نبض أرقام
00:25
توقيت مكة المكرمة

2024/07/12
2024/07/11

بخلاف الاعتقاد السائد .. فصل الأعمال التجارية لا يخلق قيمة للمساهمين دائمًا

2019/12/21 أرقام

في سبتمبر الماضي، أعلنت شركة المعدات الزراعية "سي إن إتش إندستريال" التي تسيطر عليها عائلة "آجنيلي" الإيطالية، خطة لفصل أعمال وحدة الشاحنات "إفيكو" في شركة مستقلة، كجزء من خطة مدتها خمس سنوات بهدف مضاعفة الأرباح.

 

 

وقالت الشركة إن العلامات التجارية للمركبات "إفيكو" و"إفيكو باص" و"هيوليز" سيتم فصلها في كيان مستقل تصل إيراداته إلى 13 مليار دولار بحلول عام 2021، على أن تظل أعمال الجرارات ومعدات البناء والشاحنات الخاصة في كيان آخر، تصل إيراداته إلى 16 مليار دولار سنويًا.

 

وتعد هذه الخطوة جزءًا من خطة الرئيس التنفيذي السابق لشركة "فيات كرايسلر"، "سيرجيو مارشيوني"، الذي فصل كلًا من "سي إن إتش" و"فيراري" عن صانعة السيارات، ما ساهم في خلق قيمة هائلة للأعمال التجارية.

 

الاعتقاد السائد

- تهدف خطة الصانع الأوروبي البالغة مدتها 5 سنوات لزيادة هامش الربح إلى 10% بحلول عام 2024، أي أكثر من ضعفي المستوى الحالي.
 

- مثل هذه الخطة الطموحة لـ"سي إن إتش" ربما تبرر مساعي الشركات والكيانات التجارية الضخمة لفصل أعمالها، فقد كانت مستويات الانفصال في قطاع الأعمال تاريخية خلال العقد الماضي، ونادرًا ما أصبح هناك تكتل تجاري يواصل أعماله دون عملية فصل أو بيع لبعض الأصول.
 

- الشركات التي لديها أقسام ووحدات وفروع عديدة، قد يصعب عليها إيلاء الاهتمام الإداري والموارد الكافية لدفع هذه الأعمال الكثيرة نحو النمو والازدهار، وربما يحدث تعارض بين إدارة الشركة الأم ونظيرتها في الكيان التابع، خاصة في الأمور المالية والتشغيلية والاستراتيجية.



 

- في هذا السيناريو، تؤدي عمليات الفصل إلى الحد من تعارض الإدارات، عبر تمكين المديرين من عناصر وإمكانيات الشركة، علاوة على بعض المزايا الضريبية المحتملة لهذا الإجراء. (للاطلاع بشكل مفصل على مزايا ممارسة "فصل الأعمال" من هنا).
 

- الاستقلالية في اتخاذ القرار وتعزيز قدرة الإدارة على الابتكار والتحرك سريعًا، هي مميزات تحفز فصل الشركات، لكن الأمور لا تمضي على هذا النحو دائمًا ببساطة، وقد تسلك مسارًا مدمرًا للأعمال التجارية.

 

طريقتان لفصل الشركات
 

- الأولى عبر فصل الأعمال الأساسية، بحيث يمكنها أن تلمع وتنتعش عملياتها دون أن تتأثر بأداء الوحدات الأقل كفاءة، أو بتحرير هذه الوحدات الأقل كفاءة لضمان تحسنها، وإذا أمكن، يتم التخلص معها من بعض الالتزامات أو ضمان الحصول على أرباح لفترة أطول من خلالها.
 

- بعد فصل أعمال الشواحن التوربينية من شركة "هانيويل إنترناشونال" الأمريكية في العام الماضي، أقامت الشركة المنفصلة في أوائل ديسمبر، دعوى قضائية ضد الشركة الأم السابقة لها بسبب ما تزعم أنه اتفاق تعويض قمعي وغير معقول أثقلها بالالتزامات.
 

- أراد المستثمر الناشط "ثيرد بوينت" أن تتخذ "هانيويل" المسار الأول وتنشئ وحدة لأعمال الفضاء، لكن الرئيس التنفيذي "داريوس أدامزيك" قرر فصل أعمال الشواحن التوربينية المضطربة "غاريت" وكذلك أعمال أجهزة تنظيم الحرارة المنزلية "رسيديو تكنولوجيز".



 

- كان اختيار "أدامزيك" صحيحًا وصحيًا لشركة "هانيويل"، حيث نمت أعمال الفضاء بشكل أسرع، وبفضل التخلص من أعباء العمليات ذات الهوامش المنخفضة، أصبحت الشركة أكثر ربحية.
 

- المكسب الجانبي لعمليتي الفصل، أن الشركتين المستقلتين حديثًا تحملتا 2.8 مليار دولار من الديون، ما سهل على "هانيويل" توزيع الكاش لديها، إلى جانب إبرام اتفاقيتي تعويض عن الالتزامات القديمة، والتي تلزمهما بدفع 315 مليون دولار سنويًا لـ"هانيويل".

 

الفصل ليس جيدًا للجميع
 

- ما كان جيدًا لـ"هانيويل" كان سيئًا لهاتين الشركتين، حيث انخفض سهم "رسيديو" بنسبة 63% في غضون شهرين منذ إدراجه خلال أكتوبر الماضي، فيما انخفض سهم "غاريت" بنسبة 40%، ما يعكس خيبة الأمل في الأرباح، ويثبت أن هذه الأعمال لم تكن جذابة لـ"هانيويل" في المقام الأول.
 

- كانت "غاريت" مسؤولة عن 90% من النفقات التي تكبدتها "هانيويل" والمرتبطة بالتزامات التعويض عن إصابات العمل على مدى الثلاثين عامًا القادمة، وتمتلك "هانيويل" حق تحديد كيفية إنفاق هذه الأموال على التسويات والدعاوى القضائية.
 

- وفقًا للمحلل لدى "غوردون هاسكيت"، "جون إنش" فإن قيمة هذه المدفوعات المستقبلية بلغت نحو ملياري دولار، وهو ما يعادل أكثر من ضعفي القيمة السوقية لـ"غاريت"، لكنه جزء متواضع من حجم "هانيويل" التي قفز سهمها بعد الإعلان عن الفصل.



 

- مهما كانت نتيجة الدعوى القضائية في نهاية المطاف، فإن القضية برمتها تثير تساؤلات مثيرة للاهتمام، مثل هل ترجع معاناة الشركات المنفصلة إلى خطأ في ترتيب عملية الفصل أم لأنه لا يمكن للبشر ببساطة التعرف على التحديات بشكل أكثر وضوحًا عندما تستقل الشركات؟
 

- السؤال الفلسفي الأكثر أهمية بعد تجربة "هانيويل" هو، إذا كانت أعمال الشركة الأم تزدهر في حين تعاني الوحدات المنفصلة، هل يمكن وصف هذه العملية بـ"خلق القيمة" كما جرت العادة مع عمليات الفصل؟

 

التركيز على أصحاب المصلحة
 

- يجب أن يكون الهدف من عملية الفصل هو تأسيس شركة أو عدة شركات أخرى ناجحة وتحظى بتركيز كبير على إدارة العمليات وتعزيز النمو، وليس فقط التخلص من الأعباء أو بيع الأصول غير الأساسية.
 

- هذا النهج يساعد على خلق القيمة للمساهمين، وعلى سبيل المثال، منذ انفصلت "باي بال" عن "إيباي" في عام 2015، أصبحت واحدة من أكبر شركات الدفع في العالم، وتمكنت من تنمية قاعدتها من المستخدمين النشطين، والتي تتجاوز 300 مليون مستخدم الآن، ارتفاعًا من 169 مليون قبل أربع سنوات.



 

- تقول "ماكنزي آند كومباني" في تقرير لها: مع ذلك، فمثل هذا الإجراء قد يكون مربكًا للغاية، لذا من الضروري أن تعالج فرق الإدارة على جانبي الصفقة جميع اهتمامات أصحاب المصلحة، ما يساهم في تهدئة الموظفين والعملاء والموردين والمنظمين.
 

- أجرت شركة الاستشارات دراسة شملت عمليات فصل تزيد قيمتها على 10 مليارات دولار حدثت بين عامي 2008 و2017، وركزت على الأعمال التي استثمرت في إعادة الهيكلة قبل الفصل بعامين وحتى عامين بعده.
 

- تبين أن الشركات التي أنفقت أكثر على إعادة الهيكلة في الفصول الثمانية قبل عملية الفصل، كانت أكثر ميلًا إلى تحقيق عائد إجمالي أكبر للمساهيمن، مقارنة بتلك التي أنفقت أكثر على إعادة الهيكلة بعد الانفصال، كما تفوقت من حيث نمو الإيرادات وهامش الربح.

 

المصادر: بلومبيرغ، فايننشال تايمز، تقرير ماكنزي آند كومباني، موقع كرون

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة