أصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط الخام بمعدل تجاوز 12 مليون برميل يوميًا، بفضل طفرة الأعمال الصخرية والنشاط المتسارع للحفارين على مدار السنوات القليلة الماضية في مناطق مثل الحوض البرمي، والذي تعول عليه أمريكا لإضافة المزيد من الإنتاج مستقبلًا.
في تقريرها السنوي عن آفاق سوق النفط، قالت "أوبك" إنها تتوقع تراجع إمداداتها إلى 32.8 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2024 من 35 مليون برميل هذا العام، في حين ستزداد إمدادات الدول غير الأعضاء بالمنظمة.
أضافت "أوبك" في تقريرها أن البلدان غير العضوة ستزيد إنتاجها إلى 72.2 مليون برميل يوميًا خلال الخمسة أعوام القادمة من 64.4 مليون برميل حاليًا، بفضل طفرة النفط الصخري في أمريكا، متوقعة أن تشكل الولايات المتحدة 60% من هذا الزيادة.
فترة استثنائية للإنتاج النفطي في أمريكا
- يقول الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط "محمد باركيندو": تم تعديل توقعات الإمدادات من خارج المنظمة بشكل حاد، حيث فاق أداء النفط الصخري التوقعات، ورغم الحديث عن حاجة القطاع لمزيد من الانضباط الإنفاقي، فإن احتمالات النمو لا تزال قوية بفضل تحسن الكفاءة والتقنية.
- في عام 2018، استوردت الولايات المتحدة 9.94 مليون برميل يوميًا من النفط من 90 دولة تقريبًا، وشكل الخام 78% من إجمالي الواردات، لكنها في العام ذاته صدرت 7.60 مليون برميل يوميًا (27% منها خام) إلى 190 دولة وأربع مناطق تابعة لها.
- تساعد طفرة النفط الصخري الولايات المتحدة على نحو متزايد في تعزيز الصادرات وتقليل الاعتماد على المصادر الخارجية، ووفقًا لتقديرات إدارة معلومات الطاقة، بلغ إنتاج البلاد من الخام الصخري نحو 6.5 مليون برميل يوميًا خلال عام 2018.
- هذا الحجم ليس بالهين على الإطلاق، ويعادل نحو 59% من إجمالي إنتاج البلاد خلال العام الماضي، وفي حين أنه من الصعب تحديد كميات النفط التي يتم إنتاجها في الولايات المتحدة وتوجيهها إلى السوق المحلي، فقد كان جليًا خلال السنوات الماضية أن الصادرات النفطية تتزايد، ما يدفع صافي الواردات للتراجع.
- على مدار عام 2018، بلغ إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام 11 مليون برميل يوميًا تقريبًا، ووفقًا لأحدث البيانات الرسمية، فإنه وصل خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى 12.6 مليون برميل، لكن هذا على الصعيد المحلي فقط، فماذا على الصعيد العالمي؟
ماذا عن إنتاج الشركات الأمريكية؟
- لدى الولايات المتحدة شركات نفط عملاقة تعمل في مناطق مختلفة من العالم، وتتحكم في كميات هائلة من النفط الخام والغاز الطبيعي، ورغم أنه من الصعب إحصاء مقدار ما تتحكم به هذه الشركات، فمن الممكن إلقاء نظرة على إنتاجها.
- من بين أكبر 10 شركات منتجة في العالم (تتصدرها "أرامكو") والتي تنتج معًا 34.37 مليون برميل يوميًا، يوجد شركتان أمريكيتان في المرتبة السادسة والتاسعة هما "إكسون موبيل" و"شيفرون" وتنتجان معًا 4.13 مليون برميل يوميًا.
- مقارنة بإجمالي الإنتاج العالمي المقدر بنحو 94.7 مليون برميل، فإن الشركتين الأمريكيتين الأكبر في الولايات المتحدة تشكلان 4.4% من الإمدادات العالمية، وهي نسبة قد لا تبدو كبيرة حال مقارنتها بـ"أرامكو" على سبيل المثال.
- مع ذلك، فعندما يتعلق الأمر بإنتاج النفط الخام، فإن جميع الإمدادات تقريبًا في الولايات المتحدة، والبالغة 12.6 مليون برميل يوميًا، تُنتج بواسطة شركات أمريكية.
- إلى جانب "إكسون" و"شيفرون"، هناك شركات أمريكية ضخمة أخرى تمتلك أعمالًا في بلدان مختلفة من العالم، وعلى رأسها "كونوكوفيليبس" و"أوكسيدنتال" و"إي أو جي ريسورسيز" و"أناداركو" و"ماراثون" و"فالكو" و"ديفون إنرجي".
ماذا عن الاحتياطيات؟
- يمكن النظر في قدرة الولايات المتحدة النفطية أيضًا عن طريق الاحتياطيات المؤكدة للشركات الكبرى، والتي تشمل احتياطياتها في الولايات المتحدة وجميع أنحاء العالم، حيث تمتلك أكبر 8 شركات أمريكية ما يقرب من 44 مليار برميل.
الاحتياطيات النفطية المؤكدة لأكبر شركات النفط الأمريكية |
||
الترتيب |
الشركة |
حجم الاحتياطيات (مليار برميل) |
01 |
إكسون موبيل |
24.30 |
02 |
شيفرون |
12.10 |
03 |
أوكسيدنتال |
2.80 |
04 |
ديفون إنرجي |
1.90 |
05 |
أناداركو |
1.47 |
06 |
ماراثون أويل |
1.28 |
07 |
فالكو |
0.005 |
08 |
إي أو جي ريسورسيز |
0.003 |
- في المقابل تتجاوز احتياطيات "أرامكو" المؤكدة 260 مليار برميل، وتمتلك "روسنفت" الروسية 44 مليار برميل، في حين لدى "بي دي في إس إيه" الفنزويلية نحو 300 مليار برميل من النفط.
- حتى مع الحجم الضخم لشركة "إكسون"، فإن احتياطيات الولايات المتحدة لا تشكل سوى جزء صغير من نفط العالم المقدر بنحو 1.73 تريليون برميل، أو ما نسبته دون 3% من إجمالي موارد النفط المؤكدة في العالم.
- مع ذلك، فإن المنتجين الأمريكيين يتمتعون بنفوذ عالمي كبير، كونهم يتحكمون في إنتاج 15% من النفط على مستوى العالم، وبما أن الولايات المتحدة شكلت 98% من نمو الإنتاج النفطي العالمي في 2018، ومن المرجح استمرار هذا الاتجاه، فإن تأثيرها سيكون أكثر رسوخًا خلال السنوات المقبلة.
المصادر: أويل برايس، بزنس إنسايدر، موقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}