نبض أرقام
12:36 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/21

هل أصبح المستقبل الاقتصادي والتجاري آسيويًا بالفعل؟

2019/08/09 أرقام - خاص

"المستقبل للقارة الآسيوية فيما يتعلق بالتطور التجاري والتقدم الاقتصادي" هذا ما خلص إليه الخبير الاستراتيجي في الشؤون الجيوسياسية "باراج خانا" في كتابه الجديد "المستقبل آسيوي"، مشددًا على أننا نشهد تحولًا تكتونيًا حركياً (أي للطبقات الرئيسية للاقتصاد) في القوة العالمية.
 

 

خلط آسيا بالصين
 

كما يتوقع "خانا" أنه إذا كان التطورالاقتصادي خلال القرن التاسع عشر من نصيب أوروبا، والقرن العشرين من نصيب الولايات المتحدة، فإن القرن الحادي والعشرين ينتمي الآن لآسيا.
 

وعملياً، فقد تخطت آسيا عصر الهيمنة الغربية لتعود إلى أنماط التجارة والتبادل الثقافي التي ازدهرت قبل فترة طويلة من الاستعمار الأوروبي والهيمنة الأمريكية، لذا فإن الصعود الاقتصادي المتزايد في آسيا يعيد ترتيب الاقتصاد العالمي.
 

وعلى الرغم من أن الصين قد احتلت موقعها الريادي في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية من خلال مبادرة الحزام والطريق، إلا أنه وفقًا لـ"خانا"، فإن الصين لن تسيطر على آسيا أو العالم. فصحيح أن الصين تعد لاعبا رئيسيا في نظام آسيوي واسع، إلا أن تقدمها الاقتصادي مجرد سمة من سمات شبه القارة الآسيوية المزدهرة للغاية التي بدأت تظهر الآن على الساحة العالمية.
 

وعن الدور الذي ستلعبه آسيا في الاقتصاد العالمي يقول "خان" إنه شعر أن المناقشات تميل إلى خلط هيمنة آسيا المتزايدة مع الصين فأراد أن يساعد بشكل أفضل في توضيح "النظام الآسيوي".
 

 وفي سياق نظرية العلاقات الدولية، فإن مصطلح "النظام" له تعريف محدد للغاية حيث إنه يشير إلى مجموعة من البلدان أو الوحدات التي لها علاقة مع بعضها البعض أكثر مما تفعل مع البلدان والأنظمة خارج منطقتها.
 

حاضر آسيوي
 

وبقدر كون الاتحاد الأوروبي نظامًا، فإننا نشهد صعودا للنظام الآسيوي واسعا يمتد من الخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط إلى اليابان، ومن روسيا إلى أستراليا.
 

وبشكل غامض ، قضت آسيا السنوات الثلاثين الماضية منذ نهاية الحرب الباردة في إعادة توحيد نفسها بطرق تشبه النظم الآسيوية في الماضي. وتاريخياً ، فقد تسبب كل من الاستعمار والحرب الباردة في تقسيم آسيا وتفتيتها قبل حوالي 500 عام ، ولكن هذا النظام القاري يعاد إحياؤه الآن .
 

 

وبحسب "خانا" فإن نفوذ آسيا المتزايد ومدى تأثير النظام الآسيوي يعتمد بالأساس على كيفية قياس القوة والتأثير على الساحة العالمية.
 

ففي بعض النواحي، كان يمكن تسمية الكتاب "الحاضر آسيوي" لأننا نعيش في عالم آسيوي، فمن الناحية الديموغرافية يعيش أكثر من نصف سكان العالم في آسيا، أما إذا قمنا بقياس القوة من حيث الاقتصاد، فإن النظام الاقتصادي في آسيا أكبر بالفعل من الأنظمة الأوروبية أو أمريكا الشمالية من حيث القوة الشرائية (PPP).
 

نصيحة لأمريكا
 

وفي الإطار ذاته، ينصح مؤلف كتاب "المستقبل آسيوي" القيادة الأمريكية بالانخراط الاستراتيجي مع آسيا الصاعدة إذا كانت تريد أن يكون لها أي تأثير، فيجب أن تكون حاضرة اقتصاديًا ودبلوماسيًا في تلك المنطقة.
 

كما حث الولايات المتحدة على الانضمام مرة أخرى إلى مفاوضات التجارة الخاصة بالشراكة عبر المحيط الهادئ وحتى التفكير في الشراكة بطريقة أو بأخرى مع مبادرة الحزام والطريق الصينية  كما يفعل الأوروبيون.
 

إلا أن واشنطن، وعلى عكس الأوروبيين الذين طوروا اتفاقيات شراكة مع الصين ودول أخرى للترويج لشركاتهم الخاصة في مجال البنية التحتية، تحاول السيطرة على الأمور بشكل أساسي كمن يقول بشكل واضح سوف آخذ الكرة وأذهب للمنزل إن لم تلعبوا وفقًا للقواعد التي وضعتها.
 

 

لكن من المهم أن تتذكر الولايات المتحدة أنه إذا لم تكن حاضرة في آسيا فإن أحدا لن يفتقدها. فببساطة، فإن غياب الولايات المتحدة يعني فقط المزيد من الفرص للجميع.
 

ويبدو أن آفاق استدامة القدرة التنافسية العالمية مرتبطة بشكل مباشر بتطوير الذكاء الاصطناعي بحيث أصبح بالإمكان استخدامه لتوفير المعلومات للأنظمة التكنوقراطية حتى لو لم تكن بالضرورة ديمقراطية، لذا فإنه يبدو من الصورة الحالية أن آسيا ستكون القارة المتفوقة في هذا المجال، بما يمنحها المزيد من التفوق الاقتصادي والتجاري مستقبلًا.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.