يجتمع بعض كبار رجال الأعمال والسياسيين في العالم، فضلا عن عدد من المشاهير في منتجع دافوس بسويسرا، لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي هذا الأسبوع.
ويتباين ضيوف المنتدى، فمن بين الحاضرين في دورة هذا العام: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمراهقة السويدية الناشطة في مجال التغير المناخي، غريتا ثونبرغ، ورئيس شركة أوبر، دارا خسروشاهي.
فما هو هذا الحدث الذي تحضره نخبة رجال الأعمال والسياسيين البارزين، وهل يمثل فعالية نخبوية تقتصر على هؤلاء؟
ما هو المنتدى الاقتصادي العالمي؟
انطلق المنتدى الاقتصادي العالمي عام 1971، وكان يهدف إلى "تحسين وضع العالم" بحسب وثائقه.
ويجمع المنتدى، الذي يعقد سنويا في منتجع دافوس للتزلج بجبال الألب، قادة قطاع الأعمال والتجارة مع شخصيات قيادية بارزة في المجالات السياسية والأكاديمية والأعمال الخيرية.
وينتهز الكثير منهم هذه الفرصة لعقد اجتماعات خاصة تتناول قضايا مثل الاستثمار في بلدانهم، ولإبرام صفقات تجارية.
وغالباً ما تستثمر شخصيات بارزة المنتدى للتأثير في عملية تحديد أولويات السياسة العالمية والدفع بقضايا معينة إلى مقدمة الاهتمام العالمي، على سبيل المثال لا الحصر، خطاب الأمير وليام العام الماضي عن الصحة العقلية، أو تحذيرات ديفيد أتينبورو الصارخة بشأن الحفاظ على البيئة وأثر التغيير المناخي.
من يحضر في منتدى دافوس؟
يستقطب المنتدى الاقتصادي العالمي نحو 3000 شخص، ثلثهم تقريباً من قطاع الأعمال.
ومن يحضر إلى المنتدى، يجب أن يكون قد تلقى دعوة رسمية، وفي هذه الحالة يكون دخوله مجانياً، أو أن يكون عضواً في المنتدى الاقتصادي العالمي، وهذا قد يكلف 480،000 جنيه إسترليني.
ويحضر في المنتدى زعماء العالم وشخصيات رئيسية من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ورؤساء الشركات الكبرى من أمثال: كوكاكولا وغولدمان ساكس و آي بي أم
ومن بين الضيوف الذين اعتادوا على حضور المنتدى بانتظام: الملياردير الأمريكي جورج سوروس، ورئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير، والرئيس التنفيذي لفيسبوك مارك زوكربيرغ، وبونو مغني فريق يو 2 الشهير.
هل يواجه دافوس انتقادات؟
لا يقتصر هذا الحدث على اجتذاب أبرز ممثلي القوى الفاعلة في العالم، ولكنه قد يكون ساحة لطرح انتقادات حادة.
ففي العام الماضي، استخدم المؤرخ الهولندي المعروف، روتجر بريغمان، منصة المنتدى لانتقاد الحاضرين فيه بشدة لعدم دفع نصيبهم العادل من الضرائب.
كما أنك سترى في كثير من الأحيان احتجاجات تتزامن مع المنتدى في دافوس والمدن السويسرية الكبرى.
وتحتج ناشطات نسويات أوكرانيات ضد الهيمنة الذكورية على الاقتصاد العالمي.
وفي عام 2012، قامت حركة "احتلال وول ستريت" التي تنشط ضد عدم المساواة، بالاحتجاج في دافوس ببناء كوخ ضخم على هيئة أكواخ الأسكيمو ضم نحو 50 محتجا.
هل يعد منتدى دافوس نشاطا نخبويا؟
كان حضور دافوس يعد أمراً ضرورياً من أجل التطور والعمل الخير حتى لحظة الأزمة المالية العالمية في 2007 - 2008.
بيد أن منتقدو المنتدى يرون أنه رمزا "للنخبة العالمية"، التي يتحمل بعضها مسؤولية هذه الأزمة.
