يعتزم الاحتياطي الفيدرالي ضخ المزيد من النقدية في أسواق المال خلال ما تبقى من عام 2019، في خطوة يهدف من خلالها الحفاظ على استقرار الأسواق، عبر ضمان وفرة السيولة وثبات أسعار الفائدة على التمويل قصير الأجل مع نهاية العام.
في حين من المتوقع أن يبقى الفيدرالي على سعر الفائدة ثابتًا لبعض الوقت، فإنه يستجيب بشكل استباقي للقضايا الفنية في أسواق المال، حيث سيسمح للبنوك بالحصول على قدر أكبر من الأموال قبيل عام 2020 بضمان الأوراق المالية الآمنة مثل سندات الخزانة.
وأعلن الفيدرالي الأسبوع الماضي عزمه ضخ 490 مليار دولار في النظام المالي -عبر سوق الريبو- حتى نهاية عام 2019، في خطوة مفاجئة للأسواق تزامنت مع تزايد المخاوف من توقف البنوك عن منح التمويل قبيل عمليات المراجعة والتدقيق الموسمي في الحادي والثلاثين من ديسمبر.
ما خصوصية نهاية العام؟
- عادة ما ينظر المستثمرون إلى نهاية العام باعتبارها لحظة عصيبة لتأمين التمويل اللازم، حيث تعتبر فترة مراجعة تنظيمية للمصارف، وهو ما يدفع البنوك إلى الاحتفاظ بالأموال بدلًا من تمريرها للأسواق، بهدف البقاء على المخاطر منخفضة في ميزانياتها العمومية.
- هذا الإحجام عن الإقراض سيخلق مشكلة أكبر كونه يتزامن مع الموعد المحدد لسداد دفعات الضرائب الفصلية للشركات، وهو ما يضع ضغطًا أكبر للعثور على التمويل، وقد تتفاقم الأزمة على غرار ما حدث في سبتمبر إذا تصادف ذلك مع طرح وزارة الخزانة لمجموعة من السندات الضخمة.
- حذر بنك التسويات الدولية مؤخرًا من احتمال تكرار اضطرابات سبتمبر مع نهاية عام 2019، فيما قال محللو مصرف "كريدي سويس" إن الفيدرالي قد يضطر لإطلاق جولة رابعة من التيسير الكمي أو سيواجه مشكلات خطيرة في السوق مع نهاية العام.
- بدأ الفيدرالي التدخل في سوق التمويل قصير الأجل في السابع عشر من سبتمبر، بعدما ارتفعت الفائدة على الريبو إلى نحو 10%، بسبب مدفوعات ضرائب الشركات وإجراء مزادات وزارة الخزانة لبيع الديون، علاوة على عدم رغبة البنوك في تقليل احتياطياتها.
- يقول المحلل الاستراتيجي لدى "بي إن أو كابيتال ماركتس"، "جون هيل": يتوقع مجلس الاحتياطي أن يكون هناك طلب على الأموال بهذا القدر الذي أعلن عنه، لذا فهو يرغب في تغطيته، أو على أقل تقدير هو يسعى لطمأنة الأسواق بأنه لن يخفف تدخلاته.
رسالة الفيدرالي كانت ناجحة
- يجري الفيدرالي اتفاقيات إعادة الشراء "الريبو" بغرض الحفاظ على أسعار الفائدة قصيرة الأجل وتعزيز احتياطيات البنوك، وعلى الرغم من أن الأسواق هدأت منذ اضطراب سبتمبر، لا تزال هناك مخاوف بشأن نهاية العام ويواصل المشاركون في السوق الإقبال على عروضه لإعادة الشراء.
- بالإضافة إلى عمليات إعادة الشراء قصيرة الأجل، يشتري الاحتياطي الفيدرالي سندات الخزانة من البنوك في محاولة للتأكد من أن سعر الفائدة الرئيسي على الأموال، والذي يستخدم كنقطة مرجعية لأسعار الاقتراض قصير الأجل، باق ضمن النطاق المستهدف 1.50% و1.75%.
- إن تدخلات الفيدرالي في سوق التمويل ليست جديدة، لكنها كانت غائبة منذ قبل الأزمة المالية، حينما أدار البنك المركزي الأمريكي مستويات سعر الفائدة عبر معاملات إعادة الشراء، لكنه توقف لأن برنامج التحفيز النقدي الذي أطلقه بعد ذلك وفر للبنوك احتياطيات نقدية ضخمة.
- في النصف الأول من ديسمبر، وفر الفيدرالي 219 مليار دولار من السيولة قصيرة الأجل عبر عمليات إعادة الشراء، ويقول مصرف "بنك أوف أمريكا" إنه نظرًا لهذه الاستجابة القوية من البنك المركزي، فإن التقلبات المتوقعة ستكون أقل بكثير.
- يضيف محللو المصرف في مذكرة لهم: على الأرجح سيرتفع سعر الفائدة على الريبو ليلة واحدة بمقدار 0.1% عن معدل الفائدة الرئيسي خلال فترة نهاية العام، والسبب وراء عدم توقع ضغوط كبيرة جديدة هو إشارات الفيدرالي المطمئنة منذ سبتمبر.
المصادر: بارونز، بلومبيرغ، سي إن بي سي
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}