على عكس جهازها الثوري "آيفون"، لا ترغب "آبل" في أن يكون أحدث منتجاتها -بطاقة الائتمان- كغيرها من البطاقات التي يحملها العملاء في أيديهم ويمكن للجميع أن يراها، وتخطط لتمكين المستهلك من استخدامها بينما لا تزال في المحفظة، بحسب تقرير لـ"التلغراف".
تريد "آبل" لمستخدم بطاقتها الائتمانية أن يجري معاملاته اعتمادًا على الجوال، وسيكون المنتج الجديد نتاج جهد مشترك بين الشركة والمصرف الاستثماري "جولدمان ساكس"، وسيعد أكبر تقدم لـ"آبل" في مجال الخدمات المصرفية.
طموح كبير لمغامرة شاقة
- بدأت الشركة أوائل أغسطس الجاري، دعوة مالكي جوال "آيفون" من الأمريكيين للتقدم بطلب للحصول على البطاقة قبل إصدارها بشكل موسع خلال الأسابيع المقبلة، وتقدمت الشركة بطلب لترخيص العلامة التجارية "آبل كارد" في بريطانيا.
- تقول "آبل" إنها ستخوض هذه التجربة ليس كمعظم مزودي خدمات بطاقات الائتمان، ومن المقرر ألا يشمل رسوم معاملات أجنبية أو متأخرة، وسيشجع تطبيق "آيفون" الخاص بها المستخدمين على سداد ديونهم بدلًا من الدخول إلى نطاق المدفوعات عالية الفائدة.
- تدعي الشركة أيضًا أن أسعار الفائدة التي ستفرضها ستكون من بين الأقل، لدرجة دفعت المحللين للتساؤل عما إذا كانت البطاقة ستكون رابحة بالفعل، لكنهم يؤكدون في الوقت ذاته أن الابتعاد عن الرسوم المكروهة من قبل المستخدمين خطوة حكيمة.
- تحرص الشركة على علامتها التجارية بشدة، ولا ترغب في تشويهها عبر الارتباط الوثيق بالمعاملات المرتبطة بالفوائد، لكن هذا الأمر وحده لن يجعل نجاح الشركة في مجال الخدمات المالية أمرًا مفروغًا منه.
- يتميز سوق بطاقات الائتمان في الولايات المتحدة بالتنافسية الشديدة، في صراع تكسير عظام من أجل تزويد المستهلكين بالامتيازات الجاذبة مثل استرداد النقدية ودعوات لدخول الاستراحات في المطارات والمطاعم وغيرها.
مكافآت ومزايا البطاقة
- لدى "آبل كارد" معدل استرداد نقدي قدره 1%، وأكثر من ذلك للمستخدمين الذين يقومون بإنهاء معاملاتهم مستخدمين خاصية الدفع غير التلامسي من "آبل باي" في "آيفون"، أو للمشتريات من "آبل" نفسها، ومع ذلك يقول خبراء المالية إن الفوائد مخيبة للآمال.
- تقول المنظمة المعنية بأبحاث الاستهلاك في الولايات المتحدة "جيه دي باور": بطاقة "آبل" تقدم مكافآت قليلة نسبيًا، وهذا عنصر أساسي في تشجيع المستهلكين على استبدال بطاقاتهم الحالية.
- تدعي الشركة أن بطاقتها لها مميزات أخرى تتجاوز العوامل المالية البحتة، فمثلًا يتم استرداد النقود على الفور وليس بعد عدة أسابيع، ويظهر تطبيق "آيفون" المرتبط بالبطاقة تاريخًا مفصلًا عن المعاملات، ويستخدم التعلم الآلي وخرائط "آبل" لتحديد الأماكن التي ينفق فيها المستخدم أمواله.
- يهدف منتج "آبل" الجديد أيضًا إلى الحد من عمليات الاحتيال، فالرقم غير مطبوع على البطاقة نفسها، ما يجعلها بلا فائدة إذا وقعت في أيدي أحد اللصوص دون تطبيق "آيفون" المربوط بها، ويمكن استبدالها إذا حدث اختراق للبيانات.
- على أي حال، جاذبية البطاقة ستشعر بها مجموعة من العملاء الذين يدينون بالولاء لـ"آبل" كما تقول المحللة لدى "كريتيف استراتيجيكس"، "كارولينا ميلانيسي"، والتي تضيف: إذا رأيت "آبل" جزءًا أساسيًا مما تفعله أنت، فستشعر أنها تضيف قيمة إلى جوالك.
الطريق لإثبات الذات طويل
- تكمن المشكلة (كما هو الحال مع جميع منتجات "آبل" الجديدة) في أنها بحاجة إلى تحقيق انتشار هائل كي تحظى بظهور قوي ضمن بنود إيرادات الشركة التي بلغت 266 مليار دولار العام الماضي، جاء معظمها من مبيعات "آيفون".
- لم تثبت جهود "آبل" في المجال المالي أنها قادرة على تحقيق أرباح كبيرة حتى الآن، وقد تم إصدار تطبيق "آبل باي" الذي يتيح للعملاء استخدام "آيفون" كما لو أنه بطاقة دفع تلامسية قبل خمس سنوات.
- يقدر المحللون لدى "لوب فينتشرز" للأبحاث أن ما يقرب من نصف مالكي "آيفون" يستخدمون هذا التطبيق، وأن استخدامه أعلى بكثير خارج الولايات المتحدة، وخاصة في الأماكن التي تقبله كوسيلة دفع لأنظمة النقل العام مثل شبكة مترو لندن.
- لا توضح "آبل"، التي تفرض رسومًا ضئيلة على هذه المدفوعات، حجم الإيرادات التي تجنيها من التطبيق، رغم أن الرئيس التنفيذي "تيم كوك" قال إن عدد المعاملات عبر "آبل باي" ازداد بأكثر من الضعف خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2018، مسجلًا 1.8 مليار معاملة.
- التوسع الدولي لـ"آبل باي" استغرق بعض الوقت، في حين أن الشركة قادرة على طرح "آيفون" في عشرات البلدان في آن واحد، حيث إن نظام المدفوعات يتطلب محادثات مع الجهات التنظيمية والبنوك وتجار التجزئة، وقد أعلنت الشركة عن خدمة منفصلة لتحويل الأموال قبل عامين، لكنها لم تطرح خارج الولايات المتحدة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}