نبض أرقام
08:22 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

"العلم لم يعد يتبع التجارة".. كيف غيرت آسيا مفهوم العالم عن إدارة الأعمال والتعلم؟

2019/09/18 أرقام

يعيد الصعود الاقتصادي القوي لآسيا تشكيل بعض أبرز الجوانب في العالم، فمثلًا أصبح من الطبيعي أن تتحدى الشركات الصينية مثل "علي بابا" و"بايدو" و"هواوي" نظيراتها التقنية في الولايات المتحدة ولدى الغرب عمومًا، بحسب تقرير لـ"الإيكونوميست" تساءل عما إذا كان ذلك بفضل أسلوب آسيوي خالص.

 

 

يقول أستاذ الإدارة والاستراتيجية والاقتصاد "يوك فاي فونغ" إنه يتذكر تمامًا ميل طلابه الآسيويين في كلية كيلوج للإدارة في إلينوي إلى الهدوء، لكن بعد وصوله إلى جامعة هونغ كونغ، اكتشف أن الطلبة هناك لم يكونوا مختلفين على الإطلاق، بيد أنهم يتمسكون بشدة بالحصول على ماجستير إدارة الأعمال.

 

ثقافة العمل العائلي

 

- خلص "فونغ" إلى أن الطلاب الآسيويين في الولايات المتحدة لم يكونوا على دراية بثقافة وحتى أسماء الشركات، ربما كانوا أكثر وعيًا بأنفسهم وحاجتهم للتحدث بلغة ثانية ما داموا في بلد أجنبي، لكن في هونغ كونغ كانوا يشعرون بأنهم في وطنهم.

 

- وجد "فونغ" أيضًا فرقًا في مواقف طلاب إدارة الأعمال تجاه أساليب القيادة، بعد دراسة استقصائية شملت خريجي دورة ماجستير إدارة الأعمال التنفيذية في جامعة هونغ كونغ، والتي تجرى بدوام جزئي وتركز على الأشخاص المنغمسين بالفعل في إدارة أنشطة تجارية.

 

 

- بعد المسح، تبين أن المشاركين الآسيويين أكثر تسامحًا من نظرائهم الغربيين مع الخصائص القيادية غير المرغوبة مثل السلطوية أو التفرد وانعدام المخالطة الاجتماعية أو رفض الأغراب (رغم أن كلا الفريقين أبدى عدم إعجابه بهذه الصفات، كان الطلاب الغربيون أكثر رفضًا لها).

 

- هذا يعكس طبيعة الهياكل التنظيمية السائدة في آسيا، حيث تنتشر هناك الشركات العائلية، ويعلق على ذلك العميد المساعد لجامعة هونغ كونغ للعلوم والتقنية "ستيفن ديكري" قائلًا: دراسات الحالة الكلاسيكية للشركات الغربية الكبرى التي طورتها الكليات الأمريكية، أقل أهمية في الواقع الآسيوي.

 

- لذلك تستخدم جامعة هونغ كونغ للعلوم والتقنية المزيد من دراسات الحالة التي تركز على الشركات العائلية، ويسمح برنامج ماجستير إدارة الأعمال التنفيذي للطلاب بالوصول إلى نماذجهم الخاصة، الأمر الذي يحدث بشكل كبير عبر الشركات العائلية.

 

النموذج الآسيوي جذاب رغم اختلافه

 

- بما أن هذا التوجه العائلي للشركات الآسيوية يعني أن القليل من الشركات معتادة على مواجهة ضغوط من قبل مجالس إدارتها، يدير "ديكري" برنامجًا لتطوير مديرين مستقلين لسد الفجوة.

 

- تشجع جامعة هونغ كونغ للعلوم والتقنية طلابها على التفكير في الغرض من تأسيس الشركات إلى جانب هدف "كسب المال" بالطبع، ففي حين تهتم الشركات الغربية في أمريكا وأوروبا بأمور أخرى غير الربح، يعد الأمر غريبًا في آسيا، حيث يتحرك المسؤولون التنفيذيون بدافع الربح فقط.

 

 

- بالطبع يمكن أن تدرس كليات إدارة الأعمال مثل هذه الأمور للطلاب الملتحقين ببرامجها، لكن قطاع الأعمال في آسيا يبدو أنه لم يلتفت بشكل كامل إلى مكاسب تعلم ماجستير إدارة الأعمال، وهذا ما يعد اختلافًا كبيرًا بين النشاط التجاري في الشرق والغرب.

 

- مع ذلك، يرى "ديكري" علامات مشجعة لنمو الإقبال على تعلم إدارة الأعمال في آسيا، ويقول إن الطلاب الذين يرغبون في الحصول على درجة ماجستير إدارة الأعمال، أصبحوا أكثر استعدادًا لاختيار المدرسة الآسيوية لإدارة الأعمال والتي توفر العديد من عوامل الجذب والراحة رغم ضغوط الدراسة في بعض جامعاتها.

 

المنهج الصيني ينتقل إلى الخارج

 

- في الواقع، بعد إعداد برنامج ماجستير إدارة الأعمال التنفيذي بمساعدة كلية كيلوج، بدأت جامعة هونغ كونغ للعلوم والتقنية في توجيه ومساعدة كليات إدارة الأعمال في بلدان أخرى، مثل كلية سكولكوفو للإدارة في موسكو.

 

- تعتزم جامعة هونغ كونغ للعلوم والتقنية إطلاق فرع جديد في مقاطعة غوانغدونغ الصينية، ومن المتوقع انتقال العديد من أعضاء هيئة التدريس من مدينة هونغ كونغ إلى للعمل بالفرع الجديد في البر الرئيسي للصين.

 

 

- عندما كانت الإمبراطورية البريطانية في خضم توسعها، ظهرت حكمة مأثورة تقول "التجارة تتبع العلم"، وربما ما يحدث اليوم هو العكس تمامًا، إذ يبدو أن تعليم إدارة الأعمال هو ما يتبع القوة الاقتصادية.

 

- في يوم من الأيام، قد ينظر إلى أساليب الإدارة الصينية كنماذج للشركات الدولية، وقد تنافس كليات إدارة الأعمال في الصين نظيرتها الأمريكية التي تعد من بين الأفضل في العالم.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.