حجز مكانين بسيارة واحدة.. معاناة للمتسوقين

حجز مساحة سيارة واحدة تكفي لمساحة سيارتين دونما اكتراث ومبالاة، فضلاً عن استغلال المواقف المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وترك عربات التسوق خلف أو أمام السيارات في المواقف المخصصة لمتسوقي المراكز التجارية أو تركها في مواقف خالية، كلها سلوكيات سلبية وظواهر غير قانونية، وعلينا التنبه لمثلها، لما تسببه من إثارة المشاكل، وتهديد سلامة أصحاب الهمم، وهدر الوقت للمتسوقين، بالإضافة إلى زيادة أعباء عمال مراكز التسوق. 

أكد عدد من سائقي المركبات ممن التقتهم «الخليج» أنه يجب الحرص عند صف السيارات في مثل هذه الأماكن المزدحمة، بشكل صحيح وقانوني، دون التعدي على المساحة التي خصصت لسيارات أخرى على جانبي مواقف المركبات، مشيرين إلى أن البعض لا يلتزم بالتعليمات ويتسببون في معاناة الآخرين وبخاصة أصحاب الهمم. وأشاروا إلى أنه يجب على رواد مراكز التسوق أيضاً، عدم ترك عربات التسوق في مواقف السيارات العامة والمواقف الخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، ليتمكنوا من وضع سياراتهم فيها دون معاناة، لافتين إلى أن هناك أماكن مخصصة لترك عربات التسوق بعد تفريغ المشتريات منها في السيارات، حتى تتم إعادتها إلى السوق واستعمالها من قبل متسوقين آخرين، وتلك الأماكن ليست بعيدة عن مواقف السيارات.

مساحة محددة 

أحمد عبد الله الشقاع رجل أعمال قال إنه يجب التعود على ركن السيارات بطريقة لائقة، فقد وُضعت الخطوط البيضاء الموجودة في مواقف السيارات، ليتمكن السائقون من الوقوف، بشكل يتيح لجميع الركاب الصعود والنزول منها من دون انزعاج، أو اضطرارهم إلى حشر أجسادهم في فتحة الباب الصغيرة، أو إحداث خدش في أبواب السيارات الأخرى الراكنة، مشيراً إلى أن الإنسان المتحضِّر، يجب أن يضع سيارته في المساحة المحددة له ولا يتعدى على مساحة غيره.

موقف خاص

مريم حسن البلوشي موظفة، قالت: نلاحظ بعض الأشخاص يوقف مركبته في المواقف المخصصة للعامة، محتلاً مساحة مركبتين دون اكتراث بما قد يسبب عمله هذا، من معاناة لسائق آخر يحاول إيجاد موقف لسيارته، ويبررون ذلك التصرف بضيق مساحة المواقف في بعض الأسواق التجارية والتي أصبحت غير مناسبة حالياً لنوعية السيارات العائلية الفارهة غالية الثمن بحسب قولهم.

وقالت: نتفاجأ في بعض الأحيان بذلك الكم الهائل من عربات التسوق التي تحتل مواقف السيارات الخاصة بالأسواق التجارية، بعد تفريغ أصحابها لها من المشتريات في سياراتهم، كما وصل الحال ببعض الأشخاص إلى تركها في المواقف المخصصة لسيارات ذوي الاحتياجات الخاصة.

صف خاطئ

وقال المواطن خالد المنصوري موظف في وزارة التربية والتعليم إنه في كثير من الأحيان، يجد صعوبة في إيجاد مكان لركن سيارته في السوبر ماركت، وأن أكثر ما يزعجه في هذا المجال «السباق على ركن السيارة» لعدم حصوله على الموقف بسهولة، وإن نجح في إيجاد موقف مناسب لسيارته، فانه يصطدم بوجود سيارة صُفّت بشكل خاطئ أخذت جزءاً إضافياً من المساحة التي تقع على أحد جانبيها، دونما مراعاة لشعور الآخرين، لتضيع الفرصة على سائق آخر في العثور على موقف له.وأضاف أن هناك أيضاً معاناة أخرى عند ذهاب البعض للتسوق، تتمثل في ترك عربات التسوق، إهمالاً من مستخدميها في مواقف السيارات، وكأن لا مكان لركنها إلاّ في هذه البقعة بالذات، ما يؤدي إلى عرقلة الصف لمركبة أخرى، بحاجة لموقف شاغر تمكنت من الحصول عليه بعد بحث مضنٍ. 

وقالت عفاف راضي غانم أم لطفلتين من ذوي الاحتياجات الخاصة: إننا نرى سلوكيات غير مرضية تحدث أمامنا في كل يوم، فتثير في نفوسنا الانزعاج ونوعاً من عدم الرضا عن محيطنا الذي نشترك في العيش فيه مع الآخرين، والمفروض أن يحترم كل منا مشاعر الآخر، لنجعل من العيش في المجتمع عيشاً هنياً، لافتة إلى أن سلوكيات سلبية كثيرة تعكس لامبالاة فظيعة من قبل البعض وبعضها سلوكيات غير حضارية بكل معنى الكلمة لأنها وبكل بساطة تنمّ عن أنانية فظيعة وحب للذات وعدم اكتراث بمشاعر الآخرين وبما يمكن أن تسببه لهم تلك السلوكيات من إزعاج ومن ضيق وتبرم. وقالت: إن تلك السلوكيات غير مقصورة على جنسية من الجنسيات، بل نراها تصدر في الكثير من الأحيان من أي شخص ومن أي جنسية، مؤكدة أنها تواجه صعوبة في صف سيارتها في بعض الأحيان، عندما تذهب للتسوق مع إحدى ابنتيها إلى المركز التجاري. 

استنزاف

ويرى المواطن عامر الشحي موظف، أن هناك سلوكيات حضارية يسلكها بعض أصحاب المركبات، تتمثل في استنزافهم المواقف الجانبية لمركباتهم، من دون أن يعبؤوا بغيرهم من السائقين، موضحاً أن عدداً غير قليل من السائقين يركن مركبته بشكل غير متوازٍ مع المساحة المخصصة له، فيحجز موقفين آخرين يمنة ويسرة، مشيراً إلى أن هناك مواقف بالفعل لا تناسب حجم السيارة، بينما توجد مواقف أخرى مناسبة، ومريحة.

ومن واقع تجربته الشخصية قال إنه يعاني كثيراً مع مواقف المراكز التجارية، فهي غالباً ضيقة، لافتاً إلى أن بعض سائقي المركبات يمضون وقتاً طويلاً حتى يتمكنوا من إدخال سياراتهم بالشكل الملائم.