سائقون يسهلون سرقة مركباتهم.. والجهات الأمنية تحذر

ترك السيارة في حالة تشغيل يغري ضعاف النفوس والسارقين ويسهل مهمتهم، وبالرغم من التحذيرات التي تقدمها الجهات الأمنية بالدولة لتجنب مثل تلك السلوكيات المرفوضة، إلا أننا نشهد يومياً سيارة في حالة تشغيل وصاحبها في إحدى المحال لدقائق معدودة، في مشهد يتهاون فيه من تبعات سلوكه، وثمة العديد من الحوادث التي سجلتها الشرطة، بعد تعرض السيارات للسرقة، فضلاً عن حوادث لوجود الأطفال في السيارة وسرقتها بعد تركها.

حذرت القيادة العامة لشرطة دبي، السائقين من مغبة النزول من السيارة وتركها في حالة تشغيل، ونبهت من خطورة هذا السلوك، وترك السيارة والنزول للتسوق من المحال أو محطات الوقود؛ حيث تزيد احتمالات سرقة السيارة من قبل المترصدين بمثل هذه المواقف أو عبر لصوص الصدفة.

وأكدت أن السيارة المتوقفة تعرقل حركة الآخرين، ولابد من تجنب هذا الفعل.

وأوضحت أن هذا السلوك يتكرر أمام المتاجر بأنواعها، إضافة إلى المساجد، والمنازل، ومحطات البترول، والعيادات الصحية، ومطاعم الوجبات السريعة، فيما يتركها أصحابها لدقائق من دون أن يلاحظوا أن ذلك السلوك قد يعرضهم للخطر.

يرصدون ضحاياهم

وأكد خالد الملا، أن بعض المخالفين في الدولة يرصدون ضحاياهم في الشوارع العامة، خصوصاً عند ترك السيارة في حالة تشغيل والنزول منها لشراء شيء بشكل سريع، وفي لحظات يتعرض للسرقة، خاصة أن ممارسي تلك الجريمة يكونون ملمين بطبيعة المكان وكيفية التحرك فيه بسرعة فور سرقة السيارة.

ولفت إلى أن ترك السيارة في حالة تشغيل سلوك يمارسه الشباب والبنات، وكثيراً ما نجد سيارة في حالة تشغيل وصاحبها في المحل يشتري شيئاً.

وأكدت روضة المهيري، أن الكثيرين منا يعرضون حياتهم للخطر لأسباب غير مجدية، ولتكاسلهم عن إقفال السيارة، مما يكلفهم ذلك سيارتهم ووقتهم خلف إجراءات التبليغ، وغيرها من الأمور، فضلاً عن فقدانهم للمال في حال تركه في السيارة.

وقالت إنها كثيراً ما تترك السيارة في حالة التشغيل عن النزول لشراء شيء بشكل عاجل في إحدى المحال، ولم تتعرض لموقف يجعلها تتوقف عن ذلك السلوك.

وأكد سالم علي، أن تلك الظاهرة موجودة وبكثرة، ونشاهدها بشكل يومي في المواقف أمام منافذ البيع، وللأسف البعض يتهاون بحياة أبنائه، فيتركهم في السيارة وهي في حالة تشغيل، مما يعرض السيارة والأطفال للسرقة، فضلاً عن أن ثمة احتمالية بلعب أحد الأطفال في أدوات التحكم وتحرك السيارة بالأطفال، ما يؤدي إلى حوادث تعرضهم لإصابات، والإنسان لا يستبعد شيئاً عن الأطفال لأنهم غير مدركين لشيء.

وجزم محمد آل علي، أن هذا السلوك يعرقل حركة السير، وكثيراً ما نجد سيارة في حالة تشغيل من دون صاحبها، وخلفها سيارات عدة تريد المرور وهي غير قادرة على ذلك، بسبب تلك السيارة التي عرقلت الطريق، ولم تحترم قوانين الطريق، ولا بد من فرض عقوبات رادعة للانتهاء من مثل تلك السلوكيات، لافتاً إلى أن أحد أصحابه تعرضت سيارته للسرقة بعد تركها أمام إحدى المحال، ليتمكن من استرجاعها بعد انتظار طال ستة أيام، لتجدها الجهات الأمنية مركونة في إحدى المناطق البعيدة.

وحذرت مديرية شرطة منطقة العين بقطاع الأمن الجنائي بشرطة أبوظبي، السائقين من مخاطر ترك سياراتهم في حالة التشغيل أثناء التسوق، وقضاء الاحتياجات من المحال التجارية أو محطات الوقود، ما يؤدي إلى تعرضها للسرقة من قبل بعض المترصدين من أصحاب النفوس الضعيفة.

سرقة للتوعية

وفي وقت سابق، قام رجال شرطة الشارقة باتخاذ طرق أخرى، وأساليب مبتكرة في التوعية بمخاطر ترك السيارة في حالة تشغيل؛ حيث بادرت إدارة الإعلام والعلاقات العامة لشرطة الشارقة بالتعاون مع إدارة المرور والدوريات برصد سيارات تركها أصحابها في حالة تشغيل والقيام بسرقتها وتصوير صاحبها في اللحظات الأولى التي يتفاجأ خلالها باختفاء سيارته من الموقع الذي تركها فيه ونقل المشهد إلى الجمهور عبر الشاشة الصغيرة، بهدف توصيل رسالة إعلامية توعوية مباشرة للجمهور عن الحالة السيئة التي يعيشها الشخص حين يفاجأ بسرقة سيارته وبداخلها كل ممتلكاته من أموال أو هواتف متحركة، ولربما وثائقه الرسمية ما يعيقه عن الاتصال برجال الشرطة لإنقاذه، ولم يتخيل أن الثواني المعدودة التي ترك فيها سيارته في حالة تشغيل هي الثواني نفسها التي تركته في حسرة وندامة على ما فعل من إهمال وعدم اكتراث قد تمتد معه لسنوات.