يعتبر مشروع طريق الملك عبد العزيز بمكة أحد أهم مشروعات التطوير التنموي، حيث جاء الإعلان عنه استجابة لتطلعات القيادة الرشيدة لطرح الرؤى التنموية اللازمة للارتقاء بالمستوى العمراني والبيئي والاجتماعي في مكة المكرمة وجعلها وجهة عالمية رائدة بتوفير خيارات سهْلة ومُتنوعة للنقل والتسوُّق والإقامة.
وقد بدأ مشروع طريق الملك عبد العزيز بمكة في رسم ملامح العاصمة المقدسة كوجهة عالمية رائدة عبر المخططات العمرانية التي ستغيّر وجه المنطقة المركزية في المرحلة القادمة، فضلاً عن توفيره فرصاً تطويرية عمرانية واستثمارية خارج نطاق منطقة الحرم.
وقد مهّدت هذه الرؤية التنموية التطويرية لإنشاء شركة أم القرى للتنمية والإعمار، التي تأسست في العام 2012م، كشركة مساهمة مغلقة، تضم مساهمين من القطاع الخاص والصناديق السيادية الاستثمارية المملوكة للدولة، تشمل المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، صندوق الاستثمارات العامة، المؤسسة العامة للتقاعد، والهيئة العامة للأوقاف.
يبدأ مشروع طريق الملك عبد العزيز بمكة من حدود الطريق الدائري الثالث من مدخل طريق مكة – جدة السّريع غرباً وحتى الطريق الدائري الأول عند الجهة الغربية لجبل عمر على مشارف الحرم المكي الشريف.
ويبلغ طول المشروع 3,650 متراً وعرض يصل إلى 320 متراً، رابطاً الطرق الدائرية (الأول- الثاني– الثالث) بالشوارع الرئيسية (شارع عبد الله عريف- شارع المنصور). وتبلغ المساحة الكلية للمشروع 1.25 مليون متر مربع، بالإضافة إلى 141,000 متر مربع مساحة مسجد الملك عبد الله على أرض المشروع.
تمكنت شركة أم القرى للتنمية والإعمار- خلال فترة خمس سنوات - من إزالة 3,626 عقاراً ضمن الأحياء العشوائية وهي الحفائر والهنداوية والطندباوي وشارع المنصور ومنطقة جبل غراب وحي الرصيفة وحي الزهارين، بعد حصر عقارات المشروع بالكامل وعمل الرفع المساحي الخاص بها، وإنهاء إجراءات الإفراغات مع الملّاك. وبلغت جُملة التعويضات التي تمّ تسليمها للمستفيدين 10 مليارات ريال حسب توجيهات هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة.
انطلقت أعمال المشروع عام 2015م مع شركة نسما للمقاولات كمقاول رئيسي في تنفيذ مشاريع البنية التحتية. ويسير العمل حالياً على مدار الساعة في جميع مناطق المشروع بشكلٍ متزامنٍ، ويتقدم إنجاز الخبراء والمهندسون للبُنى التحتية على أساسٍ يوميٍ من تمهيد للجبال وأعمال الحفر وتجهيز مسارات قطار المترو بالأنفاق الخرسانية، إلى بناء محطات الحافلات ومواقف السيارات. وبلغت نسبة إنجاز أنفاق ومحطات قطار المترو 99%، ويتوقع الانتهاء من مرحلة البنية التحتية والخدمات العامة بنهاية عام 2021.
ويتكوّن مشروع طريق الملك عبد العزيز بمكة من سبعة مناطق بالإضافة إلى المنطقة الصفرية التي تتضمن الجسور والكباري التي تربط المشروع من المدخل الغربي لمكة المكرمة، تحت اشراف هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة، وتنفيذ الشركة المالكة للمشروع شركة أم القرى للتنمية والإعمار. وتتمثل أبرز مكوّنات المشروع في محطتين لقطار مترو مكة الذي يصل بين المشروع وباقي أجزاء مكة المكرمة، إلى جانب مسار حافلات النقل الترددي الذي يحتوي على 11 محطة للتوقف ومحطتان للحافلات.
يشتمل المشروع على مجموعات من المباني في أجزاء المشروع المختلفة، تتمثل في فنادق عالمية، مثل فندق تاج، وفندق كمبنسكي، وفندق هيلتون، وفندق جراند حياة، إضافة إلى قطاعات سكنية وتجارية ومكتبية وخدمية. وتم بناء المخطط على وجود طريق الحركة الرئيسي باتجاهين بعرض 80 متراً لحركة المركبات. يفصل بين اتجاهي الطريق كتلة عمرانية يمرُّ من خلالها ممرُّ مشاة يصل الزوّار بساحة الحرم من مدخل مدينة مكة المكرمة الغربي بغاية السهولة، ولا يتقاطع مع حركة المركبات، ويتجه نحو مركز الكعبة ليمثّل الامتداد الطبيعي لساحات الحرم المكي الشريف. ويستقبل المشروع نحو 60% من القادمين إلى مكة المكرمة عبر مدينة جدة ومطار الملك عبد العزيز الدولي، إلى جانب القادمين من المدينة المنورة وجدة عبر قطار الحرمين السريع.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}