نبض أرقام
11:23 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/21

لماذا تراقب الأسواق الناشئة تطورات السياسة النقدية في الصين عن كثب؟

2019/09/10 أرقام

تهيمن الصين وعملتها على النقاش الدائر حاليًا داخل أروقة اتخاذ القرار وبين المحللين في الولايات المتحدة، ومع ذلك فإن التأثير الأكبر لهما يقع في الأسواق الناشئة التي ثبت من الناحية الاقتصادية أنها عادة ما تكون حساسة للغاية تجاه التطورات الصينية، بحسب تقرير لـ"بلومبيرغ".

 

 

في الوقت الراهن يتحول اليوان ببطء شديد ليصبح عملة حرة الحركة، يضاف إلى ذلك، أن الأسواق الناشئة حساسة أيضًا لارتفاع الدولار، ففي حال اقتراضها بالعملة الأمريكية، فإن ارتفاعها يعني زيادة تكاليف الفائدة، ويصعب تجنب أزمة الديون.

 

وترجع الاضطرابات التي تعاني منها الأرجنتين هذا العام إلى الكثير من المشاكل الداخلية، لكن لو كان الدولار ضعيفًا لاستطاعت تجنبها.

 

تأثر الأسواق الناشئة باليوان

 

- لا يزال سعر صرف اليوان مرتبطًا بقيمة الدولار، لكن هذا الربط يضعف بشكل مستمر مؤخرًا، وفي حال تزايد قوة العملة الصينية، بما يعني أنه لا توجد ضغوط تتعرض لها بكين، يسمح ذلك بتعزيز قيمة العملات الناشئة الأخرى.

 

- العكس صحيح أيضًا، ففي سيناريو متشائم، عندما تضعف عملة الصين، فإن هذا يعني اشتداد الخلافات التجارية، ويترتب عليه مشاكل للاقتصاد الصيني والأسواق الناشئة ككل، ويوضح الرسم البياني تحرك سعر صرف اليوان مقارنة بمؤشر "جيه بي مورجان" لعملات الأسواق الناشئة منذ بداية 2018.

 

 

- العلاقة بين الاثنين واضحة للغاية، تراجعت قيمة اليوان خلال العام الماضي مع اندلاع المواجهة التجارية بين بكين وواشنطن، مما شكل ضغطًا على بقية الأسواق الناشئة، وظلت قوة هذه العلاقة في تزايد مستمر.

 

- منذ صدم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" العالم بإعلانه عن رسوم جمركية جديدة على السلع الصينية في الأول من أغسطس، انخفضت قيمة العملة الصينية بحدة، ما أثار مخاوف من أن بكين قد تستخدم اليوان كسلاح في حربها التجارية مع واشنطن.

 

- على مدار الأيام القليلة الماضية، أدى الإعلان عن تجدد المحادثات بين الجانبين، بالإضافة إلى انخفاض التوترات السياسية في هونغ كونغ، إلى تعافي قيمة اليوان نسبيًا، وخفف ذلك من مخاوف جميع الأطراف في الأسواق الناشئة.

 

معضلة السياسة النقدية

 

- الأسواق الصينية لا تتأثر في الوقت الراهن بالحرب التجارية فقط، حتى لو بدت السياسة النقدية للبلدين متأثرة بذلك، فمحاولات السلطات المستمرة لكبح المديونيات التي ساعدت الاقتصاد على تجاوز الأزمة عام 2008 لها نفس الأهمية تمامًا.

 

- لكن خلال الأسبوع الماضي، خفض بنك الشعب الصيني نسبة متطلبات احتياطي البنوك إلى أدنى مستوى منذ عام 2007، مما يسمح بمزيد من الإقراض، وهو ما ساهم في تعزيز قيمة اليوان وإنعاش الأسواق الناشئة في جميع أنحاء العالم.

 

- من المشكوك فيه ما إذا كانت السلطات الصينية قادرة حقًا على تحفيز الاقتصاد بالفعل بالطريقة التي كانت قادرة بها في الماضي، ويبدو أنها ستصطدم ببعض العقبات، وقد أظهرت بيانات حديثة حول حركة التجارة صدرت هذا الأسبوع، توقف نمو الصادرات فعليًا.

 

 

- إجراءات التحفيز الجديدة لن تحقق الهدف المرجو بالضرورة، ويقول خبيرا الاقتصاد لدى "جافكال إيكونوميكس"، "أندرو باتسون" و"توماس جاتلي" إنها إجراءات تحفيز متضاربة، نتيجة التناقضات التي تواجهها السلطات الصينية الآن.

 

- هناك جوانب في الاقتصاد الصيني تحتاج إلى التحفيز، في حين أن هناك بعض القطاعات (خاصة الإسكان) تعاني من فوران النمو بالفعل، وسيكون من الصعب على السياسة النقدية التمييز بين ما يجب التساهل أو التشدد معه، ومع ذلك، يحاول المسؤولون تحقيق هذا التمييز.

 

السياسة الجديدة ستحد من دعم الأسواق الناشئة

 

- يقول خبيرا "جافكال" إن النظام الجديد في الصين يفصل بين تسعير القروض العقارية وقروض الشركات، مما يسمح للبنك المركزي بتحديد مستوى للقروض العقارية أعلى من سعر الإقراض الأساسي.

 

- الهدف من ذلك، هو السماح لبنك الشعب الصيني بجعل قروض الشركات أرخص دون تحفيز سوق الإسكان (الذي عادة ما يكون القطاع الأكثر حساسية تجاه أسعار الفائدة) وبالتالي يوفر طريقة مباشرة بشكل أكبر لتحفيز الاقتصاد.

 

- في الوقت الراهن، يوفر اليوان القوي نسبيًا قدرًا من الدعم للأسواق الناشئة الأخرى، التي لن تحصل على المساعدة المأمولة من السلطات النقدية الصينية.

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.