ضمان صوري في أسواق المستعمل.. «حماية المستهلك»: الشكاوى المتأخرة بلا جدوى

يشكو كثير من مشتري الأدوات المنزلية الكهربائية المستعملة عدم عمل تلك الأجهزة عند تشغيلها في المنزل، وتهرّب البائعين من المسؤولية رغم منح ضمانات متباينة المدة للمستهلكين، لا تتجاوز أياماً قليلة غالباً، فضلاً عن المماطلة في تصليح الأجهزة حتى انتهاء فترة الضمان.

وروى عدد من ضحايا تلك المحال لـ «الرؤية» وقائع تتقاطع في فشل كل محاولة للحصول على الحقوق من الباعة الذين يهدرون فترة الضمان بوعود الإصلاح وتأمين قطع من الوكالات دون تنفيذ أي من ذلك.

فيما أعربت وزارة الاقتصاد عن عدم جدوى تقديم الشكاوى بعد انتهاء فترة الضمان المحددة ضمن الفاتورة الصادرة من المتجر الذي باع الأجهزة، داعية إلى التواصل معها فور الشعور بالغبن أو حدوث المشكلة.

مماطلة ومراوغة

وقال عبد الحميد أحمد، أحد المقيمين في الدولة، إنه اشترى ثلاجة لإحدى العلامات التجارية المعروفة من سوق الكرامة في دبي بـ 650 درهماً مبيناً أنه لم تكن تعمل أثناء عرضها لأن التيار الكهربائي كان مفصولاً عنها بذريعة التوفير.

وأضاف أنه حصل على فاتورة بضمان لمدة خمسة أيام على الثلاجة، وعندما وصل إلى المنزل شغّلها فعملت لكن من دون أي تبريد يذكر حتى بعد مرور 24 ساعة.

واتصل بالمتجر فأرسلوا له فني صيانة عاين الثلاجة ووعده بالعودة في اليوم التالي لاستبدال قطعة معطلة فيها، لكن الفني لم يلتزم بموعده، فأعاد المشتري الاتصال بالمتجر الذي ماطل موظفوه في إرسال الفني مجدداً بداعي ارتباطه بمواعيد أخرى، واستمروا بالمماطلة حتى انقضاء أيام مدة الضمان، ليخبروه حازمين بأنهم لم يعودوا مسؤولين عن تصليح الثلاجة.

اتهامات بالنصب

بدوره روى سعيد عثمان أنه اشترى مجموعة أجهزة كهربائية من سوق منطقة أبو شغارة للأجهزة والأثاث المستعمل في الشارقة لفرش شقته، وعندما وصل إلى المنزل اكتشف أن الغسالة لا تعمل، وصنبور مبرد المياه لا يغلق بإحكام ما يسرب المياه، كما أن قاعدة التلفزيون مكسورة.

وأضاف: «اتصلت بالمحل لإرجاع الغسالة فرفضوا، وأرسلوا فنياً أكد بعد الفحص حاجتها إلى «حساس كهرباء»، طالباً تحمّلي لنصف تكلفة الحساس».

وتابع «دفعت نصف ثمن الحساس بالفعل، لكن الغسالة لم تعمل عند تركيبه، وبدأت دوامة المماطلات التي استمرت حتى انتهاء فترة الضمان، وتنصلهم نهائياً من مسؤولياتهم، ما اضطرني إلى شراء أجهزة جديدة بالتقسيط، والاتصال بحماية المستهلك، إلا أن الموظف أخبرني بضرورة امتلاكي لضمان سار ليتمكن من مساعدتي».

بدورها، أشارت سناء الدبسي، إلى شرائها جهاز تكييف مستعمل من سوق الفهيدي في دبي، وعند تركيبه وتشغيله اكتشفت أن الوحدة الخارجية لا تعمل، فتواصلت مع المتجر الذي أرسل فنياً للصيانة أبلغها بحاجة الجهاز إلى قطعة سعرها 600 درهم، ووعدها باستبدالها.

وأضافت أن وصول القطعة تأخر بذريعة طلبها من الوكالة إلى أن انتهت فترة الضمان دون إحضار القطعة حيث أبلغها البائع أنه ليس بمقدوره تصليح الجهاز بسبب انتهاء الضمان.

الضمان شرط

من جهته، شدد مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد هاشم النعيمي إلى ضرورة تواصل المشتكي مع الإدارة خلال فترة الضمان وليس بعدها، مبيناً أن تقديم الشكوى بعد انتهاء الضمان ولو بيوم واحد غير مجد.

وأشار إلى وجوب اتصال المستهلك بالوزارة على رقم 600522225 فور وقوع المشكلة واكتشافه العطل أو الخداع الذي تعرض له من البائع، لأن إجراءات الشكوى تعتبر سارية اعتباراً من تاريخ تسجيلها عبر مركز الاتصال.

اقتناء الفاتورة

جزم هاشم النعيمي بأهمية الحرص على اقتناء الفاتورة عند شراء أي سلعة، لأن الفاتورة والعقد بين البائع والمشتري وما يتضمنه من فترة ضمان يمثل الحماية لحق المستهلك.

وأوضح أن لجاناً مختصة تفحص الشكاوى يومياً، حيث يتم استدعاء التاجر والمستهلك والاستماع لهما، مع محاولة إيجاد حل للخلاف.

وشدد على أن اللائحة التنفيذية للقانون الاتحادي رقم 24 لسنة 2006 صارمة ولا تتهاون في حفظ حقوق المستهلكين.