يواجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه "جيروم باول" ضغوطًا جديدة لخفض سعر الفائدة للمرة الثالثة على التوالي استجابة للبيانات الاقتصادية الضعيفة في الولايات المتحدة، وكذا تقلب الأسواق، ومطالبات الرئيس "دونالد ترامب".
ورفعت الأسواق احتمال خفض الفائدة (بمقدار ربع نقطة مئوية آخر) خلال اجتماع التاسع والعشرين والثلاثين من أكتوبر إلى 75%، مقارنة بـ40% في نهاية سبتمبر الماضي، وذلك بضغط من تدهور بيانات التصنيع والعمالة، التي دفعت الأسهم الأمريكية إلى أدنى مستوياتها منذ أغسطس.
بيانات ضعيفة
- قال كبير الاقتصاديين المتخصصين في الشأن الأمريكي لدى مصرف "بنك أوف أمريكا"، "جوزيف سونغ": لقد زادت البيانات من توقعات خفض الفائدة خلال الشهر الجاري، وما يحدث في الأسواق ما هو إلا محاولة لاستيعاب الأمور وفقًا لهذه المعطيات والتوقعات.
- بعد اجتماع البنك المركزي في سبتمبر الماضي، قال "باول" للصحفيين، إن لجنة السوق المفتوحة ستقرر أسعار الفائدة كل اجتماع على حدة، وسيكون ذلك بناء على البيانات الاقتصادية الصادرة.
- يوم الثلاثاء الماضي، انخفض مؤشر "آي إم إس" لنشاط التصنيع إلى أدنى مستوى له في 10 أعوام، وتراجعت استثمارات الشركات في ظل القلق بشأن الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين.
- بحلول الأربعاء، كشفت بيانات معهد الأبحاث "إيه دي بي" عن إضافة الشركات 135 ألف وظيفة مقارنة بتوقعات أشارت إلى 140 ألفًا، كما كانت تقارير المبيعات الفصلية لـ"جنرال موتورز" و"فورد موتور" سيئة أيضًا، ما قاد الأسهم إلى الانخفاض.
- خلال تعاملات الأربعاء الماضي أيضًا، تراجع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين إلى 1.48% من 1.55%، مما يعكس توقعات خفض الفائدة، فيما هبطت عائدات السندات العشرية للجلسة الخامسة على التوالي، متراجعة دون 1.6%.
توقعات الخفض تتزايد
- توقع الخبير الاقتصادي "محمد العريان" خفض الفيدرالي للفائدة مرة أخرى هذا العام، لكنه أكد في الوقت ذاته أن هذه الخطوة لن تؤثر كثيرًا على الاقتصاد الأمريكي الذي يرى أنه لا يزال يقدم أداءً جيدًا.
- خلال اجتماعهم الشهر الماضي، كان يرى 7 من صناع السياسة في الفيدرالي (يبلغ عددهم 17) أنه من المناسب خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة أخرى، لكن الأغلبية رأت أن الخيار الأنسب هو إبقاء سياسة البنك ثابتة.
- قال كبير الاقتصاديين لدى مصرف "دويتشه بنك"، "بريت ريان": يكمن الخطر في أن ينتشر هذا الضعف في قطاع الخدمات، والذي يقود أغلب جهود خلق فرص العمل الجديدة (أشارت بيانات حديثة صدرت عقب هذه التصريحات إلى تباطؤ القطاع الخدمي بالفعل).
- فيما قال كبير الاقتصاديين لدى مصرف "ريموند جيمس"، "سكوت براون"، إنه بعدما اجتمع بمجموعة من كبار المديرين التنفيذيين، وجد أنهم لا يستطيعون التخطيط للعام المقبل نظرًا لحالة عدم اليقين الناجمة عن الحرب التجارية، الأمر الذي يجعل إدارة الأنشطة التجارية أكثر صعوبة.
- كان "براون" يتوقع خفض الفائدة مجددًا هذا العام في ديسمبر، لكن بعد البيانات الضعيفة مؤخرًا، رجح حدوث ذلك في أكتوبر، فيما قال "ريان" إن الفيدرالي سيخفض الفائدة ثلاث مرات، في أكتوبر وديسمبر وخلال الربع الأول من العام القادم.
الأسواق تتجاهل رسالة الفيدرالي
- قال الرئيس "دونالد ترامب" الثلاثاء، إن الفيدرالي ورئيسه "جيروم باول" تسببا في ارتفاع قيمة الدولار أمام أغلب العملات الرئيسية مما أثر سلبًا على القطاع الصناعي في الولايات المتحدة، مضيفًا أن الفائدة مرتفعة للغاية، وأن البنك المركزي لا يمتلك أي حلول.
- في حين يقول مسؤولو الفيدرالي إنهم لم يتأثروا بالانتقادات المتكررة للرئيس "دونالد ترامب" أو غيره من المسؤولين، فإنهم متفقون مع حدوث تغير رئيسي في البيانات الواردة.
- من جانبه، يرى كبير الاقتصاديين لدى "أمهيرست بيربونت" للخدمات المالية "ستيفن ستانلي"، أن مسؤولي الفيدرالي يحاولون التظاهر بأنهم يتبنون نهج الانتظار والترقب، وهو ما تتجاهله الأسواق، مضيفًا: يبقى أن نرى إذا ما كانوا سيغيرون لهجتهم.
المصادر: بلومبيرغ، سي إن بي سي، ماركت ووتش، أرقام
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}