في الوقت الذي تحاول فيه "أوبر" التوسع في مدن حول العالم من أمريكا الشمالية إلى أوروبا، هناك معركة تنافسية محتدمة في صناعة التوصيلات ومشاركة الركوب في دول جنوب شرق آسيا بين شركتين ناشئتين هما "جوجيك" و"جراب".
تتوسع الشركتان بشكل كبير في دول كإندونيسيا والفلبين وماليزيا وغيرها في مدن جنوب شرق آسيا، ومن يزور هذه الدول، سيظهر أمامه مختلف السيارات التي تتنافس بتقنيات ووسائل ترفيهية وخدمات متنوعة لكسب أكبر عدد من الزبائن.
منافسة من وراء الكواليس
- تريد "جوجيك" التي تأسست عام 2010 و"جراب" التي تأسست عام 2012 أن تصبح كل واحدة منهما الخيار الأهم بالنسبة للمستهلكين في منطقة جنوب شرق آسيا خاصة إندونيسيا.
- أطلقت الشركتان خطوط عمل جديدة ومتزايدة في أنشطة؛ كالدفع الرقمي وتوصيل الطعام وإدارة الثروات فضلًا عن نشاط مشاركة الركوب.
- لا يمكن للشركتين مواصلة المنافسة والتوسع في أرضيات جديدة بهذه المنطقة الآسيوية إلا وفي خلفهما كيانات استثمارية داعمة تقف بقوة وراء أنشطتهما، فـ"جوجيك" على سبيل المثال تتلقى دعماً من "جوجل" "تيماسيك" و"تنسنت"، بينما تتلقى "جراب" دعماً من "سوفت بنك" و"مايكروسوفت" و"ديدي تشوشينج".
- رغم جمع استثمارات ضخمة في السنوات الماضية وإنفاقها على الأنشطة التوسعية، لم تبدِ الشركتان أي علامات على تباطؤ محتمل، بل أكدت إدارتاهما استمرار التركيز على تحقيق أرباح مع عدم الحاجة لجمع تمويل إضافي.
- جمعت "جراب" ما يقرب من 8.7 مليار دولار وتقدر قيمتها حالياً بحوالي 14 مليار دولار، وتريد تحويل تركيزها من النمو بأي ثمن إلى وضع خطط استراتيجية أكثر استدامة، في حين تتوسع "جوجيك" في المزيد من الدول مثل سنغافورة.
- تظل إندونيسيا ذات الكثافة السكانية الضخمة السوق المفضل للشركتين، وتتواجد "جوجيك" في 207 مدن جنوب شرق آسيا، بينما تتواجد "جراب" في 339 مدينة أغلبها في إندونيسيا.
رهان وتحدٍّ
- أعادت "جوجيك" التقدم بطلب لدخول الفلبين في مواجهة "جراب" التي تستحوذ على 90% من هذا السوق، وتجري السلطات في الدولة الجنوب شرق آسيوية تقييماً للخدمات والطلب الجديد بعد رفضه مرتين خلال 2019.
- تحاول السلطات الفلبينية تحقيق توازن في سوق النقل لديها بين "جوجيك" و"جراب"، بالإضافة إلى "فيلوكس" التي تم الاستحواذ على حصة بنسبة 60% منها بواسطة شركة "بيس كريمسون فنتشرز" المحلية.
- من ناحية أخرى، أفاد مسؤولون بالحكومة الماليزية بأنها ستسمح بداية من عام 2020 لشركات مشاركة ركوب الدراجات النارية، ومن بينها "جوجيك"، للعمل بشكل محدود، الأمر الذي ينهي الحالة شبه الاحتكارية التي تشكلها "جراب" في هذه الصناعة بالبلاد.
- تحاول "جوجيك" استكشاف المزيد من الطرق للتوسع في دول جنوب شرق آسيا مثل ماليزيا والفلبين وإندونيسيا، لكن هناك بعض القيود التي تفرضها الجهات التنظيمية خشية الإضرار بالمنافسة وخلق حالة احتكارية.ِ
- في إندونيسيا على وجه الخصوص، هناك جهود حكومية للتحول إلى الاقتصاد الرقمي من خلال السماح لشركات التكنولوجيا باقتحام مجالات مثل الدفع الرقمي ومشاركة الركوب والتوصيل.
- تستغل "جراب" و"جوجيك" هذا الأمر بتقديم خدماتهما المتنوعة في السوق، وبدا من أنشطتهما ما يشبه الحرب التنافسية للحصول على أكبر نصيب من الكعكة الاقتصادية المربحة في دول جنوب شرق آسيا.
- لا يقتصر الأمر على خدمات التوصيل بالسيارات، بل هناك الدراجات النارية والكهربائية وتوصيل الطعام، ويرى محللون أن تواجد "جوجيك" في المزيد من الأسواق مثل إندونيسيا وماليزيا سيشكل أكبر تحدٍّ لـ"جراب" التي تتفوق على شركات أخرى عالمية على رأسها "أوبر تكنولوجيز".
لمن الغلبة؟
- تمتلك "جوجيك" عدد مستخدمين نشطين أعلى مما تمتلك "جراب" في إندونيسيا على أساس أسبوعي، لكن المنافسة شرسة بين الشركتين لا سيما أن "جراب" تقدم خصومات كبيرة للعملاء وأحياناً خدمات مجانية.
- في ظل التحدي والمنافسة القوية بين "جوجيك" و"جراب" وغيرهما في جنوب شرق آسيا حتى أكثر من دول كالولايات المتحدة، لن تسمح السلطات التنظيمية ولا العملاء بظهور فائز في السباق، بل ستحاول إحداث توازن.
- هناك مخاوف أيضاً بشأن الجولات التمويلية التي تطلقها "جوجيك" على وجه الخصوص، وتقترب من جمع 2.5 مليار دولار من المستثمرين على رأسهم صندوق "سيريس إف".
- أما "جراب"، فقد جمعت ضعف ما جمعته "جوجيك" من تمويل تقريباً، وتحاول الشركتان التركيز على أنشطة توصيل الطعام وخدمات الدفع الرقمي في إندونيسيا لدعم النمو.
المصادر: فاينانشيال تايمز، رويترز، بلومبيرج
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}