، إلا أن اللاعب الذي اشتهر بلقب «المايسترو»، استطاع أن يتحدى الصعاب، واستمر في نشر المتعة والإبداع في الملاعب، مهما تبدلت الألوان أو تغير المكان، ليقدم تجربة ثرية وكبيرة في الملاعب، ويؤكد أن العطاء لا يعرف سناً معينة، بل الإخلاص في العمل وتجويده باستمرار.

أكد عبد الرحيم جمعة أن قرار اعتزاله من أقسى القرارات التي اتخذها في حياته، لكنه ليس نادماً عليه، خاصة أنه كان يتمني أن ينهي مسيرته الكروية بصورة مرضية، وهو ما تحقق مع الظفرة في آخر موسمين من المواسم الخمسة التي أمضاها معه، مشيراً إلى أنه لو رغب في الاستمرار لوجد الفرصة في نادٍ آخر، إلا أنه فضل كتابة النهاية، بعد التأني في التفكير، وقراءة للواقع، لتكون الخلاصة إنهاء المسيرة والتحول إلى مسار آخر في الرياضة.

وقال: القرار صعب، وطبيعي أن تشعر بالحزن، وأنت تتخذ مثل هذا القرار، خاصة في البداية، لأنه بعد سنوات طويلة في الملاعب ولم يكن سهلاً، ومع ذلك لا بد أن يأتي هذا الوقت، لذلك بعد تفاهم مع الإخوة في نادي الظفرة، بعد انتهاء العقد مع النادي بنهاية الموسم الماضي، والذين كان لديهم توجهات أخرى، أسدلت الستار على مشواري لاعباً، وراضٍ  عن هذا القرار، خاصة أن الاعتزال جاء في توقيت مناسب، والقرار لا رجعة عنه، وعلاقتي بكرة القدم لن تنقطع بل تستمر، لأنه من الصعب أن أبتعد عنها، والجيد أن هناك مساحات أخرى للإبداع، فيها خارج «المستطيل الأخضر»، وفي الفترة المقبلة أرى هل مجال التدريب، أو العمل الإداري، أو التحليل هو الأنسب وأواصل من خلاله.

وقال عبد الرحيم جمعة: خلال عقدين من الزمن مررت بتجارب ومطبات عديدة رياضية وصحية، وتغلبت على العديد من الصعاب، مثل ما حدث في 2004 عندما تعرضت لأزمة صحية، عدت بعدها بقوة، وأحرزت مع الوحدة درع الدوري 2005، والعودة إلى المنتخب الوطني، وعشت أهم اللحظات في مسيرتي، وهي الفوز بكأس الخليج 2007، وقبلها حصلت على أفضل لاعب في الدوري 2001 - 2002.

وعن أفضل الإنجازات، قال عبد الرحيم جمعة: بالطبع كأس الخليج مع المنتخب، وجميع البطولات التي حصدتها مع الوحدة بشكل خاص، وبالنسبة لي ثاني ألقاب «العنابي» في الدوري واللحظات السعيدة عديدة في مشواري، ومن بينها كأس صاحب السمو رئيس الدولة عام 2000.

أما عن أسوأ مواسمه، فقال: إنه 2009 لأنني كنت مصاباً، وبعد العودة أخذنا الوحدة المهدد وقتها، إلى مركز جيد وفي الموسم التالي أحرزنا لقب الدوري للمرة الرابعة، وفترتي مع «العنابي» تعد الأفضل خلال مسيرتي الكروية.

5 مواسم مع الظفرة

واعتبر عبد الرحيم جمعة أن الموسم الذي قضاه مع الجزيرة تجربة قصيرة لم تشهد الكثير، بعكس السنوات الخمس الأخيرة التي أمضاها مع الظفرة، والتي أعطى فيها الكثير برفقة زملائه، مشيراً إلى الانتقال من نادٍ إلى آخر أمر طبيعي في عصر الاحتراف، وإن كان حبه لناديه الأول الوحدة يبقـى قائماً، وعلاقته به ممتدة عبر أبنائه زايد وسيف بأكاديمية النادي في فئتي تحت 13 و12، وقال: وسيف ربما نراه في مركزي نفسه «الارتكاز».

هواية في زمن الاحتراف

ويصف عبد الرحيم جمعة الاحتراف في الوقت الحالي، بأنه مقتصر على الجوانب المالية فقط، في حين غابت أسس وأمور مهمة مكملة له، وقال: شخصياً عشت الاحتراف في زمن الهواية، عندما كنت لاعباً في الوحدة، وكان هناك ثواب وعقاب ومحاسبة على كل كبيرة وصغيرة، وأعتقد أن من ثمار ذلك أن الجيل الذي عاش تلك الفترة في الوحدة، استمر عطاؤه لفترة طويلة في الملاعب، وحافظ على شكل أداء ثابت والأمثلة كثيرة «عبد السلام جمعة وحيدر ألو علي وفهد مسعود وبشير سعيد وعمر علي»، وغيرهم من اللاعبين في «العنابي»، وأندية أخرى، والآن يحدث العكس تماماً ونعيش الهواية في عصر الاحتراف، صحيح أن المداخيل المالية للاعبين أصبحت أكبر، ومقابل ذلك غاب النظام ومبدأ المحاسبة الذي يقوم عليه العمل، بحكم أن اللاعب محترف، والكرة أصبحت مهنة رسمية له، والحقيقة أننا نفتقد الكثير من الأمور الاحترافية.

وتطرق عبدالرحيم جمعة إلى المستوى الفني للدوري حالياً، ومن يرشح للفوز بالدرع، قال: الدوري أفضل في السابق فنياً وجماهيرياً وحتى المستوى والتحديات الكبيرة، وشخصياً أعتقد أن موسم 2008 كان نهاية للمتعة، والمواسم التي تبعته جاءت أقل في كل شيء، أما عن الترشيحات، فإن الموسم في بدايته، وتعودنا على تلقب المستويات، وربما تشاهد فريقاً يقدم مستوى كبيراً في أول جولتين ويتراجع بعدها، وبعد الجولة السادسة تتضح مؤشرات البطل.

وشدد عبد الرحيم على أنه أحرز أهدافاً عدة، ومع ذلك يعتبر أن أغلى هدف حمل توقيعه في مرمي الإمارات بالجولة الأخيرة من موسم 2001 - 2002 والذي حسم لقب الدوري للوحدة للمرة الثانية في تاريخه، كما يعتز كثيراً بهدفه في مرمى هيكاري بمونديال الأندية والذي يعتبر أول هدف للاعب إماراتي في تاريخ البطولة.

الجميع في مركب الإخفاق والمنتخب يفتقد «جرأة القرار»

تحدث عبد الرحيم جمعة بحزن عما حدث للمنتخب في تصفيات المونديال، وقال: إنه أمر محزن بالنسبة لي، لا أدري الظروف الداخلية، لكننا سمعنا الكثير، والمحزن أن الأمل كان كبيراً في تأهل المنتخب، خاصة أنه وجد ظروفاً أفضل، وتمت رعايته من مرحلة الناشئين، لا ندري الظروف الداخلية، إلا أننا سمعنا الكثير، والأمل كان كبيراً في صعود «الأبيض»، خاصة أن هذا المنتخب بالذات توفر له ما لم يتوفر لغيره، وكنا نتمنى أن يكون الحصاد بقدر الجهد.

وأضاف: أعتقد أن الأسباب كثيرة، ولا يمكن أن نرمي اللوم على شخص معين، والكل في مركب واحد في تحمل مسؤولية ما حدث، اتحاداً ومدرباً وجمهوراً ولاعبين وإعلاماً، وهناك تقصير من الجميع،

ومن أبرز السلبيات أننا لم نعمل في صمت، شاهدنا انتقادات ومشاكل، والأجواء لم تكن صافية من جميع الأطراف، وسمعنا عن عدم رضا من اللاعبين على المدرب، وأنه ليس هناك تعامل جيد بين الطرفين، والمؤسف أنه لم تكن هناك جرأة في علاج الأسباب في مهدها حتى تتوفر أجواء أفضل والمسؤولية تضامنية، وما حدث ليس النهاية.

«سمعة» قدوة داخل الملعب وخارجه

أعتبر عبد الرحيم جمعة أن الجيل الحالي، لم يأخذ الكثير من سابقه، وقال: أغلب اللاعبين حالياً أعمارهم بين 26 و28 عاماً، وفاتهم الكثير من الجيل السابق، وأتمنى تحظي الأجيال القادمة بفرصة التعلم من تجارب السابقين، وهناك الكثير الذي ينقص اللاعب حالياً، مثل النظام والتحلي بالروح والأخلاق الرياضية، والاحترام لناديه وإدارييه، وهنا لا أقصد التعميم، وهناك لاعبون متميزون في هذا الجانب، وأعتقد أن الوحيد الذي يربط بين الجيلين السابق والحالي والقادم، هو إسماعيل مطر الذي أنصح الجميع في الملاعب للاستفادة منه بقدر الإمكان، لأنه لاعب قدوة داخل الملعب وخارجه، ولا يبخل بالنصيحة أو إفادة الآخرين من تجاربه.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.