«الشارقة للتعليم الخاص»: أقصى العقوبات بحق متسببي إصابة 21 طالباً بمبيد حشري

أكدت هيئة الشارقة للتعليم الخاص حرصها على تطبيق الضوابط والتعليمات الصارمة المتعلقة باشتراطات السلامة بكل ما يتعلق بالمدارس ومرافقها المختلفة، مبينة أنها سترسل اليوم قبل بدء دوام الطلبة فريقاً مختصاً ورقابياً للتأكد من أهلية مدرسة تعرّض 21 طالباً فيها لاستنشاق بقايا مبيدات حشرية، للاطمئنان على مرافقها قبل دوام المدرسين والطلبة، حفاظاً على سلامتهم، مشددة على أنها ستتخذ أقصى العقوبات ضد المتسببين وفق القانون.

فيما مازالت الشرطة تحقق في واقعة إصابة 21 طالباً باختناق وإصابات بسيطة نتيجة استنشاق بقايا مبيدات حشرية، تم رشها في المدرسة نهاية الأسبوع الماضي، من قبل إحدى الشركات المختصة، حيث تم إسعاف جميع الطلبة وحالاتهم الصحية جيدة وخرجوا من المستشفى، ومن المتوقع إحالة ملف الواقعة إلى النيابة بعد انتهاء التحقيق فيها.

وأكد مدير هيئة الشارقة للتعليم الخاص، علي الحوسني، أن التحقيقات مستمرة من قبل الشرطة، وأنهم ينتظرون نتائج التحقيق، لافتاً إلى أن الهيئة أجرت تقريراً بعد زيارة فرق الرقابة للمدرسة على مدى يومين متتاليين، وستتخذ الهيئة أقصى العقوبات ضد المتسببين وفق القانون.

وأشار أن الهيئة تنتظر نتائج الفحص من المختبر الجنائي والبلدية، للتأكيد على سلامة الفصول لاستقبال الطلاب اليوم، حيث يوجد فريق من الهيئة في المدرسة من الساعات الأولى قبل دوام الطلبة، للتأكد من سلامة الفصول مع الجهات المختصة.

وقال صاحب شركة دبي للتنظيف ومكافحة الحشرات، أحمد المصري، لـ«الإمارات اليوم» إن هناك أنواعاً عديدة من المبيدات الحشرية، ولكل نوع منها له استخدام معين، مشيراً إلى أنه يتم رش المبيدات لمكافحة البعوض بالدخان في معظم الأحيان من خارج المباني، في حين يتم مكافحة الصراصير باستخدام جل ليس له رائحة ويلصق في أماكن غير مرئية للأفراد والأطفال، حتى لا يكونوا عرضة للإصابة أو تناوله، ولكن في حال الرش داخل المباني يجب أن يكون المبنى خالياً من الأفراد حتى لا يتعرّضوا للاختناق.

وتابع أن رش الدخان لمكافحة البعوض في المدارس يكون وفق اتفاق بين الطرفين بالمدة الدورية للقيام بمكافحتها، وغالباً ما تكون في نهاية الأسبوع أو الإجازات الرسمية، وليس خلال الدوام، خصوصاً إذا كان الرش داخل الغرف الصفية، لافتاً إلى أن رش المبيدات الحشرية يحتاج إلى أخصائيين وأفراد مدربين.

وبيّن أنه ينبغي تخفيف نسبة تركيز المبيدات المستخدمة في المدارس، كونها تلتصق بالجدران والنوافذ إذا كانت بتركيز عال، مشيراً إلى أنه على العاملين أو المسؤولين بالمدارس تهويتها قبل دوام الطلبة بيوم واحد، لضمان طرد رائحة المبيد، وعدم تعرض الطلبة لأي أذى.

ولفت إلى أن درجة التسمم التي تسببها المبيدات الحشرية تعتمد على فاعلية المبيد، إذ إن هناك مبيدات تتحلل سريعاً ويتوقف مفعولها بعد التحلل، وهناك مبيدات يظل تأثيرها مدة طويلة، ما يشكل خطراً على صحة الإنسان وخللاً في التوازن الطبيعي، وبيّن أن مدة الأمان للمبيدات الحشرية يجب أن تبدأ من 24 إلى 48 ساعة.

بدوره، حذّر طبيب الأطفال، محمد زكي، من خطر وأضرار استنشاق أو تناول المبيدات الحشرية، التي تكون أثارها على الأطفال عديدة، مشيراً إلى أن أعراضها كثيرة ودرجة ظهورها على المتضررين تكون حسب الكمية المستنشقة ونوعها، لافتاً إلى أنه عند تعرّض الأطفال لاستنشاق المبيدات الحشرية بشكل مباشر، فإن ذلك يعرّضهم لمشكلات صحية مزمنة تؤثر في الجلد والجهاز التنفسي بشكل عام.

وتابع أن من الأعراض التي تصيب الأطفال صعوبة التنفس والتسمم، وعدم القدرة على الحركة لاختلال التوازن، لافتاً إلى أن الأعرض قد تظهر على الأطفال بداية من 15 دقيقة إلى الساعة إذا كانت المادة مركزة وسامة، وتختلف حسب درجة رش المبيدات الحشرية وتأثيرها.

وأكد أن على الجميع التعامل مع حوادث التسمم والاختناق نتيجة استنشاق المبيدات بشكل سريع، وذلك عبر أخذ الحالة إلى الطوارئ في أقرب مستشفى فوراً، وعمل تنفس اصطناعي لها، حتى لا تحدث مضاعفات ومشكلات في التنفس.

وكانت الشارقة شهدت العام الماضي حادث وفاة طفل آسيوي وإصابة عائلته نتيجة استنشاق مبيدات حشرية منبعثة من شقة مجاورة.

تشديد الرقابة على شركات رش المبيدات الحشرية

أكدت بلدية الشارقة أن المحافظة على صحة وسلامة قاطني الإمارة من أولويات عملها، إذ تحرص على سلامة الأفراد وعدم تعريض حياتهم للخطر، والحفاظ على الصحة العامة، من خلال تشديد الرقابة على الشركات التي تمارس نشاط رش المبيدات الحشرية، للحدّ من خطورة الاستخدام العشوائي لها، وإلزام جميع الشركات المعنية باستخراج شهادة مزاولة مهنة صادرة عن البلدية، واستخراج رخصة تجارية من دائرة التنمية الاقتصادية، تفادياً لتعرّضها للمخالفة أو المساءلة القانونية. وذكرت أنها تتواصل بشكل مستمر مع وزارة التغيّر المناخي والبيئة، للاطلاع على أنواع المبيدات التي يتم تحديثها بشكل دوري ومستمر عن طريق المعنيين في الوزارة، للتأكد من عدم استخدام المحظورة منها، التي من الممكن أن تؤثر سلباً في صحة الفرد، ومتابعة استخدام المبيدات المرخصة، واعتمادها في البلدية، بحسب ما هو معتمد من الوزارة.

الحوسني: ننتظر تحقيقات الشرطة ونتائج الفحص من المختبر الجنائي والبلدية.

طبيب أطفال يحذّر من خطورة استنشاق أو تناول مبيدات حشرية على صحة الأطفال.