انتشرت تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي ومؤسسات صحية رسمية تُفيد بأن خدمات الرعاية الصحية في مدينة ووهان - إحدى أكبر المدن الصينية - باتت تحت ضغط شديد وتعاني كثيرا في جهودها لاحتواء تفشي فيروس كورونا.
وقال هو شيجين، رئيس تحرير مجلة غلوبل تايمز الرسمية، ثمة "فشل" في احتواء تفشي الفيروس، وثمة مقاطع فيديو تصور طوابير الناس الطويلة التي تقف أمام المستشفيات في انتظار المعاينة الطبية.
بيد أن المنصات الإعلامية الأخرى التابعة للحزب الشيوعي الصيني امتدحت استجابة الأجهزة الرسمية وتعاملها مع تفشي الفيروس.
وتعد مدينة ووهان، التي يصل عدد سكانها نحو 11 مليون نسمة، مركزا رئيسيا للنقل العام والتنقل إلى مناطق الصين المجاورة، وقد أغلقت بشكل تام مع مدن أخرى كبرى في المنطقة ومنع التنقل منها، في خطوة غير مسبوقة لوقف انتشار الفيروس إلى مناطق أخرى.
هل يستطيع نظام الرعاية الصحية في ووهان التغلب على تفشي الفيروس؟
تمثل المدينة المركز الاقتصادي الرئيسي لمقاطعة خوبَي (هوبي) الواسعة، وتضم المنشآت الصحية الأكثر تقدما في المقاطعة.
وتضم المدينة سبعة مستشفيات كبرى، تُعد من بين أفضل المستشفيات في الصين، ويُصنف مستشفى تونغ جي فيها بالمرتبة الثالثة عالميا، في خدمات علاج المرضى التي يقدمها.
وتضم المدينة سبعة مستشفيات ساندة أخرى فضلا عن 61 عيادة طبية تنتشر في المدينة وتقدم خدمات المعاينة الطبية وفحص المرضى لتحديد أعراض الإصابة بالفيروس.
ويصنف تقرير، صدر عن الحكومة المحلية في عام 2014، مدينة ووهان ضمن أفضل ست مدن في تقديم الخدمات الطبية في البلاد، على الرغم من أنها تأتي في التسلسل بعد بكين وشنغهاي.
وفي مجال القدرة الاستيعابية للمؤسسات الصحية، أشار التقرير إلى أن ووهان تتمتع بنسبة 6.51 سرير مستشفى و 3.8 طبيبا لكل ألف شخص، (و لا يعد ذلك مؤشرا مباشرا على القدرة الاستيعابية لمؤسسات الرعاية الصحية، فزيادة عدد الأطباء لا تعني دائما وجود رعاية صحية أفضل)، ولا تجعل تلك النسبة ووهان من الأماكن الأكثر تطورا في الخدمات الصحية في العالم.
وتتمتع بريطانيا بنسبة 2.8 طبيبا لكل ألف شخص والولايات المتحدة 2.6 لكل ألف شخص.
لذا، هل يكفي أن يفرض حجر صحي على مثل هذه المدينة الكبيرة وأن يوقف التنقل منها لمنع تفشي الفيروس؟
لقد تسبب إغلاق ووهان بتفشي ذعر داخل المدينة، وقالت منظمة الصحة العالمية إن فرض حجر صحي على مدينة بهذه السعة أمر "جديد على العلم" الطبي.
وتتسم مقاطعة خوبَي بنسبة أقل من عدد الأطباء لكل ألف شخص، هي 2.55 بحسب آخر الاحصاءات الحكومية الصينية.
وتقول الدكتورة مايا ماجومدر، الخبيرة في مدرسة هارفرد الطبية في الولايات المتحدة، والتي تتابع تفشي الفيروس "سيتكشف لاحقا هل أن تكاليف مثل هذا النوع من إجراءات الحجر الصحي الواسعة (ليس المالية فحسب، بل من ناحية تأثيرها على الحريات الشخصية أيضا) ستستحيل إلى سيطرة فعالة على تفشي الإصابة بالفيروس".
وقد أعلنت مقاطعة خوبي "منطقة طوارئ صحية من الدرحة الأولى" وهو أشد مستوى في حالات الطوارئ، ما يعني أن الاستجابة ستكون مركزية بإشراف من مجلس الدولة (مجلس الوزراء) في العاصمة بكين.
هل كانت بكين بطيئة في استجابتها لتفشي الفيروس؟
بعيدا عن الخطاب الحكومي الرسمي، عبر الناس عن قلقهم بشأن قدرة المدينة على التعامل مع تفشي الفيروس؟
وتحدثت بي بي سي إلى عدد من الأشخاص في المنطقة، وقد قالوا إن الحصول على نتائج الفحص الطبي يأخذ وقتا أطول مما يزعم المسؤولون الصينيون.
وقد أبلغنا بأنه في بعض الحالات كان ثمة نقص في المعدات الطبية وأن الأطباء يعملون فوق طاقتهم. وثمة مزاعم أيضا بأن الحكومة المحلية، التي يبدو أنها علمت بتفشي الفيروس في منتصف ديسمبر/كانون الأول، أهملت العلامات التحذيرية الأولية.
ولم نكن قادرين على التأكد من صحة هذه المزاعم من جهة مستقلة.
وقد حضت الحكومة الناس على الإبلاغ عن أي استجابة طبية ضعيفة في منصة "التفتيش الصحي" على الإنترنت.
وأصدرت الحكومة المحلية بيانا يدعو الناس إلى التبرع لجهود مواجهة تفشي الفيروس، بما في ذلك أقنعة الوقاية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}