لم يكن سوق دبي المالي بأفضل أحواله وأوج نشاطه خلال الأيام والأسابيع الماضية ليكون تأثير أي خبر سلبي عليه محدودا أو عاملا دافعا لجني أرباح، فالسوق في هبوط شبه متواصل منذ منتصف يناير الماضي، خسر خلاله مكاسب العامين الماضيين كاملا.
وجاءت طريقة "إعمار العقارية" بالإعلان عن عدم توزيع أرباح عن العام 2017، وتوزيع ما تبقى من أرباح استثنائية ناتجة عن طرح "إعمار للتطوير"، لتزيد من العوامل السلبية الضاغطة على السوق وعلى دفعتين.
فالإعلان صباح الخميس الماضي من قبل "إعمار" والذي جاء ضمن نتائج اجتماع مجلس إدارتها المنعقد صباح نفس اليوم 22 مارس، نص على أن المجلس قرر "عرض مقترح توزيع أرباح قدرها 1002.36 مليون درهم بنسبة 14 % من رأس المال أي 14 فلس للسهم الواحد على المساهمين على الجمعية العمومية السنوية وذلك على النحو المقترح خلال الجمعية العمومية السابقة للشركة المنعقدة بتاريخ 14 يناير 2018".
وتوهم العديد من المساهمين والمستثمرين أن الأمر يتعلق بتوزيع أرباح نقدية بنسبة 14 % عن العام 2017، وهو أمر ليس إيجابيا بالمطلق، إذ يطالب الكثيرون بتوزيعات أكبر أصلا، حيث وزعت الشركة 15 % عن 2016، لكن ومع ذلك كان الأمر يتعلق بتوزيع ما تبقى من أرباح طرح إعمار للتطوير كدفعة ثانية، و لا توزيعات لأي أرباح عن العام 2017 في الحقيقة.
تأثر سهم الشركة سلبا نتيجة ذلك يوم الخميس الماضي، وهبط السهم بنحو 3 % ودفع سوق دبي للهبوط بحدة وتسجيل مستوى متدني، لتقوم الشركة بعد انتهاء الجلسة بإصدار إيضاح مقتضب قالت فيه "أن الأرباح التي اقترح مجلس الإدارة توزيعها تمثل الجزء المتبقي من الأرباح الاستثنائية المتعلقة بحصيلة الطرح العام لأسهم شركة "إعمار للتطوير" على النحو المقترح خلال الجمعية العمومية للشركة والمنعقدة بتاريخ 14 يناير 2018".
وامتنعت الشركة عن الإفصاح بشكل واضح في السوق عن عدم توزيع أرباح عن العام 2017، باستثناء ما نقتله أحد وسائل الإعلام عنها أنه لا توزيعات لعام 2017.
عاود سهم إعمار العقارية الهبوط الحاد يوم أمس الأحد نتيجة لذلك، ودفع سوق دبي المالي لتسجيل أدنى إغلاق منذ بداية العام 2016.
وحسب بيانات "إعمار" في "أرقام" فقد كانت الشركة وزعت المرحلة الأولى من الأرباح الاستثنائية لطرح إعمار للتطوير في يناير الماضي، وبقيمة 0.42 درهم للسهم من أصل 0.56 درهم للسهم، ليتبقى 0.14 درهم عن كل سهم كمرحلة ثانية من التوزيعات حيث تم تأجيل توزيعها في ذلك الوقت كإجراء مالي وإداري ليس أكثر، بحسب "محمد العبار".
وكان العبار قد صرح في جمعية الشركة في 14 يناير الماضي والتي أقرت تلك التوزيعات، أن المرحلة الثانية من توزيعات عوائد الاكتتاب بأسهم "إعمار للتطوير"، والبالغة مليار درهم، والمقررة في شهر أبريل 2018، مختلفة عن قرار التوزيعات السنوية لشركة "إعمار العقارية".
ويقول محللون إن السوق بحاجة لإفصاحات أكثر وضوحا وشفافية وإن كانت سلبية أو غير مرغوبة لدى شريحة من المساهمين والمستثمرين، فهي تساعد على اتخاذ القرارات السليمة اللاحقة، والبناء على أسس واضحة، وتمنع الارتباك والتأثيرات السلبية والتي تمت مشاهدتها مؤخرا في السوق، وإن الإيضاح الذي جاء لاحقا من الشركة يدل أن الإفصاح الأول التبس لدى المستثمرين وربما السوق واعتقد عدد منهم أن التوزيعات تخص العام 2017، ورغم ذلك لم تفصح الشركة رسميا عن عدم توزيع أرباح عن عام 2017 في بنود نتائج اجتماع مجلس إدارتها، رغم أنه أمر معتاد ومعمول به لدى الشركات التي لا توزع أرباحا سنوية.
وسجل سهم "إعمار العقارية" وهو من أعلى الأسهم وزنا بمؤشر سوق دبي، أدنى مستوى له منذ بداية العام 2016 يوم أمس الأحد، وذلك عند 5.73 درهم، وارتد اليوم الإثنين مرتفعا بنحو 1 %.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}