دائمًا ما كان الشك حاضرًا في أن أسواق الدين تتعامل مع الشركات الخاصة والعامة بشكل مختلف، وتميل الشركات إلى إصدار الدين العام لأنه أرخص ويجنبها الخضوع للحوكمة الشديدة والمراقبة الدقيقة من قبل البنوك، بحسب تقرير لموقع "إنسياد نولدج".
في الحقيقة، بالنسبة للشركات الخاصة، فإن تكلفة الديون العامة تكون أعلى، (بنقطة مئوية كاملة في كثير من الحالات)، بمعنى أن ما يكلف الشركة العامة 5% يكلف نظيرتها الخاصة 6%.
إذن فما التكلفة الإجمالية التي تتكلفها الكيانات التجارية كي تظل خاصة؟ وكيف يمكن لهذه الشركات تغيير الطريقة التي تتعامل بها في سوق الدين العام؟
اختلاف جوهري بين العموم والخصوص
- في السابق، كان الأكاديميون (وأحيانًا السوق) يعتقدون أن ارتفاع تكاليف اقتراض الشركات الخاصة مرتبطة بمعايير الكشف عن نتائج الأعمال، إذ لا تطبق نفس مستوى التقارير الذي تتبعه الشركات العامة.
- تصدر الشركات العامة مجموعة كبيرة من الإفصاحات الإلزامية، ويتعين عليها التحلي بدرجة عالية من الشفافية والالتزام باللوائح التنظيمية، لكن مجموعة من الباحثين خلصوا في مقال نشرته مجلة "ساينس مانجمنت" إلى أن هناك سببين رئيسيين آخرين لتميز الشركات العامة.
- أولهما قدرة هذه الشركات على الوصول إلى سوق الأسهم، وثانيهما، البنوك القلقة من إقراض الشركات الخاصة والمعروفة بتسجيل معدل تخلف عن السداد يفوق نظيرتها العامة، لكن الاختلاف الأبرز هو الوصول إلى سوق الأسهم.
- يمكن للشركات العامة دائمًا توليد المزيد من السيولة عبر طرح الأسهم في البورصة، حتى إذا تراجع سعر السهم كثيرًا (كما حدث مع "سيتي جروب" عندما انخفض السهم من 40 دولارًا إلى دولار واحد) ستظل قادرة على جمع الأموال، في حين لا تتمتع الشركات الخاصة بهذا الترف.
- في المقابل يجب أن تعتمد الشركات الخاصة على ملاكها لضخ المزيد من السيولة النقدية، ويكون هذا الاختلاف جليًا للغاية في أوقات الركود، ومع معاناة الشركات، تظل الكيانات العامة قادرة على طرح الأسهم، وتبقى الشركات الخاصة أقل عرضة للاستثمار.
ليست كل الشركات الخاصة متشابهة
- لتقييم تأثير الملكية على تكلفة رأس المال، أجرى الباحثون مقارنة لـ256 شركة خاصة مع 3415 شركة عامة مماثلة من حيث الأساسيات وإعداد التقارير المالية وبيئة المعلومات، ومن بين المجموعة الخاصة كان هناك شركات مملوكة لفريق إدارتها (غالبًا نشاط عائلي) بالإضافة لتلك المملوك أغلبها لمستثمري الأسهم الخاصة.
- بغض النظر عن الملكية العامة أو الخاصة، تتحمل الشركات المملوكة للإدارة تكلفة دين أعلى من نظيرتها غير المملوكة للإدارة نظرًا لوجود تضارب مصالح محتمل بين المساهمين وأصحاب الديون، بمعنى أن المديرين الملاك قد يؤثرون سلبًا على اتخاذ القرارات لتعزيز مصالحهم في مقابل أصحاب المصلحة الآخرين.
- ينظر إلى الشركات الخاصة الأخرى، التي يمتلك أغلبها مستثمرو الأسهم الخاصة، على أنها أكثر خطورة وبالتالي تحمل بتكلفة دين أعلى، إذ تصنف الأنشطة المملوكة لهؤلاء المستثمرين بأنها ذات مستوى التزام أقل مقارنة بالأنشطة التي تقودها عائلات وإدارات أقل تنوعًا.
- مع امتلاكها محفظة متنوعة من الأنشطة التجارية، لا تهتم شركات الاستثمار في الأسهم الخاصة لنجاحها جميعًا، وتسعد كثيرًا بنجاح مجموعة قليلة منها.
- على أي حال، تبين أن معدل تخلف الشركات الخاصة على وجه العموم أعلى بنحو 40% عن نظيرتها العامة.
تعظيم القيمة
- بالنسبة إلى الشركات المملوكة لمستثمري الأسهم الخاصة، والتي تعد جزءًا من محفظة استثمارية واسعة، تبين أن المالكين الذين خلقوا قيمة أكبر هم أصحاب السمعة الطيبة والثروة الضخمة، مثل "كيه كيه آر آند كو".
- تتمثل إحدى الطرق التي يمكن للشركات الخاصة من خلالها تحسين وصولها إلى أسواق الدين العام، في اختيار العمل مع شركة أسهم خاصة كبيرة، لكن إذا كانت جزءًا من محفظة استثمارية أصغر، فمن المرجح اعتبارها رهانًا محفوفًا بالمخاطر.
- في البحث المشار إليه سابقًا، وجد الخبراء أنه كلما قلت السيولة في الشركة، ارتفعت تكلفة الدين، لكنّ المحنكين من مستثمري الأسهم الخاصة يمتلكون دائمًا الأموال لضخها، في حين أن الشركات الأصغر حجمًا لا تفعل ذلك، وتعرف بأنها أكثر مخاطرة.
- أسهل طريقة لتخفيف حدة ارتفاع تكلفة الديون عن الشركات الخاصة هي إصدار تقارير مالية محافظة، فالتقرير والإفصاحات الطوعية ضرورة لكسب ثقة السوق، ووفقًا للبحث فإن إصدار مثل هذه التقارير آخذ في الازدياد.
- عندما يقرر المديرون ما إذا كان سيتم الإبقاء على الشركة خاصة أو طرحها للاكتتاب العام، فإن أحد الاعتبارات المهمة هو تكلفة الدين، وهي دائمًا أعلى بالنسبة للشركات الخاصة، وفهم هذه الحقيقة هو الخطوة الأولى لمعالجة القرار المحتمل.
- في النهاية، إذا قررت الشركة أن تبقى خاصة، يتعين عليها تقديم المزيد من التقارير والإفصاحات أو العمل مع مستثمري الأسهم الخاصة أصحاب السمعة الطيبة للتخطيط للأوقات الصعبة القادمة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}