وفي العام الماضي، وصف رئيس تحرير مجلة "تايم" الأمريكية، أناند غريدهارادس، دافوس بأنه أقرب إلى "لقاء لمّ شمل عائلي للأشخاص الذين تسببوا في إفلاس العالم الحديث".
وتتباين درجات الحضور، إذ لا يتساوى الجميع في حضور الفعاليات، بل يتحدد ذلك عبر هويات دخول بألوان مختلفة تحدد نوع الفعالية ومن سيجلس أو يقضي وقته مع من، من الحاضرين.
ويحصل معظم الضيوف رفيعي المستوى على شارة بيضاء عليها صورة ثلاثية الأبعاد تتيح لهم الدخول إلى أي مكان. وفي أقصى الطرف الآخر من مقياس درجات الحضور ما يعرف بـ "شارة الفندق" التي تقصر حضورك على الفندق ولا يسمح لك بالدخول مطلقا إلى مركز المؤتمرات.
ويهيمن الرجال على المنتدى، حتى بات مصطلح "رجل دافوس" لقباً يطلق على نمط من الرجال الأثرياء الذين اعتادوا حضور المنتدى.
وفي العام الماضي، كانت نسبة 22 في المئة من عديد المشاركين في دافوس من النساء، وقد ارتفعت مقارنة بـ 17 في المئة في عام 2015.
ويعزز موقع المؤتمر الفخم والمروحيات الخاصة الداخلة والخارجة منه والحفلات الباذخة مزاعم أنه حدث يقتصر على النخبة.
بيد أن المنتدى الاقتصادي العالمي يقول إنه ببساطة يهتم بتجميع القادة للعمل من أجل الصالح العام.
ويقول مارتن وولف، كبير المعلقين الاقتصاديين في صحيفة "فايننشال تايمز": "دائماً ما تكون النخب بعيدة عن الأنظار، هذه هي طبيعتها، لكنه من المستحيل أن يكون هناك عالم من دونها".
ويضيف: "من الضروري أيضاً أن يجتمع هؤلاء الأشخاص بانتظام لاكتشاف ما يفكر به كل واحد منهم ويتعرفون على أفكار بعضهم البعض".
ما الذي حققه منتدى دافوس؟
تستخدم شركات عديدة هذا الحدث لتقديم تعهدات رئيسية بشأن قضايا مثل الاستدامة (عيش البشرية بطريقة مستدامة تحافظ على النظم الحيوية في كوكبنا باستخدام أمثل للموارد الطبيعية والطاقة النظيفة وتنظيم الاقتصاد والحياة الاجتماعية) أو لتحسين التنوع المجتمعي.
وقد حقق المنتدى بعض الإنجازات الملموسة أيضاً.
ففي عام 1988، أدت الاجتماعات بين رئيسي الوزراء التركي تورغوت أوزال واليوناني أندرياس باباندريو على هامش المنتدى إلى إعادة العلاقات بين البلدين اللذين كانا على حافة الحرب.
وفي عام 2000، استثمر التحالف العالمي للقاحات والتحصين المناعي (GAVI) المنتدى لإطلاق برامج تلقيح ملايين الأطفال ضد الأمراض.
ما هي اللحظات الرئيسية التي يمكن توقعها في المنتدى هذا العام؟
ربما سيكون دونالد ترامب نقطة الجذب الرئيسية بعد أن أهمل حضور المنتدى العام الماضي. إذ من المقرر أن يلقي خطاباً يوم الثلاثاء، وهو اليوم الذي يبدأ فيه النظر في مجلس الشيوخ الأمريكي في الاتهامات الموجهة إليه ضمن محاولة تفعيل إجراءات لعزله.
وفي غضون ذلك من المقرر أن توجه الناشطة غريتا ثونبرغ رسالة أخرى بشأن مواجهة التغيير المناخي بعد أن شقت طريقها عبر جبال الألب إلى دافوس بدلاً من استخدام وسائل النقل العام.
ومن الأسماء الأخرى التي ستحضى بالانتباه: سانا مارين، رئيسة وزراء فنلندا التي تبلغ من العمر 34 عاماً وتعد أصغر رئيس وزراء مستمر في الخدمة في العالم، ونجمة بوليوود، ديبيكا بادوكون التي ستتحدث عن معركتها مع الاكتئاب.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}