نبض أرقام
12:43 م
توقيت مكة المكرمة

2024/12/29
2024/12/28

التكنولوجيا سلاح ذو حدين.. هل يعزز استخدام الجوال إنتاجية الموظفين؟

2019/07/18 أرقام

لا يتخيل الكثيرون حياتهم من دون الجوال حالياً وتعددت فوائده من إجراء الاتصالات وتفحص البريد الإلكتروني إلى الاطلاع على الأخبار، ودخل في معظم جوانب المعيشة وأدى إلى تحسين كفاءتها، ولكنّ تقريراً نشرته "التليجراف" تناول مدى تأثير الجوال على إنتاجية الموظفين.

 

ومع هذه الفوائد، زادت الأحاديث مؤخراً عن أضرار الجوال وانصراف مستخدميه عن أعمالهم والتسبب في إزعاج وغضب لأصحاب العمل، وفي جهات كالمكتبات والجامعات مثلاً، حتى اضطرت بعض الجهات إلى طلب تسليم الأشخاص لجوالاتهم.

 

كشفت دراسة أن الشخص الذي يدقق في جواله يتطلب منه الأمر 25 دقيقة إضافية لاستعادة تركيزه على العمل أو المهمة التي كان بصدد تنفيذها قبل الإمساك به، وربما يؤدي الأمر إلى تداعيات خطيرة على الشركات والأعمال.

 

 

الإنتاجية والعصر الرقمي

 

- قال أحد الأشخاص إنه نسي جواله أثناء تنقله بأحد القطارات في المملكة المتحدة، واستغرق الأمر أسبوعاً حتى استرجاعه، لكنه لاحظ أن معدل إنتاجيته في العمل قد قفز إلى ثلاثة أضعاف خلال تلك الفترة القصيرة نتيجة عدم تفقده للجوال.

 

- رغم ذلك، رأى مسؤولو شركات للأغذية والوجبات الخفيفة أن الجوالات ضرورية لزيادة إنتاجية الموظفين لتحقيق المرونة بين العمل والحياة الشخصية من خلال التحقق من رسائل البريد الإلكتروني والرد عليها دون الحاجة لحمل حواسب نقالة مثلا.

 

- يبدو من ذلك أن تأثير الجوال سلبي على إنتاجية الموظفين، ولكنه يختلف من شخص لآخر، فهناك من يصرف نظره ويشتت انتباهه ويفقد تركيزه بسبب كثرة استخدام الجوال، وغيره من يقدر على إحداث توازن بين العمل والاستخدام.

 

- يجب الأخذ في الاعتبار أن إنتاجية العمالة مؤشر حيوي للاقتصادات وناتجها ويؤثر في الأجور والرخاء على المدى الطويل، وخلال العقد الماضي - بالتزامن مع الثورة الرقمية التي قادتها زيادة مبيعات الجوالات - تضررت الإنتاجية نوعاً ما.

 

- لا يجب إغفال المكاسب التي حققتها الشعوب والاقتصادات من التكنولوجيا الحديثة المتمثلة في عدة أدوات من بينها الجوال، كما أن إحصاءات قياس الإنتاجية والناتج المحلي الإجمالي قديمة وصممت منذ عقود طويلة سبقت العصر الرقمي.

 

- أسهمت التكنولوجيا والجوالات في إجراء وإبرام صفقات بمنتهى السرعة واقتناص مكاسب وأرباح لم يكن يتسنى للكثيرين تحقيقها قبل هذا العصر، فضلاً عن تنوع الخدمات التي تقدمها مثل البيع والشراء والدفع والأعداد الهائلة للتطبيقات متعددة الاستخدامات.

 

- من الضروري تحديث إحصاءات قياس أداء الاقتصادات والإنتاجية مع دخول أدوات تقنية حديثة لا يمكن قصر الحديث عنها على تشتيت انتباه الموظفين رغم المكاسب الضخمة التي تتحقق من ورائها.

 

 

مسألة ثقة

 

- قال محللون إن الجوالات في حد ذاتها لا تسبب تشتت انتباه الموظفين أثناء العمل، ولكن الإشعارات الواردة من تطبيقات مختلفة هي ما تؤثر سلبياً على الإنتاجية، حيث إنها تصرف الأنظار حتى حال عدم تفاعل الشخص مع الجوال أو الإمساك به.

 

- عندما يضع الموظف الجوال بجانبه حتى لو لم يستخدمه، فإن أي إشعار من مواقع التواصل الاجتماعي أو البريد الإلكتروني أو أي تطبيق آخر يجذب انتباهه فوراً خشية عدم فقدان شيء ما، وهو ما يفقده التركيز في العمل.

 

- يحتاج الأمر لدراسات أكثر تدقيقاً للتحقق من مدى علاقة إشعارات الجوال وما تسببه من تشتيت للانتباه وضعف إنتاجية الموظف، فمن اختار عدم التركيز على العمل، لن يحتاج لجوال أو غيره.

 

- لو قررت شركة ما أخذ الجوالات من الموظفين، فإن الإجراء سيكون له تأثير إيجابي وسلبي أيضاً، وستكمن الناحية الإيجابية بالطبع في زيادة التركيز، بينما ستأتي السلبية من العزلة عن العالم المحيط والقلق من فقدان شيء ما على مواقع التواصل الاجتماعي أو عن الدائرة الشخصية المحيطة.

 

- أشار خبراء إلى أن إتاحة استخدام الجوال بشكل عادي في الشركات يعني المرونة وإضفاء حالة من الارتياح على بيئة العمل، أما فيما يتعلق بالإنتاجية، فإنها مسألة ثقة في الموظف القادر على تنفيذ كافة المهام الموكلة إليه بتركيز وكفاءة دون التأثر بأي مشتتات للانتباه سواء الجوال أو غيره.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.