قالت نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني شيخة خالد البحر أن الكويت بدأت بالفعل في العمل نحو تبني سوق عمل بصيغة جدية قوامها القوة والتقدم، ففي سبتمبر الماضي، قامت “فوتسي” بترقية بورصة الكويت للانضمام إلى مؤشر الأسواق الناشئة الثانوية، ما يعد انجازاً هائلاً يمكن أن يؤدي لاستقطاب استثمارات بنحو 700 مليون دولار نحو الكويت.
وأضافت أن هذا الانجاز يعكس أيضا تقدما حقيقيا في تطوير البيئة التنظيمية المالية في الكويت، والتي شهدت أيضا تطورات رئيسية أخرى مثل: تأسيس هيئة أسواق المال، إصلاحات البورصة، اعتماد نظام التسوية T+3، فضلاً عن سعيها إلى تطبيق معايير صناع السوق في وقتٍ قريب.
جاء ذلك في كلمة شيخة البحر التي ألقتها بصفتها الضيف الرئيسي في الحفل السنوي الذي اقامته جمعية المحللين الماليين المعتمدين في الكويت بمناسبة تخرج الدفعة العاشرة من حملة شهاداتها.
وذكرت ان “الوطني” يعد من أكبر الجهات على مستوى الكويت توظيفاً لحملة شهادات المحللين الماليين المعتمدين للعمل في البنك تليه شركة الوطني للاستثمار، حيث يمثل موظفي المجموعة ما نسبته أكثر من 15% من حملة تلك الشهادة في الكويت.
وأشارت إلى أن الجمعية حققت الكثير من الإنجازات المهمة منذ تأسيسها، حيث بدأت وكان عدد أعضائها لا يتعدى 50 شخصاً فقط، فيما بلغ عدد أعضاؤها الحاليين 136 عضواً، كما كان عدد المنضمين الجدد يبلغ 7 أعضاء وذلك خلال الاحتفال السنوي الأول الذي أقامته الجمعية حينها، أما الآن فنشهد انضمام 21 عضواً جديداً خلال الاحتفال الحالي.
وأوضحت البحر أن أعضاء الجمعية في الكويت يضمون عدداً من كبار المتخصصين الماليين العاملين في القطاع، فهم يمثلون نخبة من المهنيين العاملين بالمجال المالي ممن قاموا بتكريس سنوات كثيرة من عمرهم ليصبحوا من حملة هذه الشهادة العلمية الرفيعة، حيث كان لزاماً عليهم اجتياز ثلاثة امتحانات طويلة وشاقة، وأمضى الكثير منهم ساعات طويلة ربما بلغت 300 ساعة دراسية تحضيراً لاجتياز كل مستوى على حدة، كما اتموا أربعة سنوات من الخبرة المهنية المطلوبة في هذا المجال.
المستقبل المالي
ودعت البحر الخريجين لمواصلة العمل الجاد والدؤوب وتكريس أنفسهم لتنمية المستقبل المالي للكويت، لاسيما وأن البلد تمر بمرحلة مهمة من تاريخها، إذ عليها أن تهيئ نفسها لتكون قابلة للتنافس في السوق المالي العالمي الذي يتسم بالكثير من السمات المميزة مثل شدة التنوع والشفافية، كما أنه يقع تحت رقابة مكثفة من المستثمرين العالميين.
وأضافت انه من هذا المنطلق، سوف يصبح الحاصلين على شهادة CFAرواداً في العمل المالي من خلال تحليهم بأعلى مستوى من معايير السلوك الأخلاقي والمهني، ليمثلوا الحاضر والمستقبل لقطاع الاستثمار والتمويل في الكويت، مبينة أنه على الرغم من التغيرات التنظيمية، ووجود هيئة أسواق المال والدور المتنامي للتكنولوجيا المالية، فإن السعي لاستقطاب مستويات أعلى من الاستثمار الأجنبي المباشر، وزيادة الدور الإقليمي لقطاع الاستثمار الكويتي يتوقف على سمعتها من حيث: الإدارة المالية الحكيمة، الابتكار، الشفافية، الالتزام الراسخ بأفضل الممارسات العالمية في مجال الاستثمار.
المرأة
وقالت البحر: إن بناء مناخ استثماري قوي ومستقر ومستدام للكويت سيتطلب أيضا التنوع، وهو ما يقود إلى جانب آخر مهم، وهو الدور الذي يجب أن تلعبه المرأة في بناء مستقبل الكويت المالي، فكما أشار معهد المحللين الماليين ، فإن هناك تمثيل ضعيف للمرأة في قطاع الاستثمار حيث تمثل المرأة 11% فقط من أعضاء جمعية المحللين الماليين المعتمدين في الكويت وهي نسبة تعد ضئيلة جداً.
وشددت على ضرورة معالجة هذا الاختلال، لاسيما أن الكويت تحتاج إلى وجود المرأة في مجال التمويل، حيث أظهرت الدراسات أن فِرقْ العمل المختلطة بين الجنسين يمكن أن تحسن بشكل كبير عملية ونتائج الاستثمار، مشيرة إلى دراسة أجرتها ماكنزي كشفت أن تعزيز مساواة المرأة في مجال العمل الاستثماري يمكن أن يضيف 12 تريليون دولار إلى النمو العالمي.
المعايير المهنية
من جهته علق والرئيس التنفيذي لمعهد المحللين الماليين المعتمدين بول سميث بقوله: “أود أن أهنئ الخريجين الجدد في الكويت الذين أثبتوا التزامهم لمهنة الاستثمار من خلال الالتزام بالميثاق الأخلاقي وميثاق المعايير المهنية المبنية على مستوى دراسي عالمي”.
وأضاف ان معهد المحللين الماليين المعتمدين حريص على رفع المعايير في صناعة إدارة الاستثمار من خلال تطوير العاملين في قطاع الاستثمار الملتزمين بمعايير عالية من الأخلاق في معاملاتهم مع العملاء والمتقنون بالتزامهم في الانضباط والتركيز والجهود الاستثنائية التي يبذلونها مع أصحاب العمل والمنظمين وصانعي السياسات التي بدورها تخدم مجتمعاتهم”.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}