نبض أرقام
17:09
توقيت مكة المكرمة

2024/08/25

الماجد: البنوك تضع التكنولوجيا المالية في مقدمة أولوياتها

2019/09/24 جريدة الجريدة

أكد رئيس اتحاد مصارف الكويت ونائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لبنك بوبيان عادل الماجد، إن الابتكارات والتقنيات المالية "FINTECH" تتطور بسرعة هائلة ووتيرة مذهلة لأنها تضم كماً هائلاً من الفرص الاستثمارية، يشهد لها ارتفاع إجمالي الاستثمارات فيها من 9 مليارات دولار في عام 2012 إلى قرابة 120 ملياراً في نهاية 2018.

 

وقال الماجد، خلال مشاركته، أمس، في المؤتمر المصرفي العالمي الذي ينظمه بنك الكويت المركزي برعاية أميرية سامية، إن أحد أكبر التحديات المتعلقة بالتقنيات المالية هو التعرف على هذه التقنيات وتطبيقها في صورة خدمات وإدماجها في النظم التقليدية القائمة فضلاً عن ضرورة تبني ثقافة جديدة في إدارة الأعمال، ما يعني مهارات جديدة على كل الصعد، وبالتالي الاستثمار في العنصر البشري تأهيلاً وتدريباً ورفعاً لمستوى مهاراته.

 

وأرجع النجاح الهائل لشركات شركات التكنولوجيا المالية FINTECH إلى مجموعة من الاسباب أبرزها إتاحة الخدمات المميزة لجميع فئات العملاء، والابتعاد عن النماذج المصرفية التقليدية المماثلة لخدمات البنوك، وتجربة العملاء التي تعتمد على الخدمات التكنولوجية المطورة من خلال تطبيقات سهلة الاستخدام عبر الهاتف النقّال وغيرها.

 

وأوضح أنه بالنظر إلى الاستثمارات التي تم ضخها من رؤوس أموال شركات الاستثمار حول العالم في شركات التكنولوجيا المالية الناشئة سنجد أن الولايات المتحدة الأميركية تتصدر المشهد بحجم استثمارات في العام الماضي بلغ 31.6 مليار دولار تليها المملكة المتحدة بـ 5.4 مليارات دولار وأوروبا 4.4 مليارات.

 

أسلوب الحياة الجديد

 

وبين أن التكنولوجيا سهلت حياتنا إلى أبعد الحدود لكن هناك المزيد الذي لم نره بعد، فالتكنولوجيا الرقمية دائمة التطور بوتيرة ضخمة في الواقع حتى بات الاقتصاديون يطلقون على هذا العصر الثورة الصناعية الرابعة.

 

وأكد الماجد أن "من الواضح للجميع أن العالم كما نعرفه لا يمر بتغيير فحسب بل تتم خلخلته جذرياً من التكنولوجيا، فهناك العديد من القطاعات التقليدية مثل قطاعات الرعاية الصحية والتجزئة وعدة قطاعات أخرى تحولت كلياً نتيجة التقنيات الحديثة".

 

وأضاف أنه بالنظر إلى مجموعة من التطورات "نتأكد إلى أين يتجه المستقبل ضارباً المثال بتقنيات حلول الدفع الرقمي وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي وسلاسل البيانات والعملات الرقمية غير المرئية والخدمات المصرفية عبر الهاتف الذكي.

 

بنوك المستقبل

 

ولفت إلى انعكاسات هذه التطورات على حجم مستخدمي المعاملات المالية ففي عام 2011 كان هناك حوالي 2.7 مليار شخص غير قادرين على إجراء أي معاملات مالية، والآن بسبب التطور الهائل في المدفوعات الإلكترونية خارج إطار البنوك أصبح الرقم أقل من 1.5 مليار شخص ما يعني أن المدفوعات الإلكترونية ساهمت في دخول مليار شخص خلال 7 سنوات الفرصة للمنظومة المالية.

 

وذكر الماجد أنه على البنوك إعادة ترتيب أمورها للعمل بشكل أكثر مرونة، وأن تخرج عن المألوف خارج إطار الإجراءات الرسمية الصارمة التي تم وضعها في السابق، إن الضرورة التي يستدعيها هذا الوقت هي الإقرار بالتغييرات التي تحدث فيمـا يتعلق بالتكنولوجيا وتطلعات العملاء وذلك لتقديم الخدمات والمنتجات بشكل أسرع وأكثر ملائمة.

 

وأضاف أنه "فيما يتعلق بإدماج هذه التكنولوجيا في البنوك، فمعظم البنوك حسب الاستبيانات المنتظمة تقول إنها تنظر بشكلٍ فعّال في تبني التكنولوجيا المالية كأولوية رئيسية".

 

وأكد أن البنوك يجب أن تحرص على أن تكون لديها القدرة على الفوز بهذه المعارك على جميع الجبهات، فالإخفاق في أي من هذه المجالات قد يضع استمرارية البنك على المحك.

 

بنك بوبيان والتعاون مع الآخرين

 

من ناحية أخرى، أشار الماجد خلال محاضرته الى التعاون المشترك بين البنك وبين شركة زين للاتصالات في مجال المحفظة الإلكترونية "DIGITAL WALLET" الذي سيتم الإعلان عن تفاصيله قريباً بعد الحصول على الموافقات الرسمية المطلوبة.

 

وأضاف أن الاتفاق والتعاون المتوقع يمثلان نموذجاً لتعاون البنوك مع شركات الاتصالات للاستفادة من قاعدة العملاء لدى الطرفين.

 

وحول ما قام به بنك بوبيان لمواجهة هذه المتغيرات أفاد بأنه تمت إعادة هيكلة بعض إدارات وأنشطة البنك وآلية العمل الداخلية بما يتناسب مع هذه التطورات مع استحداث إدارة جديدة للقيام بمهام ربما لم تكن موجودة أصلاً أو لم تكن بالحجم الذي هي عليه الآن "وكمثال على ذلك فقد انشأنا مركز الابتكار والإبداع INNOVATION CENTER".

 

وأضاف الماجد: "لم تنطلق رحلتنا الرقمية أو رحلة الابتكار من نقطة التصميم بل من التركيز على خدمة العملاء وراحتهم وابتكار المنتجات المصرفية والخدمات التى تناسبهم وتلبي تطلعاتهم، ونحن في بوبيان نؤمن بأن شركات التكنولوجيا المالية هي المستقبل، لذا نعتقد أن التعاون والتكامل بينها وبين البنوك أفضل من الدخول في منافسة معها لذا أبدينا في بنك بوبيان اهتماماً كبيراً بالابتكار والشراكة مع شركات التكنولوجيا المالية".

 

ولفت إلى مشاركة البنك بشكلٍ فعّال في منظومة الشركات الناشئة في الكويت، كما عمل مع الشركات الناشئة إلى جانب قيام البنك بالتعاون مع منصة "Plug and Play" العالمية "كي تفتح لنا باباً على شركات التكنولوجيا المالية حول العالم".

 

وكان قد تم تتويج بوبيان بجائزة غلوبل فاينانس كأفضل بنك إسلامي في الشرق الأوسط في الخدمات المصرفية الإلكترونية للعام الثاني على التـوالي إلى جانب حصوله على أربع جوائز هي جائزة أفضل بنك إسلامي في الكويت في الخدمات المصرفية الإلكترونية وجائزة أفضل تطبيق للهواتف الذكية وجائزة البنك الأكثر ابتكاراً وإبداعاً وجائزة الأفضل إبداعاً في تقنيات I MAL.

 

معركة الفاعلية والموهبة

 

وذكر أنه على الرغم من الدخول المتوقع في معارك محتملة، فإن أهمها من وجهة نظره معركة الفاعلية إذ يمكن حسب الدراسات أن توفر البنوك على المستوى العالمي 400 مليار دولار كل عام يتم تكبدها في صورة تكاليف مباشرة عبر تحويل العملاء التقليدين إلى عملاء رقميين الأمر الذي يمكن أن يكون أقل تكلفة للخدمة بنسبة تتراوح بين 80 في المئة إلى 90 في المئة بحسب مؤسسة ماكينزي.

 

وأضاف الماجد: "هذه فرصة كبيرة يمكن استغلالها والتركيز عليها من البنوك فعبر المشاركة في معركة الفاعلية يمكن للبنوك أن تستفيد بشكلٍ مضاعف إذ لن يكون للبنوك القدرة على التفاعل بشكلٍ أكبر مع العملاء وتحقيق معدلات رضا أفضل فحسب، بل سيمكن للبنوك تحسين العمليات التي تعمل على تقليل التكلفة.

 

وأكد أن معركة الفاعلية مهمة جداً بالنسبة للبنوك في سبيل الفوز عبر الاستفادة من التكنولوجيا والبيانات فيجب على البنوك استخدام البيانات لتحسين نماذج التحليل التي يمكن التنبؤ بها ليس على صعيد الفاعلية التشغيلية والتخطيط فحسب بل بالنسبة لتوقع سلوك المستهلكين وما يفضلونه.

 

وأشار إلى أن المعركة الثانية هي معركة الموهبة التي لا تقل أهمية، فالقطاع المصرفي يمر بنقلة جذرية إذ ستتولى البنوك توسعة نطاق التوظيف وجذب أنواع جديدة من المواهب، كما ستكون البنوك في حاجة إلى مهارات جديدة للمستقبل بما يتفق مع نماذج الأعمال المتغيرة الخاصة بها ولفهم احتياجات العملاء بشكلٍ أكبر.

 

وأضاف الماجد أن البنوك ستحتاج أيضاً إلى خبراء وباحثي البيانات والمختصين في مجال الذكاء الاصطناعي ومصممي المواد المرئية والتسويق الرقمي وخبراء الإعلام والمطورين والمختصين في مجال جودة الخدمة، كما ستحتاج البنوك أيضاً إلى تعيين المتخصصين في المجالات النفسية والفلسفية بالإضافة إلى المهارات المتنوعة الأخرى التي يمكن أن تقدم تصورات جديدة".

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة