قبل ثلاث سنوات، لو تحدث شخص عن اتجاه أنجولا إلى خصخصة شركة النفط الحكومية التابعة لها، لتجاهل الجميع هذا الكلام باعتباره إشاعة أو مزحة، ولربما سخروا منه، نظرًا للأوضاع السياسية الجامدة في البلاد منذ عقود وتدهور أوضاع الشركة.
في عام 2016، كانت حالة من الفوضى العارمة تجتاح شركة "سونانجول"، وانتشرت الشائعات حولها، حتى إنه قيل إنها لم تعُد قادرة على توفير أوراق المناديل في مكاتبها، ومع ذلك فهي تستعد لطرح أسهمها في البورصة الآن.
ماذا تغير؟
- لقد تغيرت الكثير من الأمور منذ عام 2016، وليس فقط أسعار النفط، ففي ذلك الوقت كانت رئيسة الشركة هي المليارديرة "إيزابيل دوس سانتوس"، ابنة الرئيس السابق "خوسيه إدواردو دوس سانتوس" الذي قاد البلاد طوال 37 عامًا.
- لكن الأوضاع في أنجولا تبدلت كليًا عندما خسر "دوس سانتوس" الانتخابات الرئاسية أمام منافسه "جواو لورينكو"، والذي تعهد بإصلاح النظامين السياسي والاقتصادي للبلاد، وهو عهد يبدو أنه لا يزال متمسكًا به.
- في وقت سابق من هذا العام، أعلن "لورينكو" أن الحكومة ستقوم بخصخصة ما يصل إلى 195 شركة حكومية بحلول عام 2022، بهدف تقليل اعتماد أنجولا على النفط الذي ساهم بنسبة 15% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد العام الماضي، أو ما قدره 16 مليار دولار.
- تحتاج البلاد إلى لملمة جراح الحرب الأهلية التي امتدت بين عامي 1975 و2002 ولم تتلاشَ آثارها إلى الآن، لذا تعول كثيرًا على مثل هذه الخطط الاقتصادية، ونظرًا لحجم وأهمية "سونانجول" فإنها ستكون درة تاج هذه الخطة، لكن عملية الإدراج ربما تواجه بعض الصعوبات.
- رغم بدء التغييرات في هيكل الشركة ورحيل "إيزابيل" فلا تزال "سونانجول" تفتقر لوجود موقع إلكتروني فعال، كما أنها تحتاج لمجهود كبير لمكافحة الفساد والشفافية حال كانت تسعى إلى طرح الأسهم في سوق عالمي، خاصة في ظل المشاكل الفنية المتعلقة بالبورصة المحلية وعدم استقرار سعر الصرف.
خطط طموحة
- انخفض إنتاج أنجولا مما يزيد عن مليوني برميل يوميًا عام 2008 إلى 1.5 مليون برميل بحلول عام 2017، ومنذ ذلك الوقت أجرت الحكومة تغييرات جوهرية على طريقة إدارة احتياطيات النفط والغاز لتلبية احتياجاتها الحالية والمستقبلية من الطاقة.
- تقول الشركة إنها تتبع برنامجاً طموحاً للتوسع وإعادة الهيكلة "من أعلى إلى أسفل" كي تصبح أكثر استدامة وكيانًا رائدًا في صناعة النفط داخل القارة السمراء.
- يقول رئيس الشركة "سيباستياو باي مارتينز": لا يمكننا حاليًا تلبية سوى 20% من احتياجاتنا من المنتجات المكررة، لذلك نعتزم زيادة قدراتنا بإنشاء 3 مصافٍ جديدة، وإضافة 365 ألف برميل من الإنتاج الجديد.
- مع ذلك، وبفرض أن "سونانجول" ستواصل ضخ الإنتاج عند مستوى 600 ألف برميل يوميًا على مدار العقد المقبل، وستستقر الأسعار قرب 70 دولارًا للبرميل، مع ارتفاع التكاليف بنسبة 3% سنويًا من المستوى البالغ 7.5 دولار للبرميل في 2018، فإن المكاسب ستكون كبيرة أيضًا.
- في هذا السيناريو، ستولد الشركة تدفقات نقدية سنوية (بعد خصم 45% من الرسوم و30% ضريبة) قيمتها 46 مليار دولار على مدار العقد، ووفقًا لحسابات "رويترز بريكنج فيوز" ستصل قيمتها السوقية إلى 51 مليار دولار.
العلاج: مزيد من الاستثمارات
- جزء آخر من الجهد الذي يتعلق بمعالجة الفساد، كان إنشاء وكالة النفط والغاز والوقود الحيوي التي تدير احتياطيات النفط والغاز بدلًا من خضوعها لشركة "سونانجول" نفسها بشكل مباشر.
- تمتلك أنجولا احتياطيات نفطية مؤكدة تبلغ نحو 9 مليارات برميل، و11 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وفقًا لبيانات الحكومة الأمريكية، ومع ذلك، عانى الإنتاج من التراجع على مدار السنوات الماضية بسبب نقص الاستثمارات.
- إذا فشلت البلاد في استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، سيظل إنتاجها يتراجع، وسيكون طموح طرح أسهم "سوناجول" في البورصة محل تساؤل.
المصادر: أويل برايس، رويترز، وورلد أويل
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}