نبض أرقام
04:46 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

أفضل أداء في عقد زمني .. كيف أبلت الأسهم الأوروبية هذا العام؟ وماذا عن القادم؟

2019/12/19 أرقام

مع قرب نهاية عام 2019 سيجد المستثمرون في أسواق الأسهم الأوروبية سببًا للاحتفال غير الكريسماس وأعياد الميلاد، حيث بلغ مؤشر الأسهم الرئيسي للقارة مستوى قياسيا وسجل أداءً غير مسبوق منذ الأزمة المالية.

 

 

ارتفع مؤشر "ستوكس يوروب 600" الذي يتتبع الشركات في جميع أنحاء القارة العجوز بما في ذلك المملكة المتحدة، بنسبة 24% منذ بداية عام 2019، وهو أفضل أداء له منذ نحو 10 سنوات، ويرجع الفضل في ذلك لهدوء المخاوف الجيوسياسية.

 

على مدار الجلسات القليلة الماضية، ساد التفاؤل بين المستثمرين حيال قضايا رئيسية في مقدمتها "بريكست" -بعد فوز المحافظين بالانتخابات العامة- والصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين -بعد إتمام المرحلة الأولى من الاتفاق بين البلدين- وهو ما دفع المؤشر لتجاوز مستواه القياسي المسجل في أبريل 2015.

 

ومع ذلك، لا يزال هذا الأداء ضعيفًا مقارنة بالسوق الأمريكي، حيث حقق مؤشر "إس آند بي 500" الإغلاق القياسي الثامن والعشرين له هذا العام خلال جلسة الثالث عشر من ديسمبر، مدعومًا بالأساسيات الاقتصادية القوية للبلاد والأداء المميز لأسهم التقنية.

 

استعادة الحيوية

 

- أمضت أوروبا معظم العقد الماضي في معاناة مع النمو الاقتصادي المتقطع، وبعد أزمة الديون السيادية كانت عرضة لتوترات التجارة العالمية وعدم اليقين بشأن خطط المملكة المتحدة لمغادرة الاتحاد الأوروبي "بريكست".

 

- يقول مدير صناديق الاستثمار متعددة الأصول لدى "إم آند جي إنفستمنتس"، "تريستان هانسون": كانت تجربة مستثمري الأسهم في أوروبا خلال العشرين عامًا الماضية مروعة للغاية، كان الناس يبحثون دومًا عن أي خطأ يمكن أن يقع.

 

 

- كان أداء سوق الأسهم الأوروبي يتماشى مع نظيره الأمريكي منذ نهاية عام 1993 حتى اندلعت أزمة الديون السيادية اليونانية في عام 2009، ومنذ ذلك الحين أصبح الفارق شاسعًا، حيث بلغت مكاسب "ستوكس يوروب" 129% مقابل 250% لـ"إس آند بي" خلال هذه الفترة.

 

- على أي، حال جاءت صحوة الأسهم الأوروبية هذا العام بقيادة قطاعات التقنية، والبناء، والخدمات المالية، التي تشمل مديري الأصول والبورصات، حيث ارتفع سهم "مجموعة بورصة لندن للأسهم" على سبيل المثال، بنحو 82% بفضل سلسلة من الصفقات المتعلقة بالسوق.

 

- كما أن العديد من العوامل التي تثقل كاهل أوروبا أصبحت محركة للنمو، ففي حين كانت إيطاليا سببًا للقلق لضعف بنوكها وارتفاع الدين الحكومي، باتت صاحبة أفضل سوق أسهم رئيسي في أوروبا هذا العام، مع تفاؤل المستثمرين إزاء التغيرات في الائتلاف الحاكم وتراجع حدة الخلاف مع بروكسل.

 

السياسات الداعمة

 

- كانت الأسهم الأوروبية في وضع غير موات خلال السنوات الماضية مع تحول المستثمرين بضغط من أسعار الفائدة المنخفضة في أنحاء العالم المتقدم إلى الرهان على أسهم النمو، خاصة في قطاع التقنية، الذي يتكون من عدد قليل من الشركات الكبيرة.

 

(يمثل قطاع تكنولوجيا المعلومات ربع مؤشر "إس آند بي 500" مقارنة بـ6% من المؤشر الأوروبي الرئيسي).

 

 

- لكن التوقعات باستمرار السياسة النقدية الميسرة تحت قيادة رئيسة البنك المركزي الأوروبي الجديدة "كريستين لاغارد" كانت محفزة للمستثمرين، لكن ذلك قد يكون له تداعيات خاصة على القطاع المصرفي الأوروبي الذي كان أحد أسباب تخلف الأسهم الأوروبية عن الركب في السنوات الماضية.

 

- ارتفع القطاع المالي بمؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 162% خلال العقد الماضي، مقارنة بانخفاض نسبته 36% لأسهم القطاع المصرفي بمؤشر "ستوكس يوروب 600"، حيث كانت البنوك في الولايات المتحدة أسرع وأكثر قدرة في التعافي بعد الأزمة المالية.

 

ماذا يحدث في 2020؟

 

- رغم الأداء الاستثنائي والدعم المتواصل من البنك المركزي واحتمال تحسن القضايا التجارية والجيوسياسية، يبدو أن الأسواق الأوروبية ستواجه بعض العقبات خلال عام 2020، والتي يتعلق أولها وأهمها بأرباح الشركات.

 

- كان خفض تقديرات الأرباح السمة الرئيسية للمحللين في 2019، وهو ما يقولون إنه سيستمر للعام القادم حيث من المرجح نمو أرباح شركات "ستوكس يوروب 600" بنسبة 8.9% مقارنة بـ9.3% لشركات "إس آند بي 500".

 

 

- خفض تقديرات الأرباح في أوروبا تجاوز مرات زيادتها منذ أبريل وهو أمر ربما يشكل دعمًا للأسهم الأمريكية على حساب الأوروبية، إذ يتوقع المحللون مزيجًا أفضل من نمو الإيرادات وارتفاع الهوامش بشكل أكثر استدامة في الولايات المتحدة، لا سيما مع استمرار عمليات إعادة شراء الأسهم.

 

- النمو الاقتصادي في أوروبا خلال عام 2020 لا يزال محل شك، وقالت "آي إتش إس ماركيت" إن نمو التوظيف في الاتحاد الأوروبي تباطأ إلى أدنى مستوياته في خمس سنوات، وأن مؤشر مديري المشتريات المركب سيسجل أضعف قراءة منذ 2013 خلال الربع الرابع.

 

- أخيرًا، يبدو مديرو المحافظ قلقين بشأن عائدات السندات، حيث ينظرون إلى انقلاب منحنى العائد الأمريكي (حدث في الصيف) باعتباره مؤشرًا موثوقًا على قدوم الركود، كما أن الإشارات الأخيرة لمنحنى عائدات السندات الألمانية العشرية تنبأ بارتفاع الأسهم الدورية وأسهم القيمة.

 

المصادر: وول ستريت جورنال، بلومبيرغ

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.