نبض أرقام
00:24
توقيت مكة المكرمة

2024/07/12
2024/07/11

كيف تحقق "كوكاكولا" و"بيبسيكو" وغيرهما أرباحاً من مياه الصنبور العادية؟

2019/11/06 أرقام

على مدار العقود الأربعة الماضية، استهلك الملايين حول العالم تريليونات من زجاجات المياه التي تحمل أسماء علامات تجارية شهيرة مثل "إيفيان" و"داساني" و"أكوافينا"، والقليل يعلم أن كل ما تنفقه هذه الشركات من أموال يكون فقط على بلاستيك الزجاجات والوقت الذي تستغرقه الشاحنات في النقل.

 

في المقابل، تحصل تلك الشركات على المياه مجاناً أو في الأغلب مقابل رسوم طفيفة وتعبئها في زجاجات وتبيعها للمستهلكين مع الترويج لها عبر حملات إعلانية ضخمة تخصص لها جزءاً كبيراً من إنفاقها.

 

 

تحديات متزايدة

 

- تتزايد المخاوف يوماً بعد يوم في صناعات مختلفة بسبب ارتفاع معدلات انبعاثات الكربون والنفايات البلاستيكية الناتجة عن أنشطتها، وفي صناعة المياه المعبأة، تنخفض المبيعات بالتزامن مع حظر بعض المدن العبوات البلاستيكية.

 

- أدى ذلك إلى لجوء بعض المنتجين لبدائل تعبئة للمياه ومواجهة التحديات المتنامية في الصناعة، وهو أمر تحدث عنه المدير التنفيذي لـ"نستله" "مارك شنايدر" مؤخراً.

 

- حتى سبعينيات القرن الماضي، كانت المياه المعبأة في زجاجات بلاستيكية تباع في مناطق محدودة من قبل شركات أوروبية، وفي عام 1973، تقدمت "دوبونت" ببراءة اختراع لزجاجات بلاستيكية أقل تكلفة وأخف وزناً وأقوى من الزجاج، وتم تعميم الفكرة حتى أصبحت تقليداً في الصناعة.

 

- بدعم من تسارع العولمة، قفزت مبيعات صناعة المياه المعبأة بشكل كبير حول العالم وبلغت أسواقاً جديدة حتى دخلت شركات مثل "نستله" و"كوكاكولا" و"بيبسيكو" هذا المعترك مما عزز إيرادات هذه الصناعة العالمية إلى 130 مليار دولار عام 2018.

 

- هذه الأيام، أصبح المستهلكون أكثر دراية بالبصمة الكربونية مما جعلهم يعزفون عن الشراء بشكل جزئي، وظهر ذلك في إعلان "دانون" – مالكة العلامة التجارية للمياه المعبأة "إيفيان" – عن أكبر انخفاض فصلي في إيراداتها من مبيعات المياه المعبأة، وبالمثل، سجلت "كوكاكولا" مبيعات دون التوقعات من منتجها للمياه.

 

 

ما الحلول المتاحة؟

 

- في ظل الانخفاض الذي تشهده مبيعات المياه المعبأة، لجأت بعض الشركات إلى تبني استراتيجية تنويع المنتج نفسه.

 

- على سبيل المثال، تعيد "نستله" هيكلة أنشطة المياه المعبأة حيث واجهت منافسة شديدة من علامات تجارية أرخص سعراً بالإضافة إلى تكاليف النقل المرتفعة مما دفع الشركة للتركيز على هيكلة المنتج من خلال طرح إضافات عليه.

 

- حظرت أكثر من ثمانين كلية وعدد من المجالس البلدية في الولايات المتحدة بيع المياه المعبأة، ففي "ماساتشوستس"، أصبح من غير القانوني بيع عبوات بلاستيكية للمياه، وفي بريطانيا، طرحت منظمة غير هادفة للربح تطبيقاً يوجه المحتاجين لمياه الشرب إلى أماكن تتيح لهم الحصول عليها مجاناً.

 

- يواجه منتجو المياه المعبأة خطورة حقيقية من الداعين لحماية البيئة، وهي مبادرات تلقى رواجاً بين الشباب مما ينذر بانخفاض   حاد في المبيعات خلال العقدين القادمين.

 

- لجأت بعض الشركات إلى العبوات المصنعة من الألمنيوم لبيع المياه على غرار المشروبات الغازية، ومن بينها "كوكاكولا" التي كشفت عن معلبات من مياه "داساني" شمال شرقي أمريكا هذا العام وتنوي طرحها عام 2020.

 

- بالمثل، باعت "بيبسيكو" معلبات من مياه "أكوافينا" في مطاعم ونواد رياضية وتختبرها في متاجر، كما تدرس "دانون" نفس التجربة في الدنمارك وبريطانيا وبولندا.

 

- تسعى شركات المشروبات الغازية إلى بيع المياه في شكل جديد مثلما فعلت "بيبسيكو" التي طرحت علامة تجارية تحت اسم "درينك فينيتي"، وهي عبارة عن مزيج من مياه الصنبور والكافيين والفيتامينات وبعض المذاقات.

 

- كشفت "كوكاكولا" عن خدمة "Dasani PureFill" التي تتيح للمستهلكين إعادة ملء زجاجاتهم بمياه مرشحة ومنقاة مجاناً مع إتاحة الخيار لإضافة نكهات أو صودا مقابل دولار واحد.

 

- أما "نستله"، فهي تخطط هي الأخرى لطرح عبوات من مياه الصنبور العادية مع مزجها بمستويات من الصودا والنكهات المختلفة في العام القادم، وتعكف على طرح عبوات من الورق المعاد تدويره.

 

- تعول "نستله" و"بيبسيكو" و"كوكاكولا" على استهداف المستهلكين الراغبين في تناول منتجات أكثر صحية، وتعتمد في استراتيجيتها على مزج مياه الصنابير بنكهات مميزة الأمر الذي يعد بمثابة مستقبل لصناعة المياه المعبأة.

 

المصدر: بلومبيرغ

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة