تشكل آسيا ثلاثة أرباع الاستهلاك العالمي للفحم، وتتصدر الصين دول الكوكب في الإنتاج والاستهلاك، وبحسب "الإيكونوميست"، تبدو القارة الصفراء مستمرة في الاعتماد عليه بشكل كبير كمصدر للطاقة خلال السنوات القادمة رغم محاولات بذل جهود في مكافحة التغيرات المناخية.
محرك التغيرات المناخية
- تحاول العديد من الدول في آسيا مثل الصين التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة لمكافحة التلوث والتغيرات المناخية، وهو ما يخالف سياسة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الذي يرى أنه يجب الاعتماد على "فحم نظيف" - على حد وصفه - في توليد الطاقة.
- بالفعل، هناك تزايد في عدد الدول التي تريد تقليل استخدام الفحم والاتجاه نحو مصادر أقل تلوثا كالغاز الطبيعي بدلا من المصادر المتجددة كالطاقة الشمسية وتوربينات الرياح، وهي مصادر لا تزال تكلفتها مرتفعة بالنسبة لكثيرين.
- يعد الفحم أكبر مسبب للتغيرات المناخية حتى يومنا هذا نظرا لكونه المسؤول عن ثلث الزيادة في متوسط درجة حرارة الأرض منذ الثورة الصناعية، وبالتالي، فإن أي تخلٍ ولو كان بسيطا عنه يمثل تقدماً.
- رغم ذلك، تسبب توليد الكهرباء من الفحم في نحو 30% من إجمالي ثاني أكسيد الكربون عالمياً أو ما يعادل نحو عشرة ميجا طن، فرغم التراجع في استخدامه من دول الغرب، لا تزال العديد من الحكومات الآسيوية تفضله كمصدر رخيص للطاقة.
- في الوقت الذي تشكل فيه آسيا 75% من الطلب العالمي على الفحم، فإن الصين وحدها تشكل نصف هذا الطلب، فعلى الرغم من اتخاذ بكين خطوات للحد من التلوث ودعم الطاقة المتجددة، إلا أن استخدامها من الفحم ارتفع عامي 2017 و2018، وفي الهند، ارتفع استهلاك الفحم بنسبة 9% عام 2018، بينما ارتفع في فيتنام بحوالي 25%.
- يرى علماء المناخ أنه يجب إغلاق كافة المنشآت العاملة بالفحم بحلول عام 2050 لكبح ارتفاع درجة حرارة الأرض، ولكن باستمرار المعدل الحالي للاستهلاك، فإن تلك المنشآت ربما تظل تعمل حتى عام 2079.
لماذا الفحم؟
- هناك العديد من الأسباب وراء زيادة ولع حكومات آسيا باستخدام الفحم، ففي الهند، تستثمر الشركات الحكومية أكثر من ستة مليارات دولار في تعدين الفحم سنوياً وتوفر البنوك المحلية حزم تمويل بنحو 10.6 مليار دولار.
- تدعم الصين الفحم ليس فقط محليا بل أيضا في أسواق خارجية من خلال حزم تمويل مشروعات تعدينه بنحو 9.5 مليار دولار سنويا، كما تمول اليابان وكوريا الجنوبية مشروعات لتعدين الفحم في دول أخرى أيضاً.
- تشكل صناعة الفحم مصدرا كبيرا للإيرادات والوظائف في عدد من الدول الآسيوية، بينما توفر مصادر الطاقة المتجددة الكهرباء بشكل مؤقت وغير دائم، وبالتالي، فإن تلك الدول تحتاج لدعم مصادر وقود أحفوري.
- في الولايات المتحدة، يتفوق الغاز الطبيعي على الفحم في توليد الكهرباء على عكس الهند ودول عدة في جنوب شرق آسيا نظرا لكون الغاز أعلى تكلفة بالنسبة إليهم عند استيراده من الخارج.
- من الصعب استبعاد الفحم من اللعبة الاقتصادية في دول آسيوية، فعند التخلي عنه مثلا في الهند، ستضطر نيودلهي لإلغاء الدعم على وسائل مواصلات كالقطارات فضلا عن ارتباط صحة النظام المالي والمصرفي بصناعة الفحم.
مخاطر بيئية واقتصادية
- يعد رهان الحكومات الآسيوية على الفحم محفوفاً بالمخاطر والتي على رأسها التلوث البيئي وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل مكثف الأمر الذي يسبب زيادة درجة حرارة الأرض بأكثر من 1.5 درجة.
- ليس هذا فقط، بل هناك مخاطر اقتصادية، فعندما تتوقف البنوك الخاصة عن تمويل مشروعات الوقود الأحفوري وتتحول إلى تمويل مشروعات الطاقة المتجددة، ربما تتعرض صناعة الفحم وما يرتبط بها من وظائف وضرائب ودعم للخطر.
- ثم تأتي المخاطر السياسية، فالعديد من المسؤولين في دول آسيوية أعربوا عن مخاوفهم من زيادة معدلات التلوث والتغيرات المناخية بالتزامن مع جفاف وفيضانات غير متوقعة.
- بدأت الأصوات تتعالى لتقليل الاعتماد على الفحم كمصدر للطاقة في دول كالفلبين، كما أعلنت الحكومة الهندية في يونيو عن خطط لإضافة 500 جيجاواط من الكهرباء الناتجة من مصادر متجددة بحلول عام 2030.
- يحتاج الساسة لبذل المزيد من الجهود وتقليل دعم الحكومات للفحم كما أن الاقتصادات المتقدمة عليها البحث عن سبل لمواجهة أكبر للتغيرات المناخية والتوقف عن دعمها المستمر للفحم.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}