نبض أرقام
02:21
توقيت مكة المكرمة

2024/07/12
2024/07/11

لماذا فقد سوق السندات العالمية زخمه؟

2019/09/30 أرقام

انخفضت قيمة سوق السندات العالمية بنحو تريليون دولار خلال الأسبوعين الأولين من شهر سبتمبر، في تغير أثار في الأذهان مجددًا التساؤل حول ما إذا كانت الموجة الصعودية والأيام الجيدة قد انتهت في سوق السندات.

 

 

لعقود من الزمان سلكت أسعار السندات مسارًا صعوديًا حتى وصلت إلى مستويات غير مسبوقة في الأشهر القليلة الماضية، وبحلول نهاية أغسطس، كان هناك نحو 17 تريليون دولار من السندات سالبة العائد.

 

هذه الكومة من السندات سالبة العائد تمثل ثلث إجمالي سوق السندات العالمي، وبلغت أسعارها مستويات مرتفعة للغاية، بمعنى أنها ستحقق خسارة أكيدة لحائزيها إذا تمسكوا بها حتى تاريخ الاستحقاق.

 

تلاشي الزخم

 

- إن الانتعاش الأخير في سوق السندات والذي جاء مدفوعًا بالخوف من نتائج الحروب التجارية والتوقعات بشأن تحفيز البنوك المركزية للأسواق، تعني أن المقترضين استطاعوا جذب المزيد من الديون الجديدة إلى السوق بتكلفة ضئيلة وربما سالبة.

 

- هذا يعني بطبيعة الحال ابتعاد المستثمرين عن الأصول الآمنة، لكن بنهاية الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر تلقت هذه الموجة الجنونية صفعة نادرة أوقفت هذا الزخم وعطلت الاتجاه الصعودي.

 

- قفز العائد على مؤشر "بلومبيرغ باركليز المتعدد" (المقياس الأوسع نطاقًا لسوق السندات الذي يتكون من ديون قيمتها 58 تريليون دولار) بشكل حاد من المستوى القياسي المنخفض عند 1.40% إلى 1.65% بنهاية الجمعة 13 سبتمبر.

 

- بقول آخر، فإن سوق السندات العالمي خسر أكثر من تريليون دولار من قيمته خلال 10 جلسات فقط، وترتب على ذلك تقلص حجم سوق السندات سالبة العائد بنحو 3 تريليونات دولار.

 

- لا تزال الأسعار مرتفعة عند مستويات تاريخية حتى الآن، لكن هذا التراجع السريع يشير إلى أن بعض القوى التي تدفع المستثمرين الخائفين نحو الأصول الآمنة حول العالم بدأت تتلاشى.

 

 

هدوء المخاوف

 

- الأمر الملاحظ أيضًا، أن تحركات العائد كانت حادة، إذ قفز عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات من مستوى منخفض عند 1.46% خلال أغسطس إلى 1.82%، وارتفع عائد السندات الألمانية من سالب 0.71% إلى سالب 0.49%، والبريطانية من 0.41% إلى 0.68%.

 

- حتى تكاليف الاقتراض القياسية في اليابان، والتي من المفترض خضوعها لسياسة "التحكم في منحنى العائد" التي يطبقها البنك المركزي هناك، ارتفعت من سالب 0.29% إلى سالب 0.15%.

 

- أضافت الأسواق الأوروبية إلى الشعور بأن الاتجاه الصعودي على وشك الانعكاس، حيث خفض البنك المركزي سعر الفائدة على الودائع، وأعاد تفعيل برنامج شراء السندات، في محاولة جديدة لتعزيز التضخم، ومع ذلك لم تنخفض عائدات السندات في المنطقة.

 

- يبدو المستثمرون الآن أكثر انفتاحًا على احتمال تفادي الاقتصاد العالمي للركود، مع التفاؤل بشأن مبيعات التجزئة الأمريكية والثقة في ألمانيا، وكلما كانت التوقعات أكثر إشراقًا تعرض سوق السندات لضغوط أكبر.

 

 

المزيد من انخفاض العائدات

 

- يقول محللو مصرف "رويال بنك أوف سكوتلاند": بعد الزخم الذي شهده السوق خلال شهر أغسطس مدعومًا بالتوقعات المتشائمة، من المحتمل أن يكون هناك قدر كبير من التعديل في موقفه.

 

ينصح مصرف "سوسيتيه جنرال" العملاء بتخفيف التعرض لأصول الدخل الثابت، استجابة لما يرى أنها رهانات "عدوانية مفرطة" على احتمالات التيسير النقدي للبنوك المركزية الكبرى.

 

- مع ذلك، يحجم المحللون والمستثمرون عن القول بأن الاتجاه الصعودي الممتد من مدة بعيدة في سوق السندات، قد انتهى تمامًا، نظرًا للقوى العميقة التي تغذيه، خاصة في الفترة الحالية.

 

- يرجع ذلك لطول دورة التوسع الاقتصادي العالمية منذ مرحلة ما بعد الأزمة، والتوترات التجارية المستمرة بين الاقتصادين الأكبر في العالم، لذا يظل العديد من المستثمرين مقتنعين بأن مرحلة عائدات السندات المنخفضة حقًا لم تأت بعد.

 

المصدر: فاينانشيال تايمز

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة