نبض أرقام
10:03 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/03
2024/11/02

لماذا فشلت "أمازون" في الاستحواذ على "نتفليكس" بعد شهرين من تأسيسها؟

2019/10/05 أرقام

في صيف عام 1998، كان "ريد هاستنغز" و"مارك راندولف" مؤسسا شركة التجارة الإلكترونية "نتفليكس" في زيارة لمقر منافستهما "أمازون" بعد شهرين من تأسيس نشاطهما التجاري رسميًا، وذلك بناءً على طلب من "جيف بيزوس".

 

 

كانت "نتفليكس" شركة متواضعة للغاية في ذلك الوقت، لكن "راندولف" و"هاستنغز" كانا يحلمان بغد عظيم يكون فيه نشاطهما التجاري البديل لكبار اللاعبين في صناعة الأفلام وأشرطة الفيديو، لكنه لم يكن يجني الكثير من الأموال في ذلك الوقت.

 

ويقول "راندولف": كنا نجني المال عبر مبيعات أقراص "دي في دي" وليس الإيجارات، وكنت أخشى أنه بمجرد بدء بيع الآخرين أقراص الفيديو الرقمية، ستتراجع الأرباح إلى لا شيء، لذلك عندما اتصلت المديرة المالية لـ"أمازون" لدعوتنا إلى مقابلة "بيزوس" شعرنا بمزيج من الخوف والأمل.

 

رسائل استباقية
 

- كان عمر "أمازون" في ذلك الوقت سنوات قليلة، لكن "بيزوس" قرر أن موقعه الإلكتروني لن يركز فقط على بيع الكتب، وسيتحول إلى متجر يبيع كل شيء، وشعر مؤسسا "نتفليكس" أن الموسيقى والفيديو سيكونان ضمن أهدافه التالية.
 

- في ذلك الوقت، كانت معلومات قد وصلت إلى الشريكين تفيد بأن "بيزوس" يعتزم استخدام جزء كبير من الأموال التي جمعها خلال الاكتتاب العام الأولي لشركته عام 1997، لتمويل عملية استحواذ قوية على الشركات الأصغر حجمًا.
 

- يقول "راندولف": المقر الذي دخلته بصحبة "هاستنغز" لم يبدُ عليه القوة الكبيرة التي تحظى بها "أمازون" الآن، كان متواضعًا والسجاد متسخاً، والمكاتب والصناديق التي تحمل اسم الشركة في كل مكان.



 

- خلال اللقاء، لم يستغرق الأمر من الشريكين وقتًا طويلًا لمعرفة سبب الدعوة، ورغم أن ذلك كان مثيرًا للإعجاب لكنه بدا مُرًّا بعض الشيء على حد قول "راندولف" الذي يضيف: دخلنا غرفة "بيزوس" التي تشاركها مع شخصين آخرين وكانت المكاتب عبارة عن أبواب قديمة مثبتة على أرجل خشبية.
 

- في محاولة للمداعبة مع مؤسس "أمازون" قال "راندولف": ما شأن هذه الأبواب؟ فجاء الرد من "بيزوس": إنها رسالة متعمدة، إننا ننفق الأموال على الأشياء التي تؤثر على عملائنا، وليس الأشياء التي لا تقدم لهم شيئا.

 

عرض "أمازون"
 

- حتى ذلك الوقت لم يكن مؤسسا "نتفليكس" قد وفرا الكراسي اللازمة لمقر الشركة، في نهج شبيه لـ"بيزوس" الذي عرف بعقده "اجتماعات البيتزا"، والفكرة في ذلك، أنه إذا تطلب الأمر أكثر من شطيرتي بيتزا لإطعام فريق يعمل على مهمة ما، فبذلك تكون  قد استعنت بالكثير من الأعضاء لإتمام العمل.
 

- يقول "راندولف": كان "بيزوس" مستعدًا بالأسئلة حول "نتفليكس" مثل: كيف أعرف بشأن أقراص الفيديو الرقمية؟ ما نسبة المبيعات إلى الإيجارات المتوقعة؟ كما كان متحمسًا لمعرفة الكثير من التفاصيل عن يوم إطلاق الشركة وبدء العمل.
 

- رغم أن "أمازون" كانت صغيرة نسبيًا في عام 1998، كان لديها بالفعل أكثر من 600 موظف، وكانت تحقق عائدات تزيد على 150 مليون دولار، لكن خلال اللقاء بدا من كلام "بيزوس" ونظراته أن الأيام البسيطة المثيرة قد ولت.



 

- لم يكن "هاستنغز" شخصًا عالقًا في تفاصيل الماضي، وكان ينتظر بفارغ الصبر الدخول إلى صلب الحديث الذي طلب "بيزوس" على أساسه لقاءهما، فقاطع الحديث باستياء قائلًا: لسنا بحاجة للتطرق إلى هذه الأمور (الحديث عن الأعمال في بداياتها)، ما علاقة كل ذلك بـ"نتفليكس" و"أمازون" وما هي أوجه التعاون بيننا؟
 

- الصمت عم أرجاء المكان لثوان قبل أن يرد "راندولف" قائلًا: ريد! من الواضح أن "أمازون" تفكر في استخدام "نتفليكس" كمدخل إلى صناعة الفيديو، سيكون موظفونا جزءًا كبيرًا من أي عملية استحواذ محتملة.
 

- بدأ الجميع يشعر بالارتياح عندما تدخلت المديرة المالية لـ"أمازون" لتتحدث عن البيانات المالية طالبة من "هاستنغز" تعريفها بطريقة التفكير الاقتصادي التي يتبناها، وبعد حديث استغرق نحو ساعة، قالت إنه في حال المُضي قدمًا في الصفقة فسيكون السعر بين 14 مليون و16 مليون دولار.

 

"هاستنغز" يأبى التراجع
 

- بالنسبة لـ"راندولف" كان العرض مرضيًا، فهو يمتلك نحو 30% من الشركة، وإذا افترضنا أن المبلغ 15 مليون دولار فهذا يعني أن نصيبه 4.5 مليون دولار، ما رآه عائدًا جيدًا لما بذله من مجهود طوال 12 شهرًا، خاصة أنه كان يخطط لإخراج أبنائه من المدرسة الخاصة وبيع منزله في ذلك الوقت.
 

- على جانب آخر، لم يشعر "هاستنغز" الذي كان يمتلك 70% من الشركة بنفس الرضا، وخلال العودة تناقش مع شريكه حول إيجابيات وسلبيات العرض، وتوصلا في النهاية إلى أن أكبر مشاكل "نتفليكس" هو عدم تحقيق الأرباح.



 

- خلص الشريكان إلى أنهما لم يمتلكا نموذج أعمال قابلاً للتطوير ومربحاً، وكانت التكاليف مرتفعة، حيث كانا يحتاجان إلى شراء الأقراص الرقمية وشحنها وأحيانًا توزيع بعضها مجانًا على أمل تحويل المستخدمين لمرة واحدة إلى عملاء يدينون بالولاء للعلامة التجارية ويعودون إليها مجددًا.

 

- كانت هناك عقبة جديدة تلوح في الأفق، فإذا لم يوافقا على بيع الأعمال إلى "أمازون" فسيضطران إلى منافستها، حينها قال "راندولف" لـ"هاستنغز" إن عليهما الخروج من دائرة بيع أقراص الفيديو الرقمية، مع التركيز فقط على الإيجار، لأن "أمازون" قد تدمر نشاطهما إذا دخلت إليه.
 

- اتفق الصديقان على مقترح "راندولف"، وعندما هبطت الطائرة كانا قد قررا عدم قبول عرض "بيزوس"، لكن على أن يتم ذلك بهدوء يضمن الحفاظ على الصداقة مع "أمازون" لا وضعها في موضع العدو، والبدء فورًا في البحث عن سبيل لتقديم خدمات الاستئجار للعملاء.
 

المصدر: وول ستريت جورنال.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.