المخالفات والتأمين حجر عثرة في طريق ترخيص المركبات

أكد المشاركون في مجلس «الخليج» الرمضاني، الذي استضافه رجل الأعمال مبارك بن سعيد بن غدير الراشدي بمنزله بمنطقة الشوامخ في أبوظبي، خطورة ما يقدم عليه البعض من السير بمركبات منتهية الترخيص، ولم تخضع للفحص الشامل لبضع سنوات، وما ينطوي على ذلك من وجود عيوب فنية، قد تتسبب في الحوادث المرورية وإزهاق حياة الآخرين، موضحين أن أهم أسباب هذه الظاهرة يكمن في تراكم المخالفات المرورية، ولا سيما المخالفات ذات القيمة المرتفعة، مثل مخالفات تجاوز السرعة المحددة (الرادارات)، إلى جانب الإهمال واللامبالاة من قبل السائقين.

وطالب الحضور شركات التأمين العاملة في السوق المحلية بخفض أسعار وثائق التأمين على السيارات، نظراً لارتفاعها الذي يعد أحد أسباب ترك المركبة من دون ترخيص، كما طالبوا الجهات المعنية بمراقبة ورش الصيانة والتصليح في المناطق الصناعية، منعاً للغش والتلاعب بالأسعار، ووضع رقابة على أسعار قطع غيار السيارات المبالغ فيها، إذ تصل قيمة بعض منها إلى ثمن سيارة أخرى، كما طالبوا بتغليظ العقوبات لمن يسمح لأبنائه بقيادة السيارات من دون الحصول على رخصة قيادة.

مبارك بن سعيد بن غدير الراشدي يرى أن إهمال صيانة المركبات ينطوي على نتائج وخيمة، حيث يسبب الضرر للسائقين والمجتمع، وتعود هذه الظاهرة لرفع أسعار الصيانة وقطع الغيار، وهو ما يجعلها عبئاً على صاحب المركبة، ولذلك يتخلف عن تجديد الملكية، في ظل عدم قدرته على الإصلاح والبدء بالترخيص، وكل ذلك في النهاية يؤدي إلى حوادث تشكل خطراً على حياة الآخرين. وأوضح أن تكاليف قطع الغيار تعد مرتفعة جداً.

وأكد المهندس سعيد بن مسلم الكمام، أنه يجب عدم التغاضي عن أصحاب السيارات منتهية الترخيص ذات العيوب الفنية.

وقال مسلم بن سعيد بن غدير الراشدي: إن السير بمركبات منتهية الترخيص أصبحت ظاهرة متزايدة، تحتاج إلى مضاعفة أساليب التوعية المرورية، وتعتبر صيانة المركبة ضرورية. وأهم أسباب الإهمال في الترخيص يعود إلى خدمات الصيانة المرتفعة.

وتقلقني رؤية طلبة المدارس في مرحلتي الإعدادية والثانوية وهم يمتلكون سيارات خاصة بهم، وهم بالطبع دون السن القانونية، وأرى أن الآباء الذين يسمحون لأبنائهم بالقيادة من دون رخصة هم الأجدر بالعقوبة، لأنهم طرف متسبب بما يحدث من حوادث كبيرة، والحمد الله الظاهرة بدأت تنحسر تدريجياً لتكثيف حملات التوعية.

وقال سالم بن كدح: أرى أن عدم الالتزام بترخيص المركبات قبل انتهاء ملكيتها، يعود إلى سلوك فردي بعدم المبالاة والاكتراث من قبل السائقين.

حلول مناسبة

من جانبه، أوضح مبارك محمد أن نسبة من المركبات المنتهية الترخيص محجوزة، أو صدرت بحقها تعاميم قضائية، مطالباً الجهات المعنية بتحليل أسباب عدم تجديد ترخيص المركبات، لوضع الحلول المناسبة التي تقلل نسبة المركبات المنتهية الترخيص.

وتحدث صالح بن محمد، طالب في مرحلة الثانوية العامة، عن أسباب إقدام الشباب في مرحلة المراهقة على قيادة السيارات، وهم دون السن القانونية ومن دون رخصة قيادة، معللاً هذه الظاهرة بعدم تواجد الأب في المنزل، وهو ما يضطرهم إلى تلبية متطلبات المنزل المختلفة، بما في ذلك توصيل أحد أفراد العائلة إلى الوجهة التي يريدها، فيما يقدم البعض الآخر من الشباب على ذلك، رفاهية ورغبة في تجربة ما هو جديد مع التعطش للمغامرة التي قد تنتهي بحادث مأساوي.