سكان في أبوظبي يقترحون مواجهة تهوّر السائقين بـ «إشارات ضوئية»

اقترح مواطنون ومقيمون في أبوظبي استبدال الخطوط الموجودة في مناطق عبور المشاة، بإشارات ضوئية مخصصة للمشاة، مؤكدين أن هذه الإشارات منتشرة في كثير من شوارع أبوظبي، لكن تعميمها سيحد من تهوّر قائدي المركبات، ويضمن السلامة للمارة.

جاء ذلك في إطار تفاعل الجماهير مع حملة أطلقتها شرطة أبوظبي، على صفحاتها الرسمية بمنصات التواصل الاجتماعي، للتوعية بأهمية إعطاء الأولوية للمشاة، تضمنت فيديو لمشاهد حقيقية لقائدي مركبات يرتكبون مخالفة «عدم إعطاء الأولوية للمشاة في العبور من الأماكن المخصصة لهم».

وشمل الفيديو - الذي حمل عنوان «كيف ترى هذا..؟» - مقاطع لأشخاص مترجلين يحاولون عبور الطرق من المناطق المخصصة لعبور المشاة، بينما يتجاهل بعض قائدي المركبات وجود أشخاص يعبرون الطريق، ما يتسبب في فزعهم وإرباكهم، ويهدد سلامتهم ويعرضهم لخطر التصادم.

ولاقت الحملة تفاعلاً واسعاً بين المواطنين والمقيمين، الذين أثنوا على جهود شرطة أبوظبي في ضبط الطرق ومواجهة المخالفات المرورية، التي من شأنها تهديد حياة الأفراد بقوة وحسم وبشكل استباقي، إذ أكد حساب يحمل اسم «عيوز»، أنه من الأفضل وضع إشارة ضوئية بدلاً من خطوط المشاة، لاسيما في المناطق القريبة من الدوارات، لإلزام المركبات بالتوقف والحذر.

فيما قال حساب يحمل اسم «محمد عبدالله»: «نشكر شرطة أبوظبي على هذه التوعية، لكن بعض أماكن عبور المشاة تحتاج إلى إعادة نظر في إلغائها أو تحديثها بوضع إشارات ضوئية، بجانب تكثيف حملات توعية المشاة وتحذيرهم من عادة قطع الشارع بشكل مفاجئ، اعتماداً على أن المركبات ستتوقف، إذ يمكن لقائد السيارة أن يتوقف لشخص يعبر الطريق، بينما قد لا يراه سائق قادم من الخلف، ما قد يسبب حادثاً».

وأيده صاحب حساب ثالث، قائلاً: «في رأيي لو تم تركيب إشارات ضوئية في كل المواقع المخصصة للمشاة يكون أفضل، لاسيما أن بعض قائدي المركبات باتوا لا يكترثون بخطوط المشاة، ويواصلون السير بسرعة، بينما يأتي آخرون بسرعة وحينما يجدون مارة يتوقفون بشكل مفاجئ، ما يؤدي إلى وقوع حوادث دعم من الخلف».

وحمّل حساب آخر المشاة مسؤولية التسبب في حوادث الدهس، لافتاً إلى أن كثيرين منهم يعبرون الشوارع ببطء مبالغ فيه، على الرغم من الرؤية الواضحة للطريق، بعكس قائد المركبة الذي غالباً ما يفاجأ بعبور المشاة أو بردود أفعال تربكه.

وقال صاحب حساب: إن «ثقافة المشاة عند الكثير من الناس مرتبكة، بشكل قد يعرض حياة الكثير للخطر، ومن ثم فإن أفضل الحلول يتمثل في نشر إشارات المرور الضوئية للمشاة حتى في الشوارع الجانبية، بدلاً من خطوط المشاة، أو الاستعانة بجسور أو أنفاق للمشاة».

بينما أكد حساب باسم «طارق الشريف»، أن المشكلة تتركز في كون قائدي بعض السيارات لا ينتبهون لمرور المشاة، وكثيراً من السيارات تتعرض لحوادث دعم من الخلف بسبب الوقوف المفاجئ عند خطوط عبور المشاة، لهذا من الأفضل وضع إشارات ضوئية لعبور المشاة.

في المقابل، تفاعل مسؤولو المنصات الإلكترونية لشرطة أبوظبي مع مقترحات الجماهير وردود أفعالهم تجاه الحملة التوعوية، الخاصة بأولوية عبور المشاة من الأماكن المخصصة لهم، إذ طالبوا أصحاب المقترحات بتقديم ما لديهم من أفكار لرفعها إلى الجهات المعنية للنظر فيها، ودراسة ما يلزم منها.

وشددت شرطة أبوظبي على أنها ترصد مخالفات السائقين في أماكن عبور المشاة، وتطبق بحقهم عقوبة عدم إعطاء الأولوية لعبور المشاة في الأماكن المخصصة لذلك، وقيمتها 500 درهم وست نقاط سوداء، حسب قانون السير والمرور الاتحادي.

وأفادت بأنه تم تشديد العقوبات بحق السائقين المتهورين، الذين لا يحترمون حقوق المشاة، ويعرضون حياتهم للخطر، في ثلاث مخالفات أخرى، هي: مخالفة إيقاف المركبة على ممر عبور المشاة، وغرامتها 500 درهم، ومخالفة إيقاف مركبة بطريقة تسبب خطراً للمارة أو تعرقل حركة المشاة، وغرامتها 400 درهم، ومخالفة إيقاف المركبة على الأرصفة، وغرامتها 400 درهم.

سلامة المشاة أولوية استراتيجية

دعت شرطة أبوظبي المشاة إلى العبور من الأماكن المخصصة، واستخدام الجسور والأنفاق، والالتزام بإشارات المشاة الضوئية على التقاطعات التي تعمل متزامنة مع الإشارات الضوئية لتنظيم حركة سير المركبات وعبورهم الطرق بأمان، دون تعرضهم لحوادث الدهس.

وحثت المشاة على الانتباه وعدم الانشغال بالهاتف أثناء العبور، تفادياً لتعرضهم لخطورة حوادث الدهس، مؤكدة أن أمن وسلامة المشاة من الأولويات الاستراتيجية المهمة.

فيما دعت السائقين إلى الانتباه لحركة سير وعبور المشاة على الطرق المختلفة، والالتزام بخفض السرعات بالقرب من الأماكن المخصصة لعبورهم وفي المناطق الصناعية، وعلى الطرق الداخلية بالأحياء السكنية، ومنحهم الأفضلية في العبور.