نبض أرقام
02:32 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/22
2024/11/21

"بلوك شين" .. هل ما زالت التقنية الوليدة مفتاح المستقبل لخلق وتعظيم القيمة؟

2019/12/28 أرقام

في حين انحسر الصخب حول "بتكوين"، واصلت التقنية الداعمة لها "بلوك شين" شق طريقها نحو مزيد من التطبيقات، مؤكدة أنها واحدة من أهم الابتكارات التكنولوجية المزعزعة منذ تطوير شبكة الإنترنت الدولية.

 

 

ومثل معظم التقنيات المغيرة لقواعد العمل، واجهت "بلوك شين" شكوكًا كثيرة، خاصة أن طبيعتها المعقدة والقيود المفروضة على تطبيقاتها في العالم الحقيقي حاليًا، جعلت من الصعب على الشركات فهم مقترح القيمة الذي تمثله هذه التقنية.

 

الاهتمام ما زال كبيرًا

 

- استمر تطور هذه التقنية بلا هوادة، وتجاوز تمويل رأس المال المغامر لشركات "بلوك شين" الناشئة 820 مليون دولار في النصف الأول من عام 2019، في حين يبلغ إنفاق "آي بي إم" على هذه التكنولوجيا سنويًا نحو 160 مليون دولار.

 

- على جانب آخر، خلص مسح أجرته "ديلويت إنسيتس" وشمل مئات المديرين التنفيذيين في عشرات الدول إلى أن 50% من المؤسسات التجارية خططت لاستثمار ما بين مليون إلى 10 ملايين دولار في مشاريع "بلوك شين" خلال عام 2019.

 

- تعرف "بلوك شين" بأنها الشكل الإلكتروني لدفتر الأستاذ المحاسبي، والمكون من مجموعة من الخانات المتصلة والمشفرة معًا، بمجرد انتقال المعلومات إلى خانة ما، من المستحيل عمليًا تغييرها دون كلمة المرور أو المفتاح الأصلي.

 

- يوفر هذا سجلًا ثابتًا ومشتركًا للمعاملات، مما يخلق الثقة بين الأطراف دون الحاجة إلى وسيط، وبفضل عدم مركزيتها، تعتبر "بلوك شين" شبكة معلومات بطريقة الند للند ذات درجة كبيرة من الموثوقية والشفافية والأمان.

 

- "بلوك شين" لديها القدرة على إعادة تشكيل نماذج الأعمال، وكذلك تغيير الطريقة التي يتم بها تمويل المؤسسات وإدارتها وكيفية خلق القيمة، وتتعاون المؤسسات في قطاعات التقنية والصحة والاتصالات وحتى الحكومات، في استكشاف الطرق المختلفة للاستفادة من هذه التكنولوجيا.

 

 

مبادرات كبيرة

 

- تمثل "بلوك شين" فرصة للشركات لتطوير عرض القيمة (القيمة المقترحة)، واستخدمت شركة "علي بابا" الصينية، و"جي كاش" الفلبينية، تقنية "بلوك شين" كأسس لخدمات التحويلات المالية العابرة للحدود، فيما تعاونت "برودنتشال" البريطانية مع "ستار هاب" السنغافورية لإطلاق منصة تجارية مدعومة بهذه التكنولوجيا.

 

- تعمل "تنسنت" الصينية مع مكتب الضرائب في شنتشن لاستخدام "بلوك شين" في مكافحة الاحتيال الضريبي، فيما تساهم شركة "جيم" في تجارب رصد الأمراض المعدية باستخدام هذه التكنولوجيا بالتعاون مع المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

 

- تستخدم شركتا "آي بي إم" و"ميرسك لاين" (أكبر شركة شحن في العالم) التقنية في مشروع مشترك لمنصة تجارية تهدف إلى تزويد المستخدمين والجهات الفاعلة المشاركة في معاملات الشحن العالمية بالقدرة على تبادل آمن في الوقت الحقيقي لبيانات سلسلة التوريد.

 

- وفقًا لـ"ماكنزي آند كومباني" فإن "بلوك شين" يمكن أن تصبح بروتوكولًا جديدًا مفتوحًا للسجلات والهوية والمعاملات الموثوقة، كما يمكن أن تكون حلًا للحاجة إلى كيان مسؤول عن إدارة قواعد البيانات وتخزينها وتمويلها.

 

- يضيف تقرير شركة الاستشارات والأبحاث، أن قدرات "بلوك شين" قد تجعلها التقنية الأساسية لنماذج التشغيل الجديدة، على أن يكون تأثيرها الأولي هو زيادة الكفاءة التشغيلية للمؤسسات، لأنها توفر تكاليف الاستعانة بالوسطاء وكذلك الجهد الإداري لحفظ السجلات وتسوية المعاملات.

 

 

العثور على القيمة المقترحة

 

- تقول "ماكنزي" إن إمكانات "بلوك شين" ومبادراتها في قطاع الأعمال يمكنها تغيير الطريقة التي تتدفق بها القيمة، حيث تسمح بالحفاظ على الإيرادات المفقودة وخلق إيرادات جديدة لمقدمي الخدمات عبر هذه التقنية.

 

- وفقًا لدراسة أجرتها "ماكنزي" وشملت 90 حالة، فإن نحو 70% من القيمة المعرضة للخطر على المدى القصير ترتبط بإمكانية خفض التكاليف، تليها القدرة على توليد الإيرادات، علمًا بأن بعض الصناعات قد تكون أكثر ملاءمة من غيرها للاستفادة من حلول "بلوك شين" وعلى رأسها الخدمات المالية.

 

- لكن إذا كان العالم عازماً على المضي قدمًا مع هذه التقنية، سيكون هناك حاجة للتغلب على المقاومة المؤسسية والشكوك، ويعني ذلك تعليم كبار المسؤولين التنفيذيين كيف تلائم "بلوك شين" أعمالهم، ولا يعني ذلك فهم كيفية عمل التكنولوجيا نفسها، وإنما طريقة تطبيقها بشكل فعال.

 

- الإثارة حول "بلوك شين" تتراجع بمجرد معرفة أن بعض التطبيقات الحالية يمكن تحقيقها بسهولة (وربما أرخص) باستخدام نظام مركزي، وللحفاظ على الصخب حول هذه التقنية الوليدة، يجب عليها أن توفر كل شيء تقدمه الأنظمة القديمة وأكثر.

 

- عند العمل على تطبيقات جديدة، يجب على المطورين والشركات البحث عن القيمة المقترحة، أو كما تقول "ديليوت": ينبغي أن يكون المبدأ الأول للشركات هو فهم كيف يمكنهم إنجاز العمل أو الوصول إلى الأهداف بشكل أفضل وأسرع وأرخص.

 

المصادر: إنسياد نولدج، تقرير "ماكنزي آند كومباني"

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.