نبض أرقام
23:24
توقيت مكة المكرمة

2024/07/27

كيف تغير علم الاقتصاد والنظام المالي منذ الأزمة العالمية في 2008؟

2020/01/17 أرقام

عندما ظهرت الاضطرابات في أحد أكثر الأجزاء غموضًا من النظام المالي العالمي خلال سبتمبر الماضي، سارعت السلطات لوصفه بـ"الحدث العابر"، لكن مع استمرار المعاناة في سوق الريبو الأمريكي إلى الآن، يبدو أن السبب هو الظروف الأكثر تعقيدًا مما اعتقد المشخصون الماليون.

 

  

بشكل ملحوظ، أظهر الخلل في سوق الريبو الأمريكي أن سياسات البنوك المركزية والهيئات التنظيمية الحذرة قد غيرت الأدوار وقلصت من قدرة المصارف على الاستجابة للضغوط في الأجزاء الرئيسية من النظام المالي.
 

ويبدو أن زيادة مشاركة قطاع الظل المصرفي في الأسواق المالية خلال فترة ما بعد الأزمة كانت عاملًا رئيسيًا في اضطرابات قطاع التمويل العالمي، وتحديدًا في أسواق الريبو التي توفر سيولة قصيرة الأجل للشركات والمؤسسات مقابل ضمانات عالية مثل سندات الخزانة.

 

يقوم المقترض ببيع الأوراق المالية مقابل النقد، مع الاتفاق على إعادة شرائها في أقل من 24 ساعة بسعر أعلى قليلًا، هذا الفرق بين سعري البيع والشراء هو معدل الفائدة الفعلي، وفي الولايات المتحدة عادة ما يكون قريبًا من المعدل الذي يحدده الفيدرالي للمعاملات بين البنوك.

 

الأزمة شوهت سوق الريبو
 

- كان التفسير الرسمي لما حدث في سوق الريبو خلال سبتمبر هو تدافع الشركات الأمريكية لسداد المدفوعات الفصلية تزامنًا مع تسوية مزاد كبير لبيع سندات الخزانة، وأدى سوء تقدير الفيدرالي لحاجة النظام للسيولة إلى فشل السوق في الحصول على التدفقات التي يريدها وبالتالي قفز السعر.
 

- يقول بنك التسويات الدولية في مذكرة حديثة، إن الاضطرابات في سوق إعادة الشراء أثرت أيضًا على سعر التمويل المضمون ليلة واحدة (المعيار المقرر أن يحل محل سعر الفائدة بين البنوك في لندن، باعتباره المؤشر العالمي للمعاملات المالية وتحويل العملات الأجنبية).
 

- أوضح تحليل بنك التسويات أن أحد أشد آثار الأزمة المالية تدميرًا في 2008، كان جمود سوق الريبو، مضيفًا: قد يكون ذلك عنصرًا غامضًا في النظام المالي لكنه حاسم، ويساعد في توزيع السيولة بين أولئك الذين يمتلكون الكثير منها والذين يحتاجون إليها.
 

- بعد الأزمة المالية، اشترت البنوك المركزية السندات والأوراق المالية بكثافة، واحتفظت المصارف التجارية باحتياطيات فائضة هائلة لديها، لكن مع بدء تقليص الفيدرالي لحجم ميزانيته في 2017، انخفض سعر الفائدة على هذه الاحتياطيات عن المعدلات في سوق الريبو.


 

ندرة السيولة
 

- بدأت احتياطيات البنوك الفائضة في الانخفاض وارتفعت حيازاتها من سندات الخزانة، لكن بحلول سبتمبر، وربما بسبب الإصلاحات التنظيمية التي أعقبت الأزمة والتي تطالب البنوك بحيازة المزيد من السيولة عالية الجودة، امتلكت البنوك الأربعة الكبرى في أمريكا نصف سندات الخزانة التي تحتفظ بها مصارف البلاد.
 

- لذا، فإن الاحتياطيات الفائضة للبنوك الرئيسية في أمريكا، والتي يمكن الاعتماد عليها في توفير السيولة خلال الأزمات، تراجعت بشكل كبير وارتفعت حيازاتها من سندات الخزانة.
 

 - كانت إحدى نتائج الأزمة المالية أيضًا تعاظم نشاط بنوك الظل (صناديق التحوط وشركات الأسهم الخاصة وغيرها من اللاعبين غير الخاضعين للتنظيم المصرفي) حيث تم حظر بعض الأنشطة المصرفية أو جعلها أقل جاذبية بفعل التشريعات والإصلاحات الجديدة.
 

- وفقًا لتحليل بنك التسويات الدولية، فإنه خلال الفترة التي سبقت اضطراب أسواق الريبو، زادت صناديق التحوط من طلباتها على إعادة الشراء لتمويل صفقات المراجحة بين الكاش والسندات والمشتقات.


 

- تشوهات أزمة 2008 لم تقتصر على النظام المالي العالمي، ففي حين بدأت كأزمة مالية مصحوبة بركود عميق في البلدان المتقدمة، فإنها انتهت باضطرابات اجتماعية وانتشار الشعبوية والاستبدادية، ليس ذلك فحسب، بل طالت المجال الاقتصادي وغيرت في ثوابته.

 

ملامح من تغير علم الاقتصاد منذ الأزمة المالية

وجه التغير

الشرح

ثورة المصداقية


- في التسعينيات، بدأ علم الاقتصاد يصبح تجريبيًا بشكل أكبر، لكن دائمًا ما كان هناك خطر من تحول الاقتصادات التجريبية إلى دراسات بطيئة ذات منهجيات مشكوك فيها.

 

- استجابة لهذه المخاوف انطلقت ثورة المصداقية، وابتداءً من أواخر العقد الأول للقرن الجاري، بدأ الاقتصاد الاعتماد بدرجة أكبر على الأساليب التجريبية، التي إما تدرس آثار التغيرات العشوائية في ظل ظروف معينة، أو تختبر نتائج السياسات، أو حتى تجري تجارب في ظروف مصطنعة لقياس الآثار المحتملة.

 

- كانت جائزة "نوبل" الأخيرة لـ"أبهيت بانيرجي" و"إستير دوفلو" و"مايكل كريمر" مثالًا واضحًا على هذا التحول في علم الاقتصاد، ورغم أن الأساليب الجديدة للباحثين لا تخلو من التحديات والقيود الخاصة بها، لكن يبدو أنها تجعل علم الاقتصاد أكثر عملية.
 

التحول نحو اليسار


- في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، احتل الاقتصاديون التحرريون مثل "ميلتون فريدمان" دائرة الضوء، وسيطروا على الحوار السياسي، في حين كان يملأ زملاؤهم المحافظون مراكز الأبحاث في واشنطن.

 

- لكن في عام 2010، أصبح عدد أكبر من الاقتصاديين ذوي الميول اليسارية الوجه العام للانضباط والفكر الاقتصادي المتزن، وكان من بينهم الحائز على جائزة "نوبل"، "بول كروغمان"، الذي دعا إلى مزيد من الحوافز المالية بلا هوادة.

 

- أصبح كتاب "رأس المال في القرن الحادي والعشرين" لـ"توماس بيكيتي" الكتاب الأفضل مبيعًا بشكل مفاجئ، جنبًا إلى جنب مع مؤلفين أمثال "إيمانويل سيز" و"غابرييل زوكمان"، ساهم الثلاثة في رفع الوعي بعدم المساواة وأهمية فرض ضرائب جديدة على الأثرياء.

 

- في الوقت الراهن، شكلت مجموعة "اقتصاديون من أجل الرخاء الشامل" فريقًا من الخبراء الأكاديميين اليساريين، والذين تشق أفكارهم طريقها نحو مقترحات السياسة الخاصة بالمرشحين الديمقراطيين للرئاسة في الولايات المتحدة.

 

- كان يُعرف الاقتصاد قديمًا بأنه العلم المحافظ، لكن يبدو أنه مع هذه التغيرات لم يعد كذلك.
 

تغيرات الحد الأدنى للأجور


- تقول النظرية الأساسية للعرض والطلب، إن زيادة الحد الأدنى للأجور تقتل الوظائف، لكن سيلا من الأدلة الجديدة في السنوات الأخيرة، أظهر أن الآثار السلبية لهذه الزيادة ضئيلة للغاية وربما معدومة.
 

الأنشطة الاستثمارية للشركات


- نظرًا لتزايد نشاط الدمج بين الشركات، فإن الكيانات العملاقة باتت تسيطر على الصناعات، ويحذر الاقتصاديون من أن هذا التحول قد يؤدي إلى نمو منخفض للإنتاجية، وارتفاع أسعار المستهلكين وزيادة عدم المساواة.
 

 

 المصادر: بلومبيرغ، ذا سيدني مورنينغ هيرالد

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة