نبض أرقام
08:29 م
توقيت مكة المكرمة

2024/12/24
2024/12/23

"ايرباص" تواجه صعوبات في صفقة طائرات "A380"مع "طيران الإمارات"

2017/11/21 رويترز

تعثر اتفاق مبدئي لبيع 36 طائرة ايرباص A380 العملاقة لشركة طيران الإمارات في مقر ضيافة ايرباص قبل دقائق من الإعلان عن طلبيات متوقعة بنحو 30 مليار دولار من الناقلة الخليجية لشراء طائرات من شركة صناعة الطائرات الأوروبية ومنافستها الأمريكية بوينج في بدء فعاليات معرض دبي للطيران الأسبوع الماضي.

فقد أبلغ اثنان من كبار المسؤولين في طيران الإمارات الرئيس التنفيذي لايرباص توم إندرز ومدير مبيعاته جون ليهي بأن صفقة بقيمة 16 مليار دولار، كانت متوقعة على نطاق واسع، لن يتم توقيعها في ذلك اليوم، وهو ما أثار غموضا حول مصير أكبر طائرة ركاب في العالم.

وجاء توقف الصفقة بشكل سريع جدا ليجد مسؤولو العلاقات العامة في ايرباص، الذين كانوا يستعدون بالفعل لحفل التوقيع على بعد مئات الياردات، أنفسهم في وضع محرج بين الجمهور، مع اقتناص بوينج الطلبية الوحيدة لطيران الإمارات بقيمة 15 مليار دولار.

وقالت مصادر مطلعة إن هذا التعثر غير المعتاد يسلط الضوء على مشكلات حول التوقيت والثقة ربما تعقد الآن إبرام صفقة بين ايرباص وطيران الإمارات.

فيبدو أن واحدة من أوثق وأنجح العلاقات في مجال الطيران تعرضت لضربة، وهو ما يجعل ايرباص أمام تعقيدات جديدة في الوقت الذي تكافح فيه للاستمرار في العمل كالمعتاد وهي تواجه تحقيقات بريطانية وفرنسية بشأن الامتثال للقواعد التنظيمية.

وبعد يوم من انهيار آمال ايرباص، أعلن تيم كلارك رئيس طيران الإمارات عن رسالة من حكومة دبي تتضمن أنها تريد ضمانات من ايرباص بأن تواصل إنتاج الطائرات A380 لعشر سنوات قادمة قبل أن توافق الناقلة المملوكة للحكومة على التقدم بطلبية جديدة.

وقال مصدران مطلعان إن إندرز أبلغ كلارك بالبريد الإلكتروني بأن هذا التحذير، الذي أوردته رويترز بداية، غير مفيد.

وامتنعت ايرباص وطيران الإمارات عن التعليق.

وقال مصدر مطلع على المحادثات "هناك انهيار يبعث على القلق في العلاقة بين ايرباص وطيران الإمارات".

أضاف مصدر خليجي أن "ايرباص كانت واثقة من التوصل لاتفاق... لكن دبي لا تريد أن يكون ذلك أمرا مسلما به".

صداع المحرك

قال مندوبون في معرض الطيران إن طيران الإمارات وايرباص يجب عليهما الآن حل مشكلات الجدوى حتى يتم إبرام صفقة.

ويقول كثيرون في القطاع إن ايرباص فيما يبدو ضلت الطريق مع تقاعد ليهي المنتظر في يناير كانون الثاني، بعدما تقاعد في وقت سابق من هذا العام حبيب فقيه راعي العلاقات مع طيران الإمارات، وبعدما تنامت الشكوك حول ما إذا كان إندرز سيستمر كرئيس تنفيذي لفترة جديدة بعد انتهاء فترته في 2019. وفي تلك الأثناء، تعرقل التحقيقات بشدة عملية صنع القرار في ايرباص.

وعلى جانب طيران الإمارات، من المرجح أن يتخلى كلارك عن منصبه في مرحلة ما، على الرغم من أنه مفعم بالحيوية وهو في السابعة والستين من عمره ويرفض الحديث عن التقاعد، وليس من الواضح مدى التزام المديرين الآخرين تجاه الطائرة A380.

وقال مصدر مطلع "لا يعرف أحد من الذي سيكون مسؤولا على الجانب الآخر في وقت لاحق، وهذا غير مفيد".

وعلى الرغم من ذلك، على مجلس إدارة ايرباص أن يفكر بجدية قبل أن يعطي دبي الضمانات التي تريدها، والتي ستتجاوز نطاق التعاقد المعتاد على طائرات بعينها.

وأضاف المصدر "إنه ليس شيئا تستطيع أي شركة فعله بسهولة".

وبالنسبة لطيران الإمارات المشكلة أكثر تعقيدا من مجرد شراء طائرة من ايرباص.

فشركات الطيران تتعامل مباشرة مع عدد كبير من الموردين في أشياء عديدة من عجلات الهبوط إلى الإطارات وأنظمة الترفيه، حيث يتلقى كل منهم التوجيهات من الشركة المصنعة للطائرة التي تعمل كقائد أوركسترا كبيرة.

وقال وثيق الاطلاع على الموضوع "إذا كنت الزبون الوحيد، فستخشى أن يفقد المنتج الاهتمام ليكون ذلك إشارة للموردين بأن يحتل الدعم درجة أقل في الأولويات.

"وعندئذ سينتهي بك المطاف بعدم التيقن بشأن من يدعم ماذا".

لكن علامة الاستفهام الكبيرة تتعلق بالمحركات الضخمة.

ففي عام 2015، فازت رولز رويس البريطانية بأكبر طلبية في تاريخها بقيمة تسعة مليارات دولار لتحل محل الكونسورتيوم الأمريكي إنجين ألاينس وتورد محركات لنحو 50 طائرة ايرباص A380 ذات الأربعة محركات لطيران الإمارات.

ولكي تفوز بالصفقة، قدمت رولز رويس مستويات طموحة لاستهلاك الوقود، ولمحت طيران الإمارات الأسبوع الماضي إلى إمكانية التغيير مجددا في الصفقة الجديدة المحتملة. وقال كلارك "إذا طلبنا المزيد، ربما نفكر في التحدث إلى كل من الطرفين".

لكن إنتاج إنجين ألاينس سينتهي في عام 2018، وسيتطلب الإبقاء على نشاط خطوط التجميع تعهدا جديدا من الشركتين الأم جنرال إليكتريك وبرات آند ويتني.

وقال مصدر قريب من الكونسورتيوم "هذا تساؤل كبير الآن. يتعلق الأمر بأكمله بالتمويل".

وتعكف جنرال إليكتريك على إعادة النظر في الاستراتيجية وتريد أن تصبح أكثر انتقائية بشأن الاستثمارات، بينما تنشغل برات آند ويتني بتأخيرات في محركات أصغر حجما.

سوق المستعمل

الحفاظ على مصنعي المحركات تحد كبير نظرا للافتقار إلى سوق لطائرات مستعملة طراز A380.

وتحقق شركات صناعة المحركات أموالا من قطع الغيار والخدمات على مدى عمر المحرك الذي يتراوح عادة بين 20-25 عاما.

وفي الوقت الذي كانت ايرباص تحاول فيه التشبث بصفقة مع طيران الإمارات الأسبوع الماضي، توقفت أول طائرة طراز A380 أقلت ركابا عام2007 عن الطيران في فرنسا بعد خدمة استمرت عشر سنوات فقط في الخطوط الجوية السنغافورية.

وهذا يشكل سابقة مقلقة لموردي طيران الإمارات حيث جرت العادة على تشغيل الطائرات لمدة اثني عشر عاما، وهناك نحو 20 طائرة من تلك الطائرات A380 ربما تخرج من الأسطول لتفسح المجال أمام مشتريات جديدة.

ومع إمكانية أن تعيش أي محركات لطائرات جديدة A380 نصف عمرها الافتراضي فقط، ربما تطلب شركات صناعة المحركات مزيدا من الأموال مقدما أو المزيد في عقود الخدمة بالساعة.

لكن طيران الإمارات لا تزال تعتقد أن ضمانات من ايرباص حول حياة البرنامج ربما تحل الأزمة وتولد طلبيات جديدة.

وقال كلارك "أعتقد أن إعادة تنشيط الخط ستقرب بين اللاعبين الكبار وتقول ماذا نستطيع أن نفعله جميعنا لإنجاح ذلك". 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.