كان "جيف بروين" في الثانية والعشرين من عمره، عندما لجأت إليه عائلته طلبًا للمساعدة، بعد مرور ستة أشهر فقط على تخرجه من الجامعة وبدء مسيرته المهنية بالعمل في القطاع المصرفي، بحسب تقرير لـ"سي إن إن".
كان والده متلهفًا لاكتشاف طريقة يمكنه بها إنقاذ مزرعة الذرة الخاصة بالعائلة في مينيسوتا، والبالغ عمرها 130 عامًا، والتي تمكن بفضلها من الإنفاق على "بروين" وإخوته طوال حياته.
المخاطرة بثروة العائلة
- خلال الثمانينيات، في أثناء فترة مراهقة "بروين"، كانت هناك أزمة زراعة في الولايات المتحدة دفعت أسعار الذرة إلى مستويات متدنية للغاية، ودفعت الحكومة للمزارعين أموالًا مقابل عدم زراعة 20% من أراضيهم.
- علم الوالد بأن هناك عددًا قليلًا من المزارع التي تنتج الوقود الحيوي من محصول الذرة الفائض لديها، لذلك قرر بناء مصنع صغير للإيثانول داخل مزرعته، ومع حرصهما على جعله أكثر إنتاجية، بحث الأب والابن عن أفضل المعدات لتشغيل المنشأة.
- يقول "بروين" البالغ من العمر 53 عامًا: كان هناك عدد غير قليل من مصانع الإيثانول في ذلك الوقت، توقفت عن العمل بسبب ضعف التقنيات خلال السنوات الأولى لهذه الصناعة، لذا قررنا الذهاب إلى المزادات والبحث عن صفقات جيدة.
- في عام 1987، حضرا مزادًا في مصنع للإيثانول كان قد أغلق بقوة القانون في داكوتا الجنوبية، وبدلًا من شراء المعدات المطلوبة فقط، رهن الوالد مزرعة العائلة التي تبلغ مساحتها 1200 فدان، واشترى المصنع بالكامل مقابل 72 ألف دولار.
- كان يحتاج المصنع إلى الكثير من العمل، لكن "بروين" كان دائم البحث عن الإمكانات، وفي الثانية والعشرين قرر مع عائلته تولي مهمة جديدة استغرقت منه ثمانية أشهر لإحياء المصنع، حتى إنه عاش لفترة داخله قبل أن يصل إلى مبتغاه.
مقابل المخاطرة
- أصبحت هذه المصفاة، المنشأة الرئيسية لأعمال "بورين"، ففي غضون سنوات قليلة كان مصنع داكوتا ينتج مليون غالون (الغالون = 3.78 لتر) من الإيثانول سنويًا، ووفقًا للابن، تمكنت العائلة من رفع الإنتاج إلى ثلاثة أمثال خلال 3 سنوات.
- في غضون 7 سنوات، وصل الإنتاج إلى 10 ملايين غالون سنويًا، وبحلول عام 2007، تم تغيير اسم الشركة إلى "بويت"، والتي نمت أعمالها لتصبح أكبر منتج للوقود الحيوي في العالم، حيث تحقق إيرادات سنوية قدرها 8 مليارات دولار.
- الشركة مملوكة للعائلة، وتتخذ من سيوكس فولز في داكوتا الجنوبية مقرًا لها، وتشغل 28 مصفاة في سبع ولايات أمريكية، وتنتج أكثر من ملياري غالون من الوقود الحيوي سنويًا، ويشغل "بورين" منصب الرئيس التنفيذي.
- بدأت الشركة أعمالها بـ13 موظفًا، والآن لديها أكثر من ألفين، وإلى جانب الإيثانول، تنتج "بويت" 600 مليون رطل (الرطل = 0.45 كيلوجرام تقريبًا) من زيت الذرة، و10 مليارات رطل من حبوب التقطير (منتج ثانوي لإنتاج الإيثانول يستخدم كعلف للمواشي عالي البروتين).
- يقول "بروين" إنه كان لديه دافع كبير لإنجاح هذا المصنع في البداية، وهو الخوف من فقدان المزرعة بعدما رهنتها العائلة، وفي النهاية قد كان له ما أراد ولا يزال والده يشرف مباشرة على أعمال هذه المزرعة.
الالتزام بمساعدة الآخرين
- يقول مدير العمليات في "بويت" وصديق العائلة منذ مدة طويلة "جيف لاوت": يحب "بروين" الحديث عن بداية رحلته، لقد كان مدفوعًا بالرغبة في إطعام أسرته، وكونه رجلًا صاحب رؤية، فمهمّته الآن هي إنقاذ العالم.
- تعقد "بويت" كل عام مزادًا، يمكن الموظفين من التقدم بعروض لشراء سلع، مثل تذاكر الحفلات والمناسبات الترفيهية، وتذهب عائدات هذا المزاد إلى جهود إنسانية، مثل رحلات التوعية التي يقوم بها "بروين" وأسرته وموظفوه في أفريقيا.
- في إطار هذه الجهود دشنت الشركة "سيدز أوف تشنج"، وهي منظمة غير ربحية تعمل بشكل منفصل عن "بويت"، وتتبنى مشاريع مختلفة في دول العالم النامي، مثل تدريس أساليب زراعية أفضل في أفريقيا، وبناء مدارس للمحرومين من التعليم.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}