عرفت الرقائق الإلكترونية بأنها عقول الحواسب وهي عبارة عن أشكال مستطيلة صغيرة تضاءل حجمها مع كل جيل جديد مع تطور الصناعة والتكنولوجيا، ولكن مدير شركة ناشئة تُدعى "Cerebras" "أندرو فيلدمان" كشف مؤخراً عن رقاقة إلكترونية بحجم ورقة الكتاب لتتساءل "الإيكونوميست": "من يهتم بشرائها؟".
استعرض "فيلدمان" كتلة زجاجية مستطيلة الشكل ووصفها بأنها أكبر رقاقة إلكترونية في العالم، مشيرا إلى أنها تمتلك 400 ألف عقل فرعي متناهي الصغر وذاكرة سعة 18 جيجابايت و1.2 تريليون ترانزستور وهي أكبر بـ 78 و3000 و57 مليون مرة (على الترتيب) مما هو متوفر في أكبر رقاقة إلكترونية متاحة لدى "إنفيديا".
ثورة أشباه الموصلات
- أفاد "فيلدمان" خلال ملتقى بجامعة "ستانفورد" - بحضور شركات مثل "إنتل" و"إنفيديا" - بأن "سيربراس" (وهو اسم الجزء الأمامي من المخ) تقود ثورة تغيير في صناعة أشباه الموصلات.
- ينص قانون "جوردون مور" (أحد مؤسسي "إنتل") على أن عدد الترانزستورات على الرقائق الإلكترونية العادية يتضاعف تقريبا كل عامين بينما تبقى التكلفة على حالها.
- أصبح حجم الترانزستورات على الرقائق الإلكترونية بحجم عشرات الذرات، وهو ما لم يترك الكثير من المساحة للإبداع، ومع التوسع في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تسارع الطلب على تطوير قدرات حاسوبية خارقة وزيادة عدد الترانزستورات بشكل أكبر مما نص عليه قانون "مور".
- يبحث صانعو الرقائق حالياً عن تحسين الأداء وزيادة حجم المعالجات الإلكترونية لاستيعاب كم أكبر من البيانات في مجالات كالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته - على سبيل المثال تكنولوجيا التعرف على الوجه.
من يشتري أكبر رقاقة إلكترونية في العالم؟
- انطلقت "سيربراس" في إبداعها الذي تجسد في تطوير أكبر رقاقة إلكترونية في العالم، وواجهت الشركة صعوبات تقنية أولها العيوب الفنية، فكل معالج به أخطاء، وبالتالي، كان على فريق "فيلدمان" التغلب على هذه المشكلة.
- المشكلة الثانية كانت في التبريد، وتم حلها عن طريق ضخ كمية من المياه عبر أنابيب صغيرة للتخلص من الحرارة الشديدة الناتجة عن المعالجات الدقيقة.
- ليس هذا فحسب، قالت "سيربراس" إنها صممت حاسوبًا خاصاً برقاقتها الإلكترونية الجديدة يمكنه توفير طاقة أكثر بحوالي 150 مرة مما يوفره أفضل خادم في وحدات الجرافيك الأمر الذي يعزز تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي داخلها.
- كان الحضور بجامعة "ستانفورد" منبهراً بما عرضته "سيربراس"، ولكن العائق الأكبر أمام الشركة ربما يكون اقتصاديا لا فنيا، حيث إن "فيلدمان" وأعضاء فريقه عليهم إقناع الكيانات الكبرى في صناعة الحوسبة السحابية مثل "أمازون دوت كوم" و"مايكروسوفت" و"جوجل" لشراء هذه الرقاقة بدلا من آلات مزودة برقائق "إنفيديا" مثلاً.
- أيضاً كيف لـ"سيربراس" إقناع شركات أخرى يزداد احتياجها لقدرات حاسوبية - كالبنوك وشركات النفط الكبرى - بشراء رقاقة إلكترونية تدعم الذكاء الاصطناعي ومزودة بقدرات خارقة بدلا من تخزين بياناتها في منظومة حوسبة سحابية؟
- بالطبع، سيكون الوقت كفيلاً للإجابة عن هذا التساؤل، ولكن في ظل الصعوبة الاقتصادية لبيع هذه الرقاقة الإلكترونية الأكبر في العالم، ربما لن يفاجأ كثيرون باحتمالية استحواذ شركة أخرى في صناعة أشباه الموصلات على "سيربراس".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}