نبض أرقام
05:02 م
توقيت مكة المكرمة

2024/12/22
2024/12/21

استراتيجية تيك توك للتفوق عالميًا والنجاح في ما فشلت فيه شركات كبرى

2019/08/12 أرقام

بينما تهيمن شركات "بايدو" و"علي بابا" و"تنسنت" على أعمال تصفح الإنترنت والتجارة الإلكترونية والمراسلة والألعاب في الصين، كانت هناك قصة نجاح جديدة تصاغ، استطاعت في النهاية التفوق في ما فشل فيه هؤلاء العمالقة، بحسب تقرير لموقع "إنسياد نولدج".
 

 

رغم قوة شركات التقنية الصينية إلا أنها لم تستطع اكتساب أرضٍ خارج السوق المحلي، مع استثناء محتمل لـ"علي بابا" في جنوب شرق آسيا، لكن في الآونة الأخيرة، استطاع لاعب آخر هو "بايت دانس" تأمين قاعدة جماهيرية كبيرة على نطاق عالمي من خلال منصة الفيديو "تيك توك".

 

استراتيجية مدعومة بالذكاء الاصطناعي
 

- يتمتع "تيك توك" والمعروف بـ"داو يين" في الصين، بشعبية كبيرة بين المراهقين وأبناء جيل الألفية عمومًا، وهو تطبيق للتواصل الاجتماعي يعتمد على إنشاء مقاطع فيديو قصيرة (15 ثانية أو أقل) ومشاركتها، وعادة ما تحاكي مقاطع موسيقية أو مسرحية هزلية أو تتضمن مزامنة شفهية.
 

- تم تحميل التطبيق أكثر من مليار مرة حتى الآن، مع وجود انتشار عالمي يشمل الهند والولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية والدول الأوروبية والبرازيل ومعظم دول جنوب شرق آسيا، وكان ثالث أكثر التطبيقات تحميلًا في العالم خلال الربع الأول من 2019.
 

- يعتمد "تيك توك" على تقنية الذكاء الاصطناعي بطريقتين، أولًا، على جانب المستهلك، حيث تتعلم الخوارزميات بسرعة اهتمامات كل مستخدم، فهي لا تراقب فقط الإعجابات والتعليقات، ولكن حتى كم من الوقت يشاهد المستخدم كل فيديو.
 

 

- نظرًا لقصر مدة الفيديوهات المتداولة، تستطيع الخوارزميات حصد مجموعة كبيرة من البيانات، أما الطريقة الثانية، فهي على جانب المنتج، حيث يساعد الذكاء الاصطناعي منشئي المحتوى على إنتاج مقاطع فيديو واسعة الانتشار.
 

- تساعد تقنية الذكاء الاصطناعي التطبيق على تبسيط عملية تحرير الفيديو، واقتراح الموسيقى المصاحبة، والوسومات، وفلاتر الكاميرا، وغيرها من الأدوات صاحبة الشعبية والتي تساعد في تحسين المقاطع، حتى أن الخبراء حذروا من إدمان التطبيق بسبب ذكاء التقنية المستخدمة فيه.

 

خدمة مصالح جميع الأطراف
 

- على غرار مستخدمي "فيسبوك" و"إنستجرام"، يقضي مستخدم "تيك توك" العادي 52 دقيقة يوميًا على التطبيق، وفي هذا الإطار الزمني يمكنه مشاهدة أكثر من 200 مقطع فيديو، بما في ذلك الإعلانات والعروض الدعائية الموجهة بعناية فائقة.
 

- باختصار، تجمع "بايت دانس" بين الذكاء الاصطناعي المستند إلى التوقع وبين تأثيرات الشبكة في منصتها التي تحظى بانضمام المزيد والمزيد من المستخدمين، إلى جانب الكثير من المنتجين الذين يسارعون للاستفادة من البيئة الداعمة لانتشار الفيديوهات.
 

- يستفيد المعلنون والمسوقون كثيرًا من إعلانات "تيك توك" الموجهة والتي تستهدف الفئات بعناية، وبشكل عام، تعزز تقنية الذكاء الاصطناعي الراوبط بين جميع الأطراف حتى يتمكن كل منهم إيجاد مكانة قيمة في مجتمع مزدهر.
 

 

- لذلك، لا عجب أن "بايت دانس" أصبحت الشركة الناشئة الأكثر قيمة العالم بنحو 75 مليار دولار في نوفمبر 2018، بعد عام واحد من إطلاق تطبيق "تيك توك"، ومع ذلك فإن النمو بسرعة فائقة لا يمكن أن يخلو من العراقيل.
 

- استهلاك وإنتاج المحتوى المدعوم بإمكانات الذكاء الاصطناعي، يتسبب في مشاكل خاصة، إذ يتم أحيانًا إنشاء ومشاركة محتويات غير لائقة، وفرضت الصين وأمريكا غرامات على "بايت دانس" لوقوعها في مثل هذه المخالفات.

 

الآلة وحدها لا تربح
 

- في الولايات المتحدة، دفعت الشركة غرامة قياسية تبلغ 5.7 مليون دولار في فبراير الماضي لتسوية دعوى تتهمها بالفشل في الحصول على موافقة الأبوين قبل جمع البيانات الشخصية من المستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 13 عامًا.
 

- بدافع من مخاوف مماثلة، حظرت الهند "تيك توك" من متاجر التطبيقات في أوائل أبريل من هذا العام بعد قرار المحكمة العليا بأن التطبيق شجع نشر مواد غير ملائمة ومحتويات غير المشروعة، وحذرت من أنه يعرض الأطفال للخطر.
 

- في النهاية تم رفع الحظر، لكن بعد إزالة نحو 6 ملايين مقطع فيديو من المنصة وطرح خصائص تعديل المحتوى بسرعة، وبالمثل، حظرت إندونيسيا التطبيق في أوائل يوليو 2018 قائلة إنه يحتوى منشورات غير لائقة.

 

 

- قررت "بايت دانس" وضع حدٍّ لهذه المشكلات بتفعيلها خاصية التصفية المدعومة بالذكاء الاصطناعي للمحتوى غير المناسب، لكن حتى مع فعالية نسبتها 99%، ما زال التطبيق يسمح بنشر آلاف المقاطع غير الملائمة.
 

- بالتالي فإن الحل الخاص بهذه الحالة سيكون مزيجًا فريدًا من الذكاء الاصطناعي والرقابة البشرية، ليراقب الآلاف من الموظفين مقاطع الفيديو باستخدام الأدوات القائمة على تقنية الذكاء الاصطناعي.
 

- يبدو أن الشركة أنصتت وتحركت على الفور، حيث أنشأت وحدات محلية لمراقبة المحتوى في عدة بلدان، بما في ذلك إندونيسيا، حيث يعمل 20 موظفًا حاليًا على مراجعة مقاطع الفيديو وتصفيتها بناءً على اللوائح والقيم الثقافية المحلية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.