نبض أرقام
12:23 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/21

مع استمرار خسائرها.. هل حان وقت تغيير استراتيجية "أوبر"؟

2019/11/07 أرقام

كانت "أوبر" ذكية -أو على الأرجح محظوظة- لإدراج أسهمها في البورصة قبل إخفاق "وي ورك"، الذي أصاب المزاج العام في "وول ستريت" بالتشاؤم تجاه الشركات التي تواصل استنزاف الأموال رغم أن آفاق الربحية لديها ليست واضحة.

 

 

تراجع سهم "أوبر" منذ الاكتتاب العام في مايو الماضي بمقدار الثلث تقريبًا، وكانت النتائج المالية خير دليل على سبب إحباط المستثمرين، ففي الربع الثالث من العام الجاري، ارتفعت الإيرادات بنسبة 30% على أساس سنوي إلى 3.8 مليار دولار.

 

إلا أن الخسائر على أساس معدل، ارتفعت بنسبة مماثلة أيضًا إلى 585 مليون دولار، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى المشاريع الجديدة مثل "أوبر إيتس" لتوصيل الطعام، وأعمال الدراجات الكهربائية، التي تستنزف الكثير من الأموال.

 

الإنفاق على الأعمال الناشئة

 

- يعد الكاش من أهم المقاييس المالية للشركات، وقد عانت "أوبر" من تدفقات نقدية خارجة بقيمة 2.5 مليار دولار منذ بداية العالم، ومع ذلك، تعهد الرئيس التنفيذي "دارا خسروشاهي" بتحقيق أرباح معدلة بحلول العام 2021، وهو مقياس غير محبب للمستثمرين لأنه يستبعد بعض التكاليف.

 

- في الوقت نفسه، انحسرت بعض مزايا المحرك الأول للأعمال، حيث أصبح بمقدور السائقين تشغيل أكثر من تطبيق لمشاركة الركوب في نفس الوقت، وانتقاء الرحلات التي يفضلونها، أما في مجال توصيل الطعام فقد أصبحت المنافسة قوية للغاية.

 

- يبدو أن "أوبر" سيكون عليها مواصلة الإنفاق لفترة طويلة من الناحية النظرية على الأقل، لكن في الممارسة العملية، ربما يضيق المستثمرون ذرعًا ويطالبون الشركة بوقف مغامراتها (مثل مشروع الدرجات الكهربائية) للتركيز على تحقيق أرباح حقيقية.

 

 

- حققت وحدة مشاركة الركوب التي تشكل 80% من أعمال الشركة 1.5 مليار دولار من الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب والإهلاك خلال فترة الاثني عشر شهرًا المنتهية في الثلاثين من سبتمبر، في حين سجلت "أوبر إيتس" خسائر 1.2 مليار دولار على نفس المقياس.

 

- أداء أعمال توصيل الطعام ليس مفاجئًا في ظل المنافسة الشرسة مع شركات مثل "دوور داش" و"بوست ميتس"، إضافة إلى "جراب هاب" التي خسرت 40% من قيمتها السوقية في أواخر أكتوبر بعد النتائج المخيبة للآمال والتوقعات الضعيفة بفعل المنافسة.

 

التحول بدأ بالفعل.. لكن ببطء

 

- قال الرئيس التنفيذي "دارا خسروشاهي" إن "أوبر" ستنافس في نهاية المطاف في أسواق توصيل الطعام بقوة تمكنها من اعتلاء المرتبة الأولى أو الثانية في السوق، لكنه أضاف في السياق ذاته أنه لا يتوقع ترشيد الإنفاق على المدى القريب.

 

- مقابل كل دولار من الإيرادات حققته الشركة في التسعة أشهر الأولى من هذا العام، خسرت عمليات "أوبر" 25 سنتًا نقدًا، وهو معدل مرتفع لخروج الكاش من الشركة ولا يجعل عملية التحول سهلة.

 

- السؤال المهم هنا، هل يمكن للمستثمرين الانتظار لوقت طويل، خاصة بعدما حازت "أوبر" و"ليفت" على لقب الأسوأ في الاكتتاب العام لشركات التقنية هذا العام، ومع تبني المستثمرين مواقف أكثر صرامة تجاه الشركات الخاسرة للأموال بعد فشل اكتتاب "وي ورك".

 

 

- ربما يكون هناك مبرر للرضا والانتظار، حيث يرى معلقون أن "أوبر" تعمل حاليًا على كبح سياسة التوسع، وهو ما يعكسه ارتفاع إيرادات الربع الثالث من أعمال مشاركة الركوب باستثناء حوافز السائقين بنسبة 23%، مرتدة من التباطؤ.

 

- كبح التوسع وسرعة نمو الإيرادات في الأعمال الرئيسية، يعكسان رفع "أوبر" لأسعار المستهلكين أو خفض الحوافز أو التعديلات الأخرى التي من شأنها تعزيز الإيرادات، سواء من عمليات مشاركة الركوب أو توصيل الطعام.

 

- في الحقيقة، رغم الخوف من طول انتظار المستثمرين حتى بدء تحقيق الأرباح، يقول المحللون إنه إذا حدث ذلك بالفعل في عام 2021 كما تعهد الرئيس التنفيذي للشركة، فسيكون مبكرًا أكثر مما توقعوا.

 

سيكون على الشركة كبح طموحها

 

- تطمح "أوبر" في التحول إلى تطبيق فائق، أو كما يقول مدير الإنتاج "مانيك غوبتا": نريد حقًا أن نصبح النظام المشغل للحياة اليومية للمرء، بمعنى أن نصبح منصة واحدة للنقل واحتياجات التجارة اليومية، يمكننا تقديم تجربة شاملة وتلبية حاجة المستهلك.

 

- لكن النهج الأخير للشركة ربما يعطل هذا الطموح لبعض الوقت، "أوبر" قدمت أداءً مذهلًا كي تنمو من مجرد شركة ناشئة صغيرة إلى اسم عالمي كبير خلال عشر سنوات فقط، لكن في الوقت الحاضر هناك الكثير من الأسهم التي حققت نموًا مذهلًا وأصبح بمقدورها كسب المال أخيرًا، وهو ما تحتاجه "أوبر".

 

 

- يريد المستثمرون لشركة شابة مثل "أوبر" أن تواصل النمو، لكن ليس عن طريق الإنفاق غير المستدام أو المغامرات المالية المتهورة ودون انتظار طويل قد يزيد من الضغوط عليهم، فقبل عام قدرت قيمة الشركة بنحو 120 مليار دولار ثم انخفضت إلى 75 مليار دولار عند الاكتتاب.

 

- ستكون "أوبر" أمام اختبار صعب لتحقيق الربحية بعد توسعها بالفعل في أجزاء كبيرة من العالم وفي مجالات مختلفة، حيث يعيق ذلك عملية تحسين الأوضاع المالية للشركة بسرعة للتحول من مطاردة النمو إلى ملاحقة الأرباح.

 

المصادر: الجارديان، بلومبيرغ، وول ستريت جورنال، موقع سي نت

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.