نبض أرقام
02:22
توقيت مكة المكرمة

2024/07/28
2024/07/27

"ترامب" ليس الأول.. ماذا وراء سعى بعض رؤساء أمريكا لشراء "جرينلاند"؟ وبكم سيقدر سعرها؟

2019/08/17 أرقام

أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أنه تشاور مع مستشاريه من أجل شراء جزيرة "جرينلاند" الدنماركية، وانتشر هذا الخبر كالنار في الهشيم عبر وسائل الإعلام العالمية، وعرف عن هذه الجزيرة اكتساؤها بالجليد كونها جزيرة قطبية، فضلاً عن تمتعها بحكم ذاتي، وفقا لـ"التايم".
 

وأبدى "ترامب" اهتمام واشنطن بشراء "جرينلاند" كرئيس للولايات المتحدة، ورغم أن العرض غير معقول كون وزارة الخارجية بالجزيرة أعلنت أنها ليست للبيع ولكن ترحب بالاستثمار، إلا أن الأمر يحمل طابعاً استراتيجياً وتاريخياً، فلا يعد "ترامب" أول رئيس أمريكي يعرض شراء الجزيرة.
 

وصرّح الساسة الدنماركيون بأن بلادهم لا يمكنها بيع خمسين ألف مواطن على جرينلاند لأمريكا، إن الأمر برمته سخيف.

 

 

بُعد تاريخي
 

- بالنظر إلى تاريخ الولايات المتحدة، نجد أن هذه الدولة تشكلت عن طريق بيع الأراضي لها، فقد اشترت "لويزيانا" و"ألاسكا" بالإضافة إلى معاهدة "جوادالوب هيدالجو" التي تم بواسطتها بسط السيطرة على أكثر من صف اليابسة في البلاد، وليست الأرض الوحيدة التي تبسط واشنطن هيمنتها عليها بالبيع والشراء.

 

- وفق اتفاقية شراء "لويزيانا" عام 1803، اشترت الولايات المتحدة أراضي في شمال أمريكا من فرنسا مقابل 15 مليون دولار، وفي عام 1867، اشترت الولايات المتحدة "ألاسكا" من روسيا مقابل 7.2 مليون دولار، وفي عام 1917، اشترت جزر تسمى "ويست إنديز" من الدنمارك مقابل 25 مليون دولار وأسمتها جزر العذراء.

 

- رغم بيع جزر العذراء، إلا أن الدنمارك تبدو متمسكة بشكل مختلف بـ"جرينلاند"، ورفضت كل المحاولات السابقة من أمريكا لشراء الجزيرة، وكشفت "التليجراف" أنه تحت رئاسة "هاري ترومان"، عرض وزير الخارجية آنذاك "جيمس بيرنز" 100 مليون دولار لشراء "جرينلاند" قائلا إنها مجرد جزيرة من الجليد لا فائدة منها لكن أهميتها الاستراتيجية لأمريكا كبيرة.

 

- قبل ذلك، عام 1867 أثناء رئاسة "أندرو جونسون"، عرضت الولايات المتحدة شراء "جرينلاند"، والآن، يرى "ترامب" وفريقه أن الجزيرة تمثل طابعاً استراتيجياً ومصلحة مهمة للأمن القومي الأمريكي.

 

 

ما أهمية "جرينلاند" للولايات المتحدة؟
 

- تمتلك أمريكا قاعدة جوية ضخمة على أرض" جرينلاند" تقع على بعد مئات الكيلومترات من الدائرة القطبية، ويستخدمها سلاح الجو والدفاع الجوي، ويوجد بها محطة رادار ضمن منظومة صواريخ باليستية ومنظومة إنذار مبكر.

 

- تأتي الأهمية الاستراتيجية والعسكرية للولايات المتحدة في الوقت الذي تتزايد فيه أنشطة روسيا في هذه المنطقة الأمر الذي يثير قلق الدنمارك وأمريكا على حد سواء.

 

- لم يصدق وزير الخارجية الأمريكي الأسبق "بيرنز" فيما قاله عن أن "جرينلاند" مجرد مساحة من الجليد، ففي ظل ارتفاع درجة حرارة الأرض والتغيرات المناخية، بدأ الجليد في الذوبان، وأطلقت وكالة "ناسا" باحثيها لدراسة المنطقة وما طرأ عليها.

 

- لكن بعيداً عن الأبحاث العلمية، وتحت الجليد، تزخر الجزيرة بكميات هائلة من موارد الطاقة والمعادن مثل خام الحديد والرصاص والزنك والألماس والذهب والنحاس واليورانيوم والنفط، وأصبح من الممكن استخراج كل هذه الثروات.

 

- يريد الساسة المحليون استغلال كل هذه الموارد والثروات تحت أعين الدنمارك التي لا تزال تدعم الجزيرة اقتصادياً – بالطبع لأنها لم تنظر تحت أقدامها – وبالتالي، فإن "كوبنهاجن" لن تتخلى عن "جرينلاند" بسهولة.

 

 

ماذا لو وافقت الدنمارك..بكم تقدر قيمة "جرينلاند"؟
 

- تصر الدنمارك وساسة "جرينلاند" على أن الجزيرة ليست للبيع، ولكن ماذا لو وافقت الأطراف المعنية، بكم ستقدر قيمة "جرينلاند" بعد اكتشاف الثروات والمعادن المشار إليها بدلاً من اعتبارها في الماضي مجرد مساحة من الجليد؟

 

- بالطبع، سيعتمد أي سعر على مدى الحاجة الملحة لأمريكا وإدارة "ترامب" لشراء الجزيرة، وحتى الآن، لا تبدو نوايا البيت الأبيض واضحة، ووفقا لـ"سي إن إن"، ربما تقدر قيمة الجزيرة حاليا بنحو 1.3 مليار دولار بناء على القيمة المعروضة عام 1946 المقدرة بمائة مليون دولار.

 

- لكن هذه القيمة كانت مقابل مساحة قطبية من الجليد لا أهمية اقتصادية لها، أما الآن، وفي ظل الثروات المدفونة تحت هذا الجليد، فإن السعر المطلوب سيكون مرتفعاً  للغاية وربما يصل إلى تريليون دولار.

 

- سيكون من غير العقلاني الظن بأن إدارة "ترامب" تسعى لشراء "جرينلاند" للحصول على موارد الطاقة والمعادن نظراً لأن طبيعة المناخ في هذه المنطقة قاسية ستجعل من الصعب والمعقد استغلال ثرواتها.

 

- حتى في ظل ذوبان الجليد، سيكون على الولايات المتحدة – حال الشراء – التعامل مع التداعيات ربما المدمرة للتغيرات المناخية بتكلفة مرتفعة، كما سيكون على واشنطن التعامل مع الظروف الاجتماعية والاقتصادية غير الملائمة مثل البنية التحتية الضعيفة ومعدل البطالة المرتفع إلى 9% ونقص الخدمات.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة