نبض أرقام
11:32 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/21

"ليفا".. أداة جديدة لقياس قدرة الشركات على خلق قيمة طويلة الأجل للمساهمين

2019/12/27 أرقام - خاص

عادة ما يركز المديرون التنفيذيون على خلق قيمة طويلة الأجل للمساهمين، والتي يضعها المستثمرون بعين الاعتبار عند تقييمهم لمدى نجاح الاستثمار، وفي سبيل ذلك ينظرون إلى معايير مثل العائد على الأصول والأرباح قبل الضرائب والفائدة والإهلاك.


 

لكن من وجهة نظر أستاذ الإدارة في كلية وارتن "نيكولاج سيجيلكوف"، والأستاذ المساعد للاستراتيجية في كلية "إنسياد" للأعمال "فيبو ويبينز"، لم يكن لدى أي من أطراف السوق الأداة الملائمة لقياس النجاح طويل المدى للشركات، وهو ما دفعهما لتطوير مقياس جديد.

 

الأداة الجديدة هي "LIVA" والتي تعد اختصارًا لـ"long-term investor value appropriation" وتعني "مخصصات القيمة للمستثمر على المدى الطويل"، وتوفر طريقة لقياس القيمة المحققة أو المبددة للمستثمرين على المدى الطويل، وتعكس صافي القيمة الحالية لاستثمارات جميع المساهمين خلال فترة معينة.

 

أدوات مخادعة
 

- لو أن شخصًا اشترى 100 سهم في "آبل" عام 1999، واستثمر توزيعات الأرباح منذ ذلك الحين، ثم أراد بيع حيازاته بعد 20 عامًا، كان ليحقق عائدًا سنويًا نسبته 27%، أي أعلى بكثير من متوسط ما حققه السوق والبالغ 6% خلال هذه الفترة.
 

- هذه بالتأكيد عائدات قوية، لكنها ليست مذهلة كما يتوقع المرء، ففي الحقيقة، تحتل "آبل" المرتبة 3175 بين شركات العالم من حيث إجمالي العائدات المحققة للمساهمين، فهل هذا يعني أن نجاح صانعة "آيفون" لم يكن استثنائيًا كما يُزعم أحيانًا؟
 

 

- بالطبع لا، المشكلة ليست في أداء الشركة، ولكن في الأداة المستخدمة في قياس المعلومات، فإجمالي العائد المحقق للمساهمين لا يجسد القيمة طويلة الأجل بدقة، ولا حتى العائد على الأصول أو الأرباح قبل خصم الضرائب والفائدة أو حتى ربحية السهم.
 

- الفكرة وراء "ليفا" بسيطة للغاية، وهي استخدام بيانات أسعار الأسهم لحساب القيمة التي أضافتها أو بددتها الشركة لقاعدة المستثمرين بأكملها، ويقول الأستاذان إن مقياسهما يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمؤشر صافي القيمة الحالية، والذي يقدر قيمة المشروع على أساس التدفق المتوقع في المستقبل.
 

- كان صافي القيمة الحالية هو المعيار الذهبي للمديرين الماليين لتقرير المشروعات التي ينبغي الاستثمار فيها، فيما يسمح "ليفا" الذي يستخدم البيانات التاريخية، بتقدير القيمة التي قدمتها الشركة بالفعل لمستثمريها.

 

الأفضل والأسوأ
 

- بالعودة إلى مثال "آبل"، باعتبار أن مستثمرا واحدا اشترى جميع أسهم "آبل" عام 1999 بسعر السوق في ذلك الوقت، وأراد بيعها وفقًا لسعر السوق الآن، فإنه سيجني تريليون دولار أكثر مما كان سيفعل لو استثمر نفس المبلغ من المال في صندوق للمؤشرات.
 

- بقول آخر، فإن قيمة "ليفا" لشركة "آبل" تبلغ ما يزيد على تريليون دولار خلال هذه المدة، وهذا المبلغ الضخم يعكس بصدق الأداء الاستثنائي لصانعة "آيفون"، ويجعلها الشركة الأولى في قاعدة بيانات "سيجيلكوف" و"ويبينز" لأفضل الشركات أداءً على مستوى العالم.
 

 

- رغم بساطة الفكرة، فإن قياس "ليفا" ينطوي على عمليات حسابية معقدة ومطولة بعض الشيء، استعرضها الباحثان في منشور من 50 صفحة، لكنهما أتاحا قاعدة البيانات التي أنشآها عبر موقع مجاني، ويمكن من خلالها معرفة القيمة المحققة لعدد من الشركات حول العالم.
 

- يقول "سيجيلكوف" و"ويبينز" إن القاعدة مكونة مما يزيد على 45 ألف شركة، وتشمل بيانات الليفا الخاصة بها على مدار العشرين عامًا الماضية، وأنها ستساعد المديرين والباحثين والمستثمرين على تحديد أفضل وأسوأ الشركات أداءً في العالم.
 

- كانت الشركات الخمس الأفضل من قطاع التقنية، حيث حققت أكثر من 2.6 تريليون دولار من القيمة للمساهمين، ومع ذلك، فإن شركات الأجهزة التقنية والمعدات كانت ثاني أسوأ القطاعات (بعد خدمات الاتصالات)، حيث سجلت ليفا سالبة بنحو 2.2 تريليون دولار.

 

الشركات الأكثر تحقيقًا للقيمة طويلة الأجل "ليفا موجبة"

الترتيب

الشركة

القيمة المحققة (مليار دولار)

01

آبل

1002

02

أمازون

637

03

تنسنت

375

04

ألفابت

315

05

سامسونج إلكترونيك

277

06

يونايتد هيلث جروب

255

07

إكسون موبيل

239

08

فيزا

215

09

جينين تيك

212

10

نستله

208

 

الشركات الأكثر تبديدا للقيمة طويلة الأجل "ليفا سالبة"

الترتيب

الشركة

القيمة المبددة (مليار دولار)

01

جنرال إلكتريك

619

02

لوسنت تكنولوجيز

502

03

أمريكان إنترناشونال جروب

408

04

تايم وارنر إنك

401

05

إم سي آي إنك

399

06

فايزر

370

07

فودافون

343

08

إيه تي آند تي كورب

285

09

سيتي جروب

271

10

تيلي ويست

269

*تضم القائمتان بعض الشركات التي تم تصفيتها أو دمجها خلال العقدين الماضيين.

 

آمال الباحثين
 

- يعتقد "سيجيلكوف" و"ويبينز" أنه يمكن للمديرين استخدام أداتهما الجديدة لتقييم أداء الشركة على المدى الطويل مقارنة بأقرانها، وكذلك تحليل "ليفا" على مدى فترات زمنية ولمصادر مختلفة لتقييم أي جزء من أعمالهم يبلي بشكل حسن.
 

- يقولان أيضًا إنها ستساعد المحترفين في مجال الإعلام والسياسة العامة على تقييم أداء الشركات المدرجة في البورصات، والقطاعات، وحتى المناطق الجغرافية من حيث أداء الشركات بها، إضافة إلى مساعدة الباحثين في دراسات الحالة والبحوث التجريبية.
 

- ختامًا يضيف الباحثان: "ليفا" أداة مفيدة في المقام الأول لتحديد القرارات الاستراتيجية التي خلقت أو بددت القيمة في صناعة أو منطقة أو خلال فترة زمنية محددة، هذا هو الغرض الرئيسي؛ التمكن من اتخاذ قرارات جوهرية محكمة في المستقبل.

 

 

المصادر: إنسياد نولدج، ورقة علمية للباحثين بعنوان "تقديم ليفا لقياس أداء الشركات طويل الأجل"، موقع ليفا ميچر

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.