نبض أرقام
10:34 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/10/02
2024/10/01

هل ما زال الاقتصاد عامل الحسم في الانتخابات الأمركية؟

2019/12/06 أرقام - خاص

منذ رفعت حملة الرئيس الأمريكي الأسبق، "بيل كلينتون"، الانتخابية شعار "إنه الاقتصاد أيها الغبي" في مواجهة الانتصارات السياسية لخصمه في الانتخابات "جورج بوش" الأب، أصبحت أهمية الجانب الاقتصادي أكثر وضوحًا وتأثيرًا على الانتخابات الأمريكية، ليثار التساؤل ذاته مجددا حول تأثير الاقتصاد على انتخابات العام المقبل.

 

 

جدل أمريكي

 

ولعل هذا هو ما دفع قناة اقتصادية مثل "سي.إن.بي.سي" لنشر تقرير بعنوان "الأمر لم يعد حول الاقتصاد أيها الغبي"، بينما قدمت "نيويورك تايمز" رؤية مغايرة، من خلال تقرير حول "لماذا لا يزال الاقتصاد هو العامل المؤثر على الانتخابات الأمريكية؟"، ليتأكد وجود جدل أمريكي قوي حول هذا الأمر.

 

فالاقتصاد الأمريكي شهد بلا شك حالة من الانتعاش الجيد خلال العامين الماضيين بالذات، دفع 71% من الجمهوريين للاعتقاد بأن الاقتصاد سيبقى "قويًا" و"متماسكًا" خلال عام 2020، وفقًا لاستطلاع نشرته "نيويورك تايمز"، بيّن أن ذلك سيدفعهم للتصويت للرئيس الحالي "دونالد ترامب" في مواجهة منافسه الذي لم يتحدد بعد.

 

وفي المقابل، يعتقد 15% فقط من الديمقراطيين أنه سوف يواصل تقديم أداء جيد خلال العام المقبل، ويرى 42% منهم أن الاقتصاد سيعاني كثيرًا، بينما تصل نسبة من يعتقدون أن الاقتصاد سيكون أفضل بين المستقلين إلى 32% وتبلغ نسبة من يعتقدون أنه سيصبح أسوأ 22%.

 

وعلى ذلك فإن النسبة الغالبة من الأمريكيين (39%) تؤمن بتحسن الاقتصاد، بينما يخشى 24% تدهوره لتبقى النسبة الباقية (37%) محايدة، بما يؤشر لدعم الاقتصاد الأمريكي لـ"ترامب" في الانتخابات المقبلة، ولكن الأمر لا يقتصر على ذلك.

 

تهديد حالي

 

وفقًا لموقع "فورتشن" فإن "ترامب" مهدد بفعل تراجع أو ثبات مستويات المعيشة لقرابة 60% من الأمريكيين ليبدو الأمر الأهم الوضع الحالي للاقتصاد وليس الوضع المستقبلي، حيث لم تسهم التخفيضات الضريبية إلا في زيادة طفيفة للغاية لأجور الطبقات الأفقر، في مقابل مساعدة الطبقات الأغنى.

 

 

واللافت هنا أن عددًا من المرشحين الديمقراطيين استغلوا هذه الحقيقة وذلك باقتراح برامج رعاية صحية موسعة تستغل تفاقم مثل تلك المصروفات على الأمريكيين العاديين، حتى أن اقتراحات بعضهم قد تصل إلى حد تكلفة الميزانية الأمريكية 30 تريليون دولار على مدى العقد المقبل.

 

ويشير الموقع أيضًا إلى أن الاقتصاد الأمريكي أصبح مهددًا بما يشبه بركود عام 1990 الذي ساهم بشدة في هزيمة "بوش" أمام "كلينتون"، لا سيما مع استمرار الضبابية حول الاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين، مع تقدير نسبة حدوث ركود ولو قصير المدى العام المقبل بنسبة 60% حسابيًا.

 

"الشعور" بالاقتصاد

 

وعلى الرغم من ذلك ترى قناة "سي.إن.بي.سي" في تقرير نُشر على موقعها الإلكتروني أن الاقتصاد لن يكون العنصر الحاسم في الانتخابات المقبلة إلا إذا شهدت البلاد ركودًا صريحًا، حيث إن قرابة ثلثي الأمريكيين يعتقدون أن عوامل أخرى خلافًا للسياسة ستكون حاسمة في تقرير المرشح الفائز بالانتخابات الأمريكية، بما في ذلك تطور التحقيقات في عزل "ترامب".

 

ويترافق هذا مع اعتقاد قرابة ثلث الأمريكيين مثلًا بأن إجراءات عزل الرئيس الأمريكي -حتى إذا لم تنته بعزله- سلبية على الاقتصاد، واعتقاد الثلثين بأن الحروب التجارية مع الصين "تضر أكثر مما تفيد"، و72% بأن الولايات المتحدة بحاجة لمراجعة سياستها الضريبية والمتعلقة بمنح القروض.

 

 

وترى "فورين" بوليسي" أنه على الرغم من كافة البيانات الاقتصادية المتاحة إلا أن الأمر يتجه في النهاية إلى "شعور" الأمريكيين بمدى جودة أداء الاقتصاد، سواء من خلال حياتهم اليومية أو من خلال آراء المعلقين، حيث 83% من المصوتين لا يمتلكون فكرة جيدة عن الاقتصاد أكثر مما "يشعرون" به.

 

ولذلك يصعب تقدير تأثير الاقتصاد على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، بسبب ما تصفه بتأثير اعتبره "ترامب" سياسيًا من "غير التقليديين"حيث تزداد في هذه الحالة "التأثيرات الشخصية" للمرشحين عن التأثيرات العملية.

 

المصادر: "فورين بوليسي"، "وول ستريت جورنال"، "فورتشن"، "نيويورك تايمز"، "سي.إن.بي.سي"

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.