ساعدت شركتا "آبل" و"مايكروسوفت" في دفع مؤشر "داو جونز" الصناعي أعلى 28 ألف نقطة للمرة الأولى في تاريخه خلال نوفمبر، في حدث يعكس مدى قوة وتأثير أكبر شركتين في الولايات المتحدة على مؤشرات سوق الأسهم الرئيسية.
بفضل التفاؤل حيال احتمالات إبرام اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين والنمو القوي لأرباحهما، ساهمت الشركتان في تعزيز أداء قطاع التقنية الأوسع نطاقًا بينما تتنافسان في ما بينهما على لقب أكبر شركة أمريكية.
وارتفع سهم "آبل" بنسبة 66% هذا العام، ما دفع قيمتها السوقية إلى 1.16 تريليون دولار متفوقة على "مايكروسوفت"، ومستفيدة من النمو القوى للإيرادات في الأعمال والخدمات بعيدًا عن "آيفون"، ما أثار حماس المستثمرين تجاه السهم.
أما عن "مايكروسوفت" فرغم فقدانها لصدارة الشركات الأكثر قيمة في السوق، إلا أنها لا زالت تحظى بأداء مميز للغاية هذا العام، حيث ارتفع سهمها بنسبة 47%، ليمنحها قيمة سوقية تتجاوز 1.14 تريليون دولار، مستفيدة بشكل أساسي من نمو أعمال الحوسبة السحابية.
رهان كبير وآفاق واعدة
- قبل التطرق إلى "ما فعلته الشركتان" يبدو أن "ما ستفعلانه" هو ما يبهج المستثمرين، الذين يراهنون على مستقبل السهمين على الأقل خلال المديين القصير والمتوسط، مع توقعات بأداء مميز لـ"آبل" من حيث الإيرادات، وهيمنة لـ"مايكروسوفت" في بعض المجالات.
- يبدو أن خطط "آبل" لتنويع مصادر الإيرادات تمضي بثبات نحو النجاح بحسب محللي "ماركت رياليست" لأبحاث السوق، مستشهدين بتقرير لـ"بلومبيرغ"، قال إن مبيعات الشركة من سماعات "إيربود" سترتفع إلى 60 مليون وحدة هذا العام من 35 مليونًا في 2018.
- هذا يعني أن مبيعات الشركة من السماعات اللاسلكية ستعادل 12 مليار دولار هذا العام، علاوة على توقعات بارتفاع شحنات الساعات الذكية بنسبة 10.8% إلى 51 مليون وحدة، لتسجل مبيعات قدرها 23 مليار دولار، وإجمالًا سيسجل المنتجان 35 مليار دولار من المبيعات.
- بالنسبة لـ"مايكروسوفت" التي سجلت إيرادات قدرها 33.1 مليار دولار خلال الربع الماضي بزيادة سنوية قدرها 14%، وبدعم من أعمال الحوسبة التجارية التي زادت إيراداتها بنسبة 36% إلى 11.6 مليار دولار، فمن المتوقع نمو إيراداتها إلى ما يزيد على 35 مليار دولار في الربع الجاري.
- في مذكرة بحثية، قال المحلل لدى "ستيفل نايكولاوس" للخدمات المالية، "براد ريباك" إن أعمال الحوسبة السحابية لـ"مايكروسوفت" ستحقق إيرادات سنوية تتجاوز 90 مليار دولار بحلول عام 2023، وذلك رغم استئثار "أمازون" بالحصة الأكبر من السوق (48% مقابل 16% لـ"مايكروسوفت").
نتائج أفضل من المتوقع
- مع تأثر قطاع الطاقة في مؤشر "إس آند بي 500" بالسوق الأوسع نطاقًا بسبب ركود أسعار النفط والغاز، أصبحت "آبل" و"مايكروسوفت" معًا، أكبر حجمًا من هذا القطاع، الذي يضم "إكسون موبيل" و"شيفرون" وتراجع بنسبة 9% العام الماضي.
- كما تجاوز الثنائي التقني الحجم الكلي للشركات المدرجة بمؤشر "روسل 2000"، ومعًا تعد "آبل" و"مايكروسوفت" أكبر من 197 شركة مدرجة بمؤشر "إس آند بي 500" مجتمعة، كما أنهما تجاوزتا قطاعات السلع والمواد والعقارات والمرافق العامة المدرجة بالمؤشر.
- خلال الربع الماضي، بلغت أرباح "آبل" 13.7 مليار دولار، أو 3.03 دولار للسهم، مقارنة بتوقعات رجحت بلوغها 2.84 دولار للسهم، فيما بلغت أرباح "مايكروسوفت" 10.7 مليار دولار أو 1.38 دولار للسهم، مقارنة بتوقعات أشارت إلى 1.25 دولار للسهم.
- كانت مبيعات "آيفون" الأفضل من المتوقع وكان ذلك سببًا أيضًا في تفاؤل المستثمرين، لكن "مايكروسوفت" هي من حصلت على حزمة من الأخبار الجيدة، مثل فوزها بعقد قيمته 10 مليارات دولار لتقديم خدمات الحوسبة السحابية لوزارة الدفاع الأمريكية، بعد منافسة مع "أمازون".
- كما منحت وزارة التجارة الأمريكية "مايكروسوفت" ترخيصًا يسمح لها بتصدير برامجها ومنتجاتها إلى شركة "هواوي" الصينية، وازداد التفاؤل حيال آفاق أعمال الشركة، بعدما كشفت بيانات حديثة، تجاوز عدد مستخدمي تطبيق "تيمز" للدردشة الجماعية 20 مليون شخص بزيادة 50% منذ يوليو.
الأفضل في قطاعهما
- استفادت "آبل" بشكل كبير من المكاسب الثابتة للإيرادات في أمريكا الشمالية والجنوبية، ما يعكس الاتجاه الأوسع للإنفاق الاستهلاكي المحلي القوي في هذه المناطق، والذي يعزز قيمة الأسهم حتى مع ركود النشاط الاقتصادي في أماكن أخرى.
- ارتفعت مبيعات "آبل" في الأمريكتين على مدار ثلاث سنوات متتالية حتى سبتمبر الماضي، ما ساعد الشركة على تعويض الانخفاض الذي سجلتها المبيعات في مناطق أخرى رئيسية مثل أوروبا والصين وهونغ كونغ وتايوان.
- تفوقت شركتا التقنية على أقرانهما مثل "أمازون" و"ألفابت"، اللتين تخلفتا عن الركب وسط مخاوف من ارتفاع التكاليف وتشديد القواعد التنظيمية، حيث ارتفع سهم الأولى بنسبة 16% منذ بداية العام، وزاد سهم الثانية بنسبة 24%، بفارق قدره 250 مليار دولار من القيمة السوقية خلف "آبل" و"مايكروسوفت".
- يتجه سهما "آبل" و"مايكروسوفت" نحو تحقيق أفضل أداء سنوي لهما منذ عام 2009، لكن يسير سهم مطورة نظام "ويندوز" نحو تحقيق ثامن ارتفاع سنوي له على التوالي، رغم تراجع مؤشر "إس آند بي 500" في عامي 2015 و2018.
المصادر: وول ستريت جورنال، ماركت رياليست، بزنس إنسايدر، أرقام، ذا موتلي فول
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}