انتهت "مجموعة صافولا" مؤخرا من طرحها لإصدار صكوك بقيمة 1 مليار ريال بموجب برنامج الصكوك بمقابل مالي أو مقابل مبادلة صكوك.
وفي مقابلة مع "أرقام"، أوضحت "مجموعة صافولا" ومدير الإصدار "إتش إس بي سي العربية السعودية" تفاصيل الإصدار وعملية المبادلة.
وبينت "صافولا" أن طرحها لصكوك بقيمة مليار ريال يهدف أساسا لإعادة تمويل الصكوك السابقة ويعكس رغبتها في تخفيض حجم المديونية.
وبينت أن طريقة مبادلة الصكوك التي استخدمتها في هذا الإصدار تعتبر نوعية لإتاحة الفرصة للمستثمرين الحاليين لمبادلة صكوكهم الحالية بالجديدة بالإضافة إلى إتاحة فرصة لمستثمرين جدد للمشاركة في عملية الطرح.
وأشارت إلى أن أي طرح جديد للصكوك، من حيث المبلغ أو الهيكلة، ستتم دراسته وفقاً للتوجهات والأهداف الاستراتيجية العامة للمجموعة، والأخذ في الاعتبار الفرص الاستثمارية المتاحة وسياسة توزيع رأس المال وأصول الشركة، مؤكدة أنها ترغب في إبقاء الصكوك كجزء من الخيارات التمويلية الكثيرة لديها.
وإلى نص الحوار مع "صافولا":
*في البداية نود أن نأخذ فكرة عن حجم مديونية الشركة وكيف توزع؟
- بالاطلاع على قوائم الشركة للربع الأول 2019 والمنشورة على موقع السوق المالية تداول، لدى المجموعة ما يقارب 8 مليارات ريال من الديون منها 1.5 مليار ريال عبارة عن صكوك والمتبقي يتوزع ما بين القروض طويلة وقصيرة الأجل، والجدير بالذكر أن صافي الديون لدى المجموعة يبلغ ما يقارب الـ 7 مليارات ريال حسب ما تعكسه القوائم المالية الأخيرة للمجموعة للربع المذكور.
*مع الإصدار الأخير للشركة من الصكوك البالغ حجمه 1 مليار ريال هل سيزيد حجم ديون الشركة؟
- كنقطة أولى نود أن نوضح أن لدى الشركة آليات داخلية قوية لمراقبة جميع مديونياتها والتخطيط لأي احتياجات مالية، وصافولا تعمل في أكثر من 9 دول وهناك تسهيلات بنكية على مستوى الشركة الأم وعلى مستوى الشركات التشغيلية، وتعمل إدارة الخزينة داخل الشركة على إدارة السيولة بشكل يومي لجميع الشركات داخل المملكة، في الوقت ذاته نشير إلى أن مستويات الدين مقارنة بحجم حقوق الملكية لا تتجاوز 1.05x بنهاية الربع الأول عام 2019 وهذا مع الأخذ بالاعتبار أن القوائم المالية لا تعكس القيمة السوقية لاستثمارات الشركة المدرجة في السوق وإنما تعكس القيمة الدفترية.
كنقطة ثانية، هذا الإصدار من الصكوك يهدف أساسا لإعادة تمويل الصكوك السابقة. وكما تلاحظون أن الإصدار السابق كان بقيمة 1.5 مليار ريال بينما الحالي قيمته 1.0 مليار ريال رغم أن الطلبات كانت تسمح بإصدار مبلغ أكبر، وهذا يعكس رغبة الشركة في تخفيض حجم المديونية.
*بالحديث عن إصدار الصكوك، قامت الشركة باسترداد صكوك سابقة بقيمة "507 ملايين ريال" من أصل صكوك الإصدار الأول مؤخرا البالغة 1 مليار ريال.. لماذا استخدمت الشركة هذه الطريقة في عملية الطرح الأخيرة (مبادلة الصكوك وطرح صكوك)؟ وهل هذه الصكوك كان قد اقترب أجلها؟
- هذه الطريقة تعتبر نوعية لإتاحة الفرصة للمستثمرين الحاليين بمبادلة صكوكهم الحالية بالجديدة بالإضافة إلى إتاحة فرصة لمستثمرين جدد للمشاركة في عملية الطرح. كما أن الصكوك القديمة والتي سبق إصدارها كانت تستحق في يناير 2020.
*كم قيمة الصكوك التي اقترب أجل سدادها؟
- 1.5 مليار ريال، لكن تم مبادلة 507 ملايين ريال بالصكوك المصدرة مؤخراً فالمتبقي حاليا 993 مليون ريال على أن يتم سدادها في موعد أجلها.
*هل تنوي الشركة طرح صكوك جديدة خلال الفترة المقبلة؟ وهل ستستخدم طريقة مبادلة الصكوك؟
- إن الشركة قد قامت بإنشاء برنامج للصكوك بحد أعلى 5.3 مليار ريال سعودي. بناء عليه، فإن أي طرح جديد، من حيث المبلغ أو الهيكلة، سيتم دراسته وفقاً للتوجهات والأهداف الاستراتيجية العامة للمجموعة، آخذين في الاعتبار الفرص الاستثمارية المتاحة وسياسة توزيع رأس المال وأصول الشركة. ترغب الشركة في إبقاء الصكوك كجزء من الخيارات التمويلية الكثيرة لدى الشركة لذلك حرصنا على إعادة تمويل الصكوك بإصدار صكوك جديدة ولم نلجأ إلى التمويل المباشر من البنوك مع العلم أن لدى الشركة ما يقارب 4.48 مليار ريال من الخطوط التمويلية المتاحة بنهاية مارس 2019.
*ما حجم تأثير التغيرات التي حصلت في أسعار الفائدة على مديونية الشركة؟ وهل جعلتها تتجه إلى الصكوك بدلاً من القروض من البنوك؟
- كما هو معلوم إن ارتفاع معدل الفائدة ما بين البنوك (السايبور) يكون له تأثير سلبي على المصروفات التمويلية بشكل عام. إصدار الصكوك هو من ضمن أهداف مجموعة صافولا في تنويع المصادر التمويلية بما يساعد على المدى الطويل في تخفيض تكلفة التمويل ويضيف قيمة أعلى للمساهمين. أيضا إصدار الصكوك يمكن الشركة من الاستفادة من رغبات الجهات الاستثمارية المختلفة والتي تتطلب تخصيص جزء من محافظها في أدوات الدخل الثابت كالصكوك.
*بعد هذا الإصدار، هل أصبح لدى صافولا إصداران لصكوك قائمة؟
- نعم، كما تم شرحه في إعلان تداول، تم مبادلة 507 من الصكوك السابقة، لذلك انخفضت قيمة الصكوك السابقة من 1.5 مليار إلى 993 مليون ريال وسيتم سدادها في موعدها في يناير 2020 والصكوك الجديدة بقيمة 1.0 مليار ريال سيكون أجلها يوليو 2026.
"إتش إس بي سي العربية السعودية" لـ"أرقام": طريقة مبادلة الصكوك هي إحدى وسائل إدارة الشركة لمطلوباتها بشكل محترف
من جانبها أوضحت "إتش إس بي سي العربية السعوية" لـ "أرقام"، أن طريقة مبادلة الصكوك هي إحدى وسائل إدارة الشركة لمطلوباتها بشكل محترف، مبينة أنه كان للمستثمرين الخيار في مبادلة جميع أو بعض حيازتهم، أو إبقاء استثمارهم كما هو، كما كان الإصدار مهيكل لاستقبال مستثمرين جدد.
وكانت "صافولا" قد قامت بتعيين "إتش إس بي سي العربية السعوية" كجهة مسؤولة عن عملية الإصدار متضمنة عملية استرداد واستخدام قيمة الصكوك المستردة من الصكوك السابقة مباشرة لشراء صكوك الإصدار(عملية المبادلة).
وبينت " إتش إس بي سي العربية السعودية " أن عملية المبادلة تمت بسعر 100% أي أن كل صك من الصكوك السابقة تم مبادلته بصك جديد من الصكوك الجديدة، ولم يتم احتساب أي عامل خصم أو زيادة في تقييم الصكوك السابقة.
وأضافت أن هذه العملية تطلبت جهدا أكثر من المعتاد للتنسيق بين مختلف الجهات من هيئة سوق المال، المستشارين القانونيين، الهيئات الشرعية، المستثمرين، مدير سجل المساهمين (إيداع)، تداول، وكيل حملة الصكوك، وكيل الدفعات، بالإضافة للشركة المصدرة.
وإلى نص الحوار مع "إتش إس بي سي العربية السعودية ":
*ما الشروط التي تمت على أساسها مبادلة الصكوك؟
- تمت عملية المبادلة بسعر 100% أي أن كل صك من الصكوك السابقة تم مبادلته بصك جديد من الصكوك الجديدة، لم يتم احتساب أي عامل خصم أو زيادة في تقييم الصكوك السابقة. بالنسبة لباقي الأحكام، فالصكوك الجديدة لها نفس المدة الزمنية للصكوك السابقة (7 سنوات) وتختلف في هامش الربح حيث إن الصكوك الجديدة تدفع 160 نقطة أساس فوق السايبور في مقابل 110 نقاط أساس فوق السايبور للصكوك السابقة، باقي الشروط والأحكام الرئيسية تم الإفصاح عنها في السوق المالية تداول.
*بشكل عام، متى يكون من المناسب للشركة استخدام طريقة مبادلة الصكوك مقارنة مع إصدار صكوك جديدة؟
- طريقة مبادلة الصكوك هي إحدى وسائل إدارة الشركة لمطلوباتها بشكل محترف. الصكوك تختلف عن الاقتراض المباشر من البنوك حيث لا يمكن إعادة تمويلها قبل موعد أجلها إلا إذا كان هناك خيار للاسترداد المبكر، لذلك تستطيع الشركة الانتظار لحين حلول موعد أجل الصكوك وإعادة تمويلها في ذلك الوقت أو تستطيع عرض فرصة لحملة الصكوك التي اقترب أجلها لمبادلتها بصكوك جديدة بشروط وأحكام وعائد ربح جديد.
*هل كانت مبادلة الصكوك اختيارية للمستثمرين؟
- نعم، كان للمستثمرين الخيار في مبادلة جميع أو بعض حيازتهم، وكان لهم الخيار في استثمار أموال جديدة، وكان لهم الخيار أيضا في عدم اتخاذ أي إجراء وإبقاء استثمارهم كما هو. في هذا الإصدار، كان لدينا مستثمرون استعملوا مختلف الخيارات المتاحة.
*هل نفهم أن الإصدار كان متاحا للمستثمرين الجدد والذين لم يكونوا جزءا من صكوك صافولا السابقة؟
- نعم، كان الإصدار مهيكلا بحيث يستقبل مستثمرين جدداً. بحكم أن الصكوك السابقة أصدرت قبل حوالي 6 سنوات ونصف، حدثت تغييرات كثيرة في السوق وهناك مستثمرون جدد كثر يطلبون فرص للاستثمار في إصدارات الصكوك، لذلك حرصنا أن يكون الإصدار مهيكلا بحيث يستوعب المستثمرين السابقين بالإضافة للمستثمرين الجدد.
*مثل هذه العملية ليست شائعة في السوق السعودي، هل كان تنفيذها معقدا؟
- تطلبت هذه العملية جهدا أكثر من المعتاد للتنسيق بين مختلف الجهات من هيئة سوق المال، المستشارين القانونيين، الهيئات الشرعية، المستثمرين، مدير سجل المساهمين (إيداع)، تداول، وكيل حملة الصكوك، وكيل الدفعات، بالإضافة للشركة المصدرة. تمر العملية بعدة مراحل قبل طرحها للسوق من حيث الهيكلة وترتيب المستندات، والتأكد من الجهات المختصة بمتطلبات تنفيذ مثل هذه العملية وإعداد الخطة للوصول لأكبر قدر ممكن من المستثمرين المحتملين وشرح عملية المبادلة لهم وإدارة جميع ما يتعلق بالإصدار.
وتفتخر إتش إس بي سي العربية السعودية بأن لديها الخبرة والفريق المؤهل لتنفيذ مثل هذه العمليات غير التقليدية.
*هل تتطلع شركات أكثر لإصدار صكوك كجزء من خياراتهم التمويلية؟
- بشكل عام وجود سوق أدوات دين متطور هو جزء مهم من منظومة السوق المالي، تطوير سوق الصكوك والسندات هو إحدى ركائز برنامج تطوير القطاع المالي والذي يشكل أحد أهم برامج رؤية 2030.
سوق الصكوك يعتبر وسيلة مناسبة للتمويل لكثير من الشركات التي لديها ملاءة مالية جيدة وتسعى لتنويع مصادر تمويلها وفتح باب لمستثمرين الدخل الثابت للاستثمار، وعملية مبادلة الصكوك قد تكون أيضا وسيلة ملائمة لإعادة تمويل الصكوك التي اقترب أجل سدادها وتساعد في تقليل مخاطر إعادة التمويل لذلك يشكل سوق الصكوك فرصة للشركات المناسبة.
تلعب إتش إس بي سي العربية السعودية دورا مهما في تنمية أسواق الدين في المملكة العربية السعودية وهي الشركة الاستثمارية الأكثر نشاطا في هذا المجال، وتحتل إتش إس بي سي العربية السعودية المركز الأول في جدول ترتيب الشركات الاستثمارية كما تبين قاعدة بيانات بلومبيرغ وقامت بإدارة وطرح نحو 44 إصدارا محليا منذ 2006.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}