تواجه صناعة النفط والغاز تحدياً يتمثل في تعالي الأصوات المطالبة بالتحول نحو المصادر المتجددة لحماية كوكب الأرض من أضرار التغيرات المناخية، وظهر ذلك في احتجاج العشرات قرب مقر الأمم المتحدة بنيويورك عند انعقاد قمة المناخ.
أصبح الخيار الحتمي أمام الاقتصاد العالمي هو الاعتماد على مصادر طاقة نظيفة عديمة الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050، إنه ليس حلما أو مجرد مقترح، بل إن تداعيات عدم بلوغ هذا الهدف تهدد الحياة على كوكبنا.
وتجدر الإشارة إلى أن بعض الدول كبريطانيا وأمريكا بدأت تستبدل الفحم من خلال مصادر طاقة متجددة، لكن فيما يتعلق بصناعة النفط والغاز، فإن صحيفة "نيويورك تايمز" ترى أن الشركات أمامها مستقبل صعب.
لنتجاهل الأهداف ونمضي قدماً
- كشفت شركات للنفط والغاز عن خطة لإنفاق خمسين مليار دولار لاستخراج احتياطيات جديدة من الوقود الأحفوري، وهذا ما يعني تجاهل أهداف المناخ (الحتمية) والمضي قدماً نحو مستقبل مفعم بالكربون.
- تشير التوقعات إلى أن ثلث الطلب العالمي على النفط يأتي من السيارات، ومع التحول نحو المركبات العاملة بالبطاريات خلال من عشرة إلى خمسة عشر عاماً قادمة، فإن القيود تبدو في تزايد على الخام.
- أما بالنسبة للغاز الطبيعي، فهو مصدر يلعب دوراً رئيسياً في توليد الكهرباء، لكنه يواجه منافسة شديدة ومتزايدة من المصادر المتجددة التي تتراجع تكلفتها يوما تلو الآخر.
- بدأت الأوساط العامة في الدول المتقدمة تتجه نحو استخدامات الطاقة المتجددة وتجنب الاعتماد على الفحم على الأقل.
الاقتصاد النظيف
- على الأرجح، لن تصل أربع من كل خمس شركات كبرى إلى أهداف خفض انبعاثات الكربون التي حددتها اتفاقية باريس للتغيرات المناخية بحلول عام 2050.
- أظهرت دراسة نشرتها "الجارديان" أن نحو 18% فقط من ثلاثة آلاف شركة مدرجة كشفت عن خطط للالتزام بأهداف المناخ وكبح زيادة درجات الحرارة والعودة بها إلى مستويات ما قبل الثورة الصناعية بحلول منتصف القرن الحالي.
- أفادت الدراسة بأن أكثر من الثلث بين أكبر 200 شركة حول العالم لم تستعرض بعد خططها لمكافحة التغيرات المناخية والالتزام بمعايير خفض انبعاثات الكربون.
- دعا الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريس" المزيد من الشركات للانضمام إلى مبادرة خفض انبعاثات الكربون التي انطلقت تحت اسم "We Mean Business" وهو تحالف يتكون من 87 شركة قيمتها السوقية 2.3 تريليون دولار.
- اتخذت شركات تكنولوجية كبرى مثل "فيسبوك" و"جوجل" خطوات ملموسة، وبدا ذلك جليا في إعلان محرك البحث الإلكتروني مؤخراً عن استثمار أكثر من ثلاثة مليارات دولار في إنشاء مراكز بيانات صديقة للبيئة في أوروبا.
- رغم ذلك، أوضح محللون أن هذه الجهود ربما لا تكون كافية لكبح ارتفاع درجات الحرارة على المدى الطويل نظرا لأن خُمس عدد الشركات قيد الدراسة لن تتمكن من بلوغ الأهداف بحلول عام 2050.
- بدأ مؤشر "فوتسي" راسل" إعادة تصنيف شركات النفط والغاز المدرجة ببورصة لندن على أنها "لا تتخذ نهج الطاقة المتجددة"، وهذا تغيير جوهري مع الأخذ في الاعتبار تعريف المستثمرين بأي من الشركات الملتزمة بالتحول نحو مصادر طاقة نظيفة من غيرها.
- وافق صندوق الثروة السيادي النرويجي مؤخراً على إلغاء استثمارات بقيمة 5.7 مليار دولار في صناعة النفط والغاز كما اقترح بنك الاستثمار الأوروبي وقف تمويل البنى التحتية الخاصة بالوقود الأحفوري.
مستقبل تحت ضغط
- هناك تهديد آخر لصناعة النفط والغاز يتمثل في أن الكثير من الشباب في بعض الدول أصبحوا غير منجذبين نحو العمل بهذا القطاع، وهذا يعني صعوبة في العثور على مواهب وعقول مبتكرة.
- سيكون المستقبل صعباً أمام شركات النفط والغاز ما لم تطور من نفسها وتغير من جلدها واللحاق بركب التحول نحو الطاقة النظيفة، وربما تكون قمم الأمم المتحدة بمثابة دق جرس إنذار لأخذ الحيطة.
- على المدى القصير، ربما تحتاج شركات النفط والغاز لإثبات جديتها في مكافحة التغيرات المناخية من خلال إزالة انبعاثات الميثان ووقف الإجراءات المباشرة وغير المباشرة المرتبطة بكبح جهود مكافحة التغيرات المناخية والالتزام بالقواعد التنظيمية الجديدة.
- أيضا، يجب على الصناعة المساهمة في جهود إنقاذ الغابات وزراعة مليارات الأشجار لمعالجة أزمة التغيرات المناخية والاستثمار في الطاقة النظيفة.
- في المجمل، نحتاج جميعا للانضمام إلى العلماء في مساعيهم للتعريف بمخاطر الوقود الأحفوري على العالم وإعادة الكربون إلى مكانه الأصلي "التربة والكتل الحيوية".
المصادر: نيويورك تايمز ، الجارديان
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}