فقدت مجموعة من أفضل الشركات في وادي السليكون والتي كثر الحديث عن ثورية منتجاتها، بما في ذلك "أوبر تكنولوجيز" و"وي ورك" ما قيمته 100 مليار دولار هذا العام، ما دفع العديد من الرؤساء التنفيذيين إلى الحديث عن الربحية بدلًا من النمو مع تزايد مخاوف المستثمرين المغامرين.
خلال الأسابيع الأخيرة، تم خفض قيمة مقدم خدمات اشتراكات السيارات "فير" وشركة البرمجيات "إوي باث"، فيما اتجه مؤجر السكوترات "ليم" إلى إعادة تنشيط عملياته، ليثبت للمستثمرين قدرته على جني الأرباح.
وعلى صعيد الطروحات العامة الأولية، فإن أكبر خمس عمليات في الولايات المتحدة هذا العام، والتي شملت جميعها شركات "يونيكورن"، شهدت تراجعًا في قيمة الأسهم المطروحة بمتوسط 24% منذ الإدراج في البورصة.
وعلى سبيل المثال، هبط سهم "سمايل دايريكت كلوب"، وهي شركة ناشئة تنتج أدوات تقويم الأسنان، بنحو 60% منذ إدراجه في البورصة خلال سبتمبر الماضي، وفقدت الشركة 5 مليارات دولار من قيمتها السوقية.
الجميع متفاجئ
- يقول "كريس دوفوس" المؤسس المشارك لشركة "أهوي كابيتال" التي تستثمر في الشركات الناشئة: لقد كنا في منتصف حفل استمر خمس سنوات، وشخص ما أطفأ النور، نحن جميعًا نحاول التكيف مع الظلام ولا أحد يعلم كيف سيمضي باقي الليل، هذا هو شعور وادي السيليكون الآن.
- يرى المستثمرون أن صناعة الشركات الناشئة غارقة في السيولة النقدية، ومع بقاء أسعار الفائدة منخفضة تاريخيًا، فمن غير المرجح حدوث أي تراجع حاد آخر في الأسواق الخاصة، ومع ذلك، فإن حجم القيمة الضائعة مؤخرًا يلقي بظلال من عدم اليقين على صناعة الاستثمار المغامر.
- استحوذت "وي ورك" التي ألغت خططها لطرح الأسهم في سبتمبر بعد رفض المستثمرين السعر المرتفع والحوكمة المشكوك بها، على قدر هائل من اهتمام الأسواق، لكن تجربتها المريرة التي انتهت بالإطاحة بمؤسسها ورئيسها التنفيذي "آدم نيومان" أدت إلى موجة من المراجعة لتقييم الشركات.
- منذ بداية الربع الرابع، تم تسعير ثلاثة من أربعة أسهم تم إدارجها حديثًا دون متوسط النطاق المستهدف من قبل البنوك الاستثمارية، مقارنة بنسبة بلغت أقل من واحد إلى ثلاثة خلال الفصول الماضية من العام الجاري.
- على الأرجح، جاء التحول الأخير في المعنويات متأخرًا لفترة طويلة، بالنظر إلى أن الشركات كانت تخسر مليارات الدولارات سنويًا ومع ذلك تم منحها قيمًا مرتفعة للغاية، وبعد فوات الآوان أدرك المستثمرون أنها خرجت عن السيطرة.
الأثر السلبي يمتد إلى الأسواق العامة
- يقول المستثمرون المغامرون ومستشارو الشركات الناشئة إن صفقات التمويل باتت تستغرق وقتًا أطول، وعلى سبيل المثال، فإن الصفقات الخاصة بشركات التقنيات الاستهلاكية التي كان يتم إغلاقها خلال أسبوع أو إثنين قبل ستة أشهر، تستغرق الآن شهرًا وربما أكثر.
- يقول "آدم إبشتاين" الذي يقدم المشورة إلى كبار التنفيذيين ومجالس الإدارات: عندما تقول شركة ناشئة إنها تخطط لجمع ما بين 80 مليون و100 مليون دولار، يتم إخبارها من قبل المستثمرين الآن بأن عليها توقع ما بين 20 مليون إلى 30 مليون دولار فقط.
- انخفض عدد جولات التمويل التي تجمع من خلالها شركات "يونيكورن" الناشئة الأموال، بجانب متوسط القيمة الدولارية لهذه الجولات، إلى أدنى مستوى منذ منتصف عام 2018، خلال الربع الثالث من هذا العام، وفقًا لبيانات "بيتش بوك".
- بعد تدخل "سوفت بنك" لإنقاذ "وي ورك" قدرت قيمة الأخيرة بنحو 8 مليارات دولار مقارنة بـ47 مليار دولار في الجولة التمويلية الأخيرة، ومع ذلك، فإن المخاوف بشأن الشركات الناشئة المستهلكة للكاش لم تنحسر داخل الأسواق الخاصة فقط وانتقلت إلى نظيرتها العامة.
- هبطت قيمة "أوبر" عن مستوى الطرح العام في مايو بنحو 32 مليار دولار، وكذلك فقدت منافستها "ليفت" 10 مليارات دولار منذ مارس، وكانت سلسلة الاكتتابات العامة في الولايات المتحدة هذا العام هي الأقل ربحية منذ فقاعة "دوت كوم".
- يقول الرئيس التنفيذي لشركة مشاركة السيارات الناشئة "تور"، "أندريه حداد": أعتقد أن الأسواق لم تعد متسامحة مع الشركات التي تستهلك الكثير من الكاش ولا تظهر تغيرات جوهرية في هوامش ربحها، إذا كنت في هذا المعسكر فعليك التغيير.
الأساسيات تحسم اختيار المستثمرين
- راهنت العديد من الشركات على الرسائل الجذابة في عروضها الترويجية للاكتتاب العام، لكن يبدو أن التوجه الجديد لدى المستثمرين للتركيز على الأساسيات قد أخذ هذه الشركات على حين غرة، في تحول يعكس رغبة الأسواق في الحد من المخاطرة.
- يقول العضو المنتدب لشركة "إنسيت بارتنرز" للاستثمار المغامر "لون جافي": إذا كنت تعتقد أن السوق سيوفر لك رأس مال رخيص بشكل لا يصدق حتى إن كانت قصتك فوضوية، فهذا الأمر قد انتهى؛ لا يعني ذلك أنه لا توجد شركات جيدة، لكن ما يحدث أن التسعير أصبح أكثر دقة.
- هذه التحولات تقود الشركات الناشئة إلى إعادة النظر في أعمالها خوفًا من غضب السوق، ومؤخرًا قالت شركة السجائر الإلكترونية "جوال لابس" التي احتلت المرتبة الثانية بعد "وي ورك" من حيث القيمة في السابق، إنها ستخفض القوى العاملة لديها بنسبة 16%.
- "وي ورك" نفسها أعلنت عن خطة لخفض 2400 وظيفة من أصل 12.5 ألف وظيفة على مستوى العالم، في إطار سعيها إلى الحد من التكاليف والتركيز على الأعمال الأساسية، وجعل النشاط التجاري أكثر فعالية.
- خلال اجتماعات شركات رأس المال المغامر على مدى الشهرين الماضيين، أعرب عدد من الشركاء عن مخاوف إزاء قدرتهم على استرداد الأموال التي يستثمرونها في الشركات الناشئة، لا سيما بعد تراجع عدد الطروحات العامة الأولية.
- وفقًا لشركة الأبحاث وإدارة الصناديق "رينيسانس كابيتال" تراجعت الاكتتابات العامة الأولية في الولايات المتحدة بأكثر من الثلث في الربع الثالث من هذا العام، مقارنة بما كانت عليه في الربع الثاني.
المصادر: وول ستريت جورنال، فايننشال تايمز، بزنس إنسايدر، أرقام
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}