على مدار الجلسات القليلة الماضية، تحكمت تصريحات الرئيس "دونالد ترامب" ورئيس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" في حركة سوق الأسهم الأمريكي، ووفقًا للبعض كانت هذه التعليقات كل ما يهم الأسواق حاليًا، لكن في الحقيقة كانت نتائج الأعمال الضعيفة عنصرًا آخر، بحسب "بلومبيرج".
رغم أن المستثمرين تابعوا عن كثب كل كلمة صادرة من رئيس الولايات المتحدة والبنك المركزي، فإن موسم الإفصاح عن نتائج الأعمال أظهر أن العوامل الأساسية لا تزال مهمة، خاصة في سوق غني كهذا.
ترقب أسباب للبيع
- من بين الشركات المدرجة في مؤشر "إس آند بي 500" التي أعلنت نتائج أعمال الربع الثاني، تلك التي تخلفت عن تقديرات المحللين وتراجعت أسهمها بنحو ثلاث نقاط مئوية في الجلسة الثانية للإفصاح، حسبما أظهرت البيانات التي جمعها "جولدمان ساكس".
- في الوقت نفسه، ارتفعت أسهم الشركات التي تفوقت على تقديرات المحللين بنحو 1.43%، أي أن الفارق في أداء الفئتين اقترب من أربع نقاط ونصف نقطة مئوية، وهو ثالث أكبر فارق أداء منذ عام 2012.
- يظهر الاختلاف في الأداء أنه حتى في بيئة تهيمن عليها الاهتمام بعناصر الاقتصاد الكلي، فإن عملية انتقاء الأسهم بشكل صحيح لا تزال لها عواقب، فالأرباح لم تفقد قدرتها على تحريك الأسواق، وهو أمر يدعو للقلق بعدما خفضت الشركات توقعاتها بأسرع وتيرة في 4 سنوات.
- يقول رئيس وحدة الأسواق العالمية لدى "تيا بنك"، "كريس جافني": المستثمرون قلقون، إنهم يبحثون عن أسباب للبيع، لقد تم تخفيض توقعات الأرباح، وعندما تتخلف عن تحقيق هذه التوقعات المخفضة، سيعاقبك السوق.
أسوأ أسبوع هذا العام
- رسالة العقاب المتعلقة بنتائج الأعمال سرعان ما تضيع إذا كان كل ما يفعله المستثمر هو التركيز على سطح السوق، فعلى نطاق واسع يربط المشاركون في السوق حركة الأسهم بتغيرات السياسة النقدية والتجارية.
- انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بعدما وصف رئيس الاحتياطي الفيدرالي خفض سعر الفائدة بأنه "تعديل في منتصف الدورة"، مما قلل من آمال المستثمرين الذين طمحوا إلى دورة تيسير كاملة.
- ثم شعر المستثمرون بمزيد من الإحباط بعدما قال "ترامب" إنه سيفرض تعريفة جمركية جديدة على بضائع صينية، ودفعت هذه التعليقات السوق في النهاية إلى تسجيل أسوأ أداء أسبوعي له هذا العام، خلال الأسبوع المنتهي في الثاني من أغسطس.
- وسط كل هذه الضوضاء، سيكون من السهل تجاهل أهمية نتائج الأعمال، لكن رد فعل سوق الأسهم على الإعلانات الفردية لنتائج الأعمال، تظهر أن المستثمرين أصبحوا أقل تسامحًا على مستوى الشركات.
- على أي حال، حتى رغم خسائر الأسبوع الماضي، يظل مؤشر "إس آند بي 500" مرتفعًا بنسبة 17% هذا العام، مع العلم أن الأرباح لم ترق إلى المستوى المأمول، في حين نمت التقييمات بأسرع وتيرة في عقد زمني.
تفاؤل زائف
- يتداول مؤشر "إس آند بي 500" عند 16.7 ضعف الأرباح المتوقعة، بعلاوة 11% عن متوسطه في 10 سنوات، وأظهرت بيانات أن التفاؤل لدى المستثمرين مرتبط بتوقعاتهم لزيادة نمو الشركات إلى 6% تقريبًا خلال الربع الرابع، ثم إلى 10% في عام 2020.
- معدل التسارع المتوقع متفائل للغاية وفقًا للاستراتيجيين لدى "جولدمان ساكس" و"سيتي جروب"، فإن النمو لن يتجاوز 6% خلال العام المقبل.
- من شأن تعريفات "ترامب" المقررة بنسبة 10% على سلع صينية قيمتها 300 مليار دولار أن تحد من نمو أرباح أسهم "إس آند بي 500" بنسبة 60 إلى 70 نقطة أساس، وذلك مع ارتفاع تكاليف المدخلات وضعف ثقة الشركات، وفقًا لـ"بنك أوف أمريكا".
- تواصل الشركات خفض تقديراتها لنتائج الأعمال، ومن بين الكيانات التي قدمت توقعاتها للربع الثالث، كان أكثر من النصف يتوقعون أداءً أقل من تقديرات المحللين، وهو المستوى الأسوأ منذ عام 2015.
- وفقًا لمدير قسم استراتيجية الاستثمار لدى وحدة إدارة الثروات التابعة لمصرف "بنك أوف نيويورك ميلون"، "جيف مورتيمر"، فإن الجمع بين التقييمات المرتفعة والأرباح المتدهورة يمكن أن يمثل مشكلة بالنسبة للأسهم، فمثل هذه الحالة تشجع الانسحاب من السوق.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}