من أجل استدامة البيئة.. المباني الجديدة «خضراء» إلزامياً في رأس الخيمة

أطلقت بلدية رأس الخيمة برنامج «بارجيل» لاشتراطات المباني الخضراء، والذي يعد أحد المشاريع الجديدة والمهمة البارزة لاستراتيجية إمارة رأس الخيمة لكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة 2040 والتي أطلقت برعاية صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة الذي يستهدف توفير الطاقة بنسبة 30%، وتوفير المياه بنسبة 20%، ورفع نسبة توليد الطاقة من الموارد المتجددة بنسبة 20% بحلول عام 2040 والتي تتماشى مع استراتيجية الطاقة 2050 والخطة الوطنية لتغير المناخ في الإمارات.

وقال منذر الزعابي مدير عام دائرة بلدية رأس الخيمة لـ «الاتحاد»، إن المشروع يعمل على اعتماد عدد من المواصفات والممارسات والتقنيات الجديدة التي من شأنها الحد من الاستهلاك المكثف للطاقة وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، مشيراً إلى أن مشروع «بارجيل» بدأ بعد إعلان التعاون بين بلدية رأس الخيمة وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» من أجل الإشراف على هذا المشروع والاستفادة من الخبرات وأفضل الممارسات، من ثم تم العمل على تقديم تعريف وشرح شامل موجه إلى كافة شرائح المجتمع والتي تولى تنفيذه فريق مختص وُجد في العديد من المواقع، منها الجناح الخاص في المبنى الرئيسي للدائرة والمراكز التجارية المنتشرة في الإمارة وغيرها التي يتم خلالها الالتقاء بأكبر شريحة ممكنة من أفراد الجمهور للتعرف على أهمية هذا المشروع في الحفاظ على البيئة ومدى الفائدة المرجوة من تطبيق هذه المبادرة الجديدة المستحدثة للمباني سواء السكنية الخاصة بالمواطنين والأخرى الاستثمارية.

وذكر أن بلدية رأس الخيمة اتجهت بعد توعية الأفراد الجمهور بالمشروع الجديد إلى الإعلان عن انطلاق مبادرة الفيلا النموذجية لفتح باب استقبال الطلبات المقدمة من قبل الأفراد والأسر، حيث دخلت الطلبات المؤهلة في سحب عام لاختيار عائلة محظوظة للحصول على تحديث كامل للفلل الخاصة بهم.

وأضاف: «تم إطلاق تطبيق اشتراطات بارجيل مطلع العام الماضي بشكل اختياري لمدة سنة واحدة وبدأ التطبيق الإلزامي اعتباراً من نهاية الشهر الماضي وخلال فترة التطبيق الاختياري، تم ترخيص 9 فلل سكنية حتى تاريخ 31/‏‏12 من العام الماضي. ولفت إلى أن هناك 9 معاملات ترخيص لفلل سكنية تحت الإجراء، إضافة إلى ترخيص مدرسة ومكتبة ومركز شرطة والمبنى الجديد لدائرة البلدية بموجب اشتراطات (بارجيل)»، مشيراً إلى أن الدائرة اتجهت بعد تنفيذ الفلل النموذجية إلى إظهار النتائج المستفادة من هذه المواصفات الصديقة للبيئة، والمتمثلة في ترشيد استهلاك الطاقة في المباني القائمة والتوجه إلى عمل تحليل شامل لأهم النتائج التي أسفر عنها تطبيق مواصفات «بارجيل» للاستفادة منها في عرضها أمام الجمهور العام ليتمكنوا بفضل تلك المعلومات التعرف على مدى الاستفادة المرجوة من هذا المشروع الجديد.

وأكد أن هذه المبادرة تعمل على تعزيز الكفاءة في استهلاك الطاقة وبناء الفلل السكنية أكثر استدامة، مشيراً إلى أن الدائرة تتجه نحو تقديم باقة متنوعة من الحوافز وذلك لتشجيع الشركاء والمؤسسات والأفراد على تبني البرنامج الذي سيدعم النهضة العمرانية الشاملة لإمارة رأس الخيمة، وإنشاء منظومة المباني الخضراء للحفاظ على البيئة.

وفيما يتعلق بشروط إنشاء منازل «بارجيل» في رأس الخيمة حسب التصنيف، توجد هناك 3 أنواع من الفلل وهي الفلل الخاصة، والتي يقوم ببنائها مواطنو دولة الإمارات العربية المتحدة لأغراض السكن الخاص ويتطلب إصدار رخصة «بارجيل» لهذا النوع من الفلل تطبيق 6 اشتراطات تتعلق بالعزل الحراري لغلاف المبنى الخارجي وعمل حسابات حمل التبريد لتثبيت أجهزة تبريد، حسب الحاجة الفعلية واستخدام أجهزة ومعدات المنافع الصحية بكفاءة عالية، وفصل مخلفات البناء (أثناء التنفيذ)، وفصل المخلفات التشغيلية (بعد إنجاز الفلل).

وتتطلب اشتراطات العزل الحراري واستخدام معدات المياه عالية الكفاءة، زيادة محدودة في تكلفة الإنشاء لا تتجاوز 5% مع الأخذ بنظر الاعتبار التوفير في تكلفة أجهزة التبريد من خلال استخدام أجهزة باستيعاب حقيقي للحاجة وبقدرات أقل من مثيلاتها في الفلل العادية بسبب وجود العزل الحراري العالي.

النوع الثاني الفلل الاستثمارية والثالث الفلل التي تقوم ببنائها الدولة، والتي يتطلب ترخيص هذا النوع من الفلل تطبيق 11 شرطاً، 6 منها هي نفسها اشتراطات الفلل الخاصة بالإضافة إلى 5 اشتراطات جديدة تتعلق باستخدام أجهزة إنارة عالية الكفاءة واستخدام أنظمة تسخين المياه بالطاقة المتجددة وتهيئة منطقة شمسية تسمح بتثبيت الألواح الشمسية مستقبلاً لتوليد الطاقة الكهربائية والقيام بعمل فحص تسريب الهواء قبل إصدار شهادة الإنجاز والاشتراط الأخير يتعلق بمواصفات أصباغ الجدران والسقوف الداخلية، بحيث تتضمن كمية محددة جداً من المركبات الكيميائية المتطايرة حفاظاً على صحة شاغلي الفلل